|
عولمة بالدهن الحر- التانغو الأخير لمحمد جبير
وجيه عباس
الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 05:04
المحور:
كتابات ساخرة
اقسم بالله العظيم وبمعتقدي وشرف العقيدة انني لم أسمع بأن محمد جبير يحب رقص الباليه او حتى رقصة الهجع الوطني،وهو أبعد مايكون عن ممارسة هواية الرقص على الجليد بسبب تصريحات ايهم البرتقالي،كأن محمد جبير خُلِقَ من ماء الحزن(تروي الاساطير ان الله اذا اراد البكاء فانه لايجد احزن من العراق ليبكي فيه)فالعراق أرض الوجع التي ينسل اليها الدمع من السماوات،كان محمد جبير واقفا مثل سارية،وصامتا مثل جبل (هل سمعتم بجبل يبتسم!)،لهذا كله فارقت الابتسامة وجهه(إلا فيما ندر) وربما كانت هذه الحجة الشرعية ووفق نظام الاحوط وجوبا للقبض عليه من قبل سرية المغاوير في زمن ذئاب ابو الوليد(حفظهم الله ورعاهم)،وأقسم بالله العظيم لوكانت زوجتي وأم عيالي تملك وجه محمد جبير لطلّقتها بالثلاثة ملايين طلقة على نظام الصلي والمفرد المختوم وأرجعتها الى أهلها غير مأسوف على عشرتها وبنيها الذين ملأوا بيتي . كان محمد جبير سكرتيرا للتحرير في صباح زمن محتل من الباب للمحراب،كان قلما يسير فوق ورق الجريدة الاسمر مثل حنطة الباب الشيخ،كان انسانا قبل ان يكون اي شيء،وهذا شيء ضاع في زحمة لون العمائم وطعم الحروف ورائحة الطائفة. كان عراقيا،وهذا بدوره يعني،أنه جلد أصلي تعوّد على سمرة السوط،جَلَدَهُ الجوع وساطته السلطة في جمهورية الخوف ،كان يسير باستقامة الحائط،وجهه الى الاسفل،وكأن وجهه الى الأعلى،فالسماء لاترى فرقا في ذلك،وأتيقن أن الملائكة نفسها تتعجب من صمته الذي يشبه مدير ذاتية جهنم. بين ليلة وضحاها،اصبح محمد جبير ارهابيا!!!!!! اصدرت وزارة الداخلية بيانها المرقم كذا في كذا... انها قبضت على محمد جبير لضلوعه بتفجير الجسر الواصل بين العراق وبين الله، بعد أن اوقف سيارة محمّلة بالاسئلة امام حماية السيد ممثل السيد ،وادعائه انه من اهل الله وبسيط مثل لفة عمبة بيد طفل في الثالثة من عمره،هكذا اجتمعت الجمعية الوطنية واوعزت الى لواء الذيب أن (يكرص) محمد جبير وهو بالبيجاما ، لان الوان البيجاما تتناسب طرديا مع روح النصر المارينزية ،فجنودنا وشرطتنا والحمد لله،اكثر أمركة حتى من جيش سيراليون،هكذا ببساطة القبض على ارنب،هجم لواء الذيب وهم يصيحون(هاخوتي ها ...ها....)،قبضوا عليه متلبسا بملابسه الداخلية...وبيجامته الخارجية ...أوثقوه الى الخلف وهجموا على كنتوره وكسروا بابه واخرجوا اوراقه، ثم وضعوا الكيس في راسه للمحافظة على افكاره طازجة أمام المحققين . كان الكيس في زمن القائد الضريبة مخصصا للازبال فقط،لكن زمن ذباب المارينز ارتأوا وضع رؤوس العراقيين فيها. ولأن محمد جبير صحفي عراقي،فقد طلب المغاوير صحيفة سوابقه وتبين بعد ادخاله دورة في صبغ الخدود بعد اتهامه بعبور الحدود الحمر،حتى أثبت انه بريء من تهمة كونه عراقيا ولولا وجود (عرف )و(ديك) له صوت يصيح هناك لذهب جلد محمد جبير الى دباغة الديمقراطية المستوردة ولبقي اربعين يوما حتى يصل دوره في تدوين مقالته ( عفوا اقصد افادته). خرج محمد جبير من سجن الداخلية بعد ليلة حمراء(ويقول انه لايعرف معناها...تصوروا!!)،كانت عيناه اليسرى حمراء لقيامه بضرب اخمص مسدس احد الأشاوس براسه!! مما سبب له نزيفا في عينيه ولازال الدم جامدا فيها حتى ساعة اعداد هذا البيان، وبروز اللون المشمشي على خدوده (وإن يكن أبعد الناس طرا عن المشمش!!). اعتذروا منه لانه كان بريئا،لكنه حين عاد الى بيته اقنع نفسه بأنه أخطأ في حياته كثيرا،لكن خطأه الكبير كان في الدفاع عن نفسه وهو الذي كان يدافع عن سجّانيه الوطنيين،لكن لاكرامة لمسجون قرب سجّانه،فكيف بالصحفي العراقي الذي يدافع عن كرامة وجهه؟ أقسم بأن محمد جبير لم يكن يحب الرقص حين دخل سجن المغاويرليلة واحدة اطارت عينه اليسرى قبل أن يطير منه النوم لأيام طوال ،لكنه حين خرج تعلّم من أحد الأرهابيين رقصة التانغو الأخير في لواء الذيب!.
----------------------------------- محمد جبير/ صحفي في جريدة الصباح اعتقله لواء الذيب لانه كان يهش على دجاج الديمقراطية بعوده الطويل برغم نصائحنا له بعدم تكرار فعلته للحفاظ على الثروة الحيوانية لبيض الجمعية الوطنية.
#وجيه_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيciaعولمة بالدهن الحر تحليل بوليـ
-
عولمة بالدهن الحر- قيطان الكلام
المزيد.....
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|