حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى
الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 23:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عادة ما تمارس الرجعية السياسة من خلال الصفقات فهي بالنسبة إليها عملية تجارية بحتة تخضع لحساب الربح و الخسارة و لا علاقة لها بالأخلاق و المبادئ ، المهم فيها الوصول إلى الغاية أما الوسيلة فلا قيمة لها إلا من حيث كونها توصلها إلى الهدف المنشود و لو كان ذلك على حساب دماء الكادحين و دموعهم و أحزانهم . السياسة هنا مناورة و خبث و حيل و بالتالي فإن كل شئ فيها مباح من الكذب إلى النفاق إلى الخداع وصولا إلى القتل و الذبح و التجويع و التشريد و النفي و التهجير أي اقتراف كل الجرائم المعروفة و غير المعروفة أيضا .
و فى تونس فاحت مؤخرا رائحة صفقة كبيرة بين الرجعيتين الدستورية و الدينية منذ التقى الغنوشى و السبسي في باريس تقوم على تقاسم السلطة فالرجعية الدستورية الممسكة بالقوة المالية و الأمنية و العسكرية بدت ملتزمة باستبعاد السيناريو المصري في تعاملها مع شقيقتها الغريمة النهضة و تحقيق تآلف معها بعد الانتخابات القادمة و عدم محاسبتها على الرش في سليانة و غيرها و نهب أموال الشعب مقابل غض الطرف عن قانون "تحصين الثورة "و عدم ملاحقة كبار رجال الأعمال الفاسدين و إطلاق سراح أعوان بن على .
و كان وراء وضع هذه الترتيبات الامبرياليون الأوربيون و الأمريكيون باعتبارهم الضامن لتطبيقها و هم من ضغطوا في نفس الوقت على الطرفين للسير وفق خارطة طريقها مع الوعد بتقديم المزيد من القروض لإنقاذ نظام غارق في أزمة اقتصادية تقترب من وضع الكارثة . و ما فضح الصفقة هو إطلاق سراح أعوان بن على الكبار فعندما وصلت الأحكام العسكرية إلى العاصمة حصلت الضجة و قبل ذلك كان أهالى شهداء منزل بوزيان و الحامة و الرقاب و قرقنة و الوردانين شهودا عليها و لكن لا أحد من أباطرة السياسة و الإعلام اهتم بهم بل تمت على العكس لملمة القضايا المرفوعة بسرعة حتى لا ينتبه إليها أحد .
يفتخر كبار الساسة البرجوازيين و الإقطاعيين في تونس بمناوراتهم السياسية المحكمة و يغلفون ذلك بالذكاء و الحنكة فهم قادرين في نهاية المطاف على حل الخلافات الكبرى " تحت الطاولة " و قد مارس راشد الغنوشى السياسة دائما عبر الصفقات وما كان ليصل إلى ما وصل أليه بدونها مما جعله يعتقد أن الصفقات و لا شئ سواها هى من سيتكفل بتحقيق حلمه البعيد المتمثل في أسلمة الدولة و المجتمع ، و لا يقل السبسي عنه تبجحا بحكمته و حنكته و قدرته على إنقاذ " الدولة التونسية " فهو المخلص الذى جاد به الزمن في اللحظة الحرجة و قد وجد من حوله أغبياء انتهازيين يساريين صدقوا مزاعمه فسلموا له قيادة الجبهات و الأحزاب التي شكلوها و أصبحوا أعضاء في الاتحاد من أجل تونس و جبهة الإنقاذ الخاضعتين لألاعيبه منتظرين باستخذاء ما سيجود به عليهم بعد الانتخابات القادمة
طريق الثورة / أفريل 2014
#حزب_الكادحين_الوطنى_الديمقراطى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟