أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الخليفي - سرطاناتنا الحميدة














المزيد.....


سرطاناتنا الحميدة


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 10:10
المحور: كتابات ساخرة
    


ليست كل السرطانات قاتلة ، فاصحاب الإختصاص يقسمونها إلى سرطانات حميدة وأخرى خبيثة.

النوع الحميد يستطيع الجسد التعايش معه لفترة طويلة جدا ، بل إن الإنسان قد لايشعر بأي وجود له ويكتشف وجوده بالمصادفة في حال قيامه بفحوص طبية عامة.

الطبيب الماهر عادة ما ينصح المريض المصاب بسرطان من النوع الحميد بالاستمرار في التعايش مع سرطانه الوديع ، أما الطبيب المبتدئ الذي لا خبرة له وتستهويه أدواته الحادة المشحودة جيدا ، فانه يسرع بمريضه ذاك إلى غرفة عملياته ، وما أن تقتحم أدواته المشحودة عرين ذلك السرطان الحميد حتى تثور ثائرته ويتحول إلى سرطان أخبث من الخبيث ينتشر في غضون ايام قليلة في كل أنحاء الجسم ولا يتركه إلا جثة هامدة.

سرطانات هذه الأوطان التي تعددت أسمائها من صدام إلى الزين إلى القذافي إلى المبارك وحتى الصالح عبدالله كلها كانت سرطانات حميدة وربما علينا أن نعترف الان أننا كنا أطباء مبتدئين وغير مهرة لأننا نصحنا بالتدخل العاجل والفوري لإستئصالها بالحديد والنار .

الأمر أكثر تعقيدا من مجرد الإعتراف بعدم مهارتنا، فالخطأ في تشخيص المرض لم يكن مرده عدم براعتنا وكوننا مبتدئين ، بل كان مرده هو طبيعة تلك الأجساد الحاملة لتلك السرطانات التي شخصناها بأنها من النوع الخبيث ، فأي طبيب ومهما كانت مهارته وبراعته لايمكن له إلا أن يشخص تلك السرطانات على أنها خبيثة بل اخبث الخبيث بحيث أنه سينطلق من فكرة أن الطبيعة الفطريه للجسد هي العافية والصحة ، وهنا كان مكمن الخطأ.

فطبيعة الجسد العربي كانت خارجة عن قوانين الفطرة التي فطرت الطبيعة المخلوقات عليها ، ففطرتها التي فطرت عليها هي الإعتلال والمرض مما يجعل أي سرطان ومهما كانت درجة خبثه يبدو حميدا قياسا اإلى طبيعة تلك الأجساد المعتلة التي تملأها الدمامل والتقرحات والتفسخات وها نحن نرى تلك الأجساد المعتلة كيف تخرج أقبح ما فيها من علل وأوبئة لها أعراض وستكون لها نتائج اكثر كارثيه مما يمكن أن يحدثه أي سرطان ومهما كانت درجة خبثه ، ويبدو أننا نكتشف اليوم أن تلك الأجساد التي إستوطنتها تلك السرطانات هي أخبت من الخبث نفسه .

فالى الجحيم غير مأسوف لا عليكم ولا على سرطاناتكم ،فأنتم أنفسكم سرطانات خبيثة تعشش في جسد هذا العالم المعافى ، ولعل قراركم بإجتتاثكم أنفسكم وإستئصالها من الوجود هو أفضل قرار تتخدونه ، فإنقراضكم وفنائكم عن بكرة أبيكم وأمكم أيضا سيمنح جسد هذا الكون المعافى عافية وصحة أكثر .

فالى الجحيم فالعالم بدونكم ولاشك سيكون مكان أفضل لعيش الإنسان.




#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذرا معشر الكلاب
- من يتآمر على من في مصر؟
- الثورة لا تخرج من جامع
- دعوة إلى التشيع
- ما الذي تبقى من إسلامكم؟!!
- ديمقراطية الولي الفقيه
- قراءة شيطانيه في ثقافة شيطنة العقل 2/2
- قراءة شيطانيه في ثقافة شيطنة العقل 1/2
- الربيع الفرعوني .. هل يفعلها الفراعنة ؟
- حتى لا تحكمنا موزة
- الجُموع ليست مُقدسة
- لماذا لا للإسلامجيه
- الدولة المدنية الدينيه
- الله يتضور جوعاً
- تضحيات الكفار يحصد ثمارها المؤمنون
- بين المدنية والتدين 3/3
- بين المدنيه والتدين 2
- بين المدنيه والتدين 1
- سيدي الرئيس


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الخليفي - سرطاناتنا الحميدة