جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 12:21
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الحول و الجهل و الكسل
من السهل التطرق الى الثلاثي العربي (حول) رغم كثرة معانيه و اشتقاقاته لانها كلها تدور و لكني اهتم هنا بالدرجة الاولى بـ حوالي = تقريبا approximations و (حول)/ about aroundt مثل (حول العالم).
يكتب الكاتب الالماني Rudolf Ibel في كتابه القديم (في مرآة اللغةIm Spiegel der Sprache ) الذي صدر عام 1962 عن الاداة um بمعنى (حول او حوالي / تقريبا) و يقول رغم اننا تعلمنا الحساب و دخلنا عصر الدقة لانزال نميل في اللغة الى الحواليات و التقريبات اي عدم الدقة و التعريف و نحوم (حول) الاشياء. لذا لا نعرف شيئا (عن) موضوع معين بل (حول) موضوع معين و لا يمتاز معلوماتي (حول) مصيبة الجار و الصديق و حتى الشريك بالدقة و المسؤولية و الا فاضطريت للمساعدة و التورط.
اذن يساعني (حول) لكونه اسلوب سهل و مريح يفيد الكسول للتهرب من المسؤولية و الدقة و الجأ اليه كلما اردت التخلص من واجبات مزعجة. ليس من الغريب ان نتكلم عن رحلة او سفرة (حول) العالم لانها بالتاكيد ستكون سفرة غير دقيقة لذا يجب ان يكون السؤال (عن) ماذا تبحث؟ الموضوع عن ماذا؟ و لكن: حول ماذا تدور الشمس؟
الحول هو الدوران (الطاقة و القوة: لا حول و لا قوة الا بالله) الى ان تدور سنة لذا فهو التغير (تغير الاتجاه كحول العين) و التحسين للوصول الى هدف باية طريقة كانت حتى بـ (الحيل) او الفصل (يحول بين).
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟