أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة غضبان المشلب - ما بعد انقراض الرجل الاخير














المزيد.....


ما بعد انقراض الرجل الاخير


ماجدة غضبان المشلب

الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 19:59
المحور: الادب والفن
    



أجل..
هو من إرتقى عرشه حيث ترتفع الأبصار فلا ترتد إلا و الصبا رحيق بقائها ، و رعشة النبض في شريان جنين يولد..
و قد بدا و كأنه للسحاب رفيق ، و حِجر تتلاطم فيه ذروات طيشه و عبثه..
بزته الموغلة في نزقها جعلت من زغب جسدي ينتصب ما أختال أمام ناظري..
أيمكنني الإدعاء بعد يقين أبهرني بإتقاده انه ما كان بهيئة يسيل لها اللعاب؟؟..
أبرقت عيناي ، و أستبشر شوق أمطاري بجذل الهطول..
تأرجحت العروق في بدني ، و شهق النسغ في مسراه ، و أنا أستشعره يجتاحني لبرهة من الزمن.. فأمد لقلوعي نسيجها اللامتناه حتى يقظة عطائه المتفجر..
إقتربت منه فدانيت قدسية تفرده ، و آنتحت بي رغبة اقتطاف محرماتها..
بين أضلاعه تقيم الملائكة طقوسها ، و تمرغ وجوهها بطراوة عشب الربيع الغَرور..
إستكانت ديباجة بزوغه دون حراسة.. دون تحذير يمنعني أو يمنع غيري من الطامعين في إغتنام فرصة إمتلاكه..
من سيجرؤ على إتهامي بالإثم لو أنني الساعة قد غرقت فيه لأعرف معنى الإرساء عند موانئه الشبقة؟؟
أتراه قبس لأعين أجهلها.. ام أنه لم يلوث بعد بمطامع البصر دون البصيرة؟؟..
سافرت بحدقتين يكسوهما التوق حتى آخر خيط ضوء مرئي.. و ترقبت أذناي إلتقاطها لومضة صوت غريب..
كان للفضاء أن يدعوني للإختلاء به.. و للشمس أن تبارك وجودي معه..
الطبيعة بكل مقتنيات خالقها تحولني الى كتلة رغبة لا مناص من طاعتها..
رغم جذوره الضاربة في عمق إحمرار الأصيل.. لم تر عيناي غبار القـِدم الذي إكتنف زفيره العطر.. مثلما لم ألمس ترفا على محياه..
رائحته تشد أي طارق لسبيله.. و قد ولهني حتى قبل أن اشتهي إصطفاءه لنفسي..
جمر يتقد كدأب موقد شتاء على تحدي نثيث الثلج يغمرني بدفء لذيذ.. تموج في جسد النسيم يحملني كبذرة لقاح تفوح ذكورة ، و تسعى ذائبة في فرط حبورها نحو الإتحاد بميسم لزج..
تلمست تناقض الغسق على هضيباته ، و رباه الناضحة بأغصانها الغضة.. و قدح في جسدي بركان صهواته المتأرجحة بين فردوس و آخر..
أمرت جسدي بالإذعان لهواه.. و ترنحت بين صباه و كهولته.. أطلقت العنان لفحيح المسامات ، و هي تستنشق هوام أفيونه..
تنحى قوس قزح عن مواضع سحبي النديفة.. و آستقر بزهوه بين نهدين ضجرين من مداعبات بحر مأسور عند شطآن أنوثة..
تدفق وجده من سرة الكون حتى معصم الشبق.. و طفا الشهد على سندس عشق يذوب بين إستبرق و آخر حتى بطون الأرائك..
الباب الذي فتح ذات صراط مستقيم بين شرنقة ، وعزف جناحي فراشة ، قد أغلقته ساق الريح العارية عن موبقات خريف..
العرش ، و الفضاء يكسوان طريقي نحوهما بخطى عودة مستباحة.. و الغلمان ينكبون على فوهة ثورة..
الذبول يضطجع كطريق خرف لا تتخطاه قوافل الحجيج حتى ينال ما أخضر منها و ما أينع..
دبت أناملي في توحدي المستديم به.. دب الحياء من ماض لم تفارق جاهليته حرير ثوب الشمس قبل إرتمائها بين زندي الغروب..
صغائر الرمال تتحدى السيوف القائمة على قلاع عيني ، فتقتلع منابت النجوم.. و شتلات الضوء اليانعة عند الرايات الحمراء..
تنهدت الكثبان في روحي.. و تجعدت أهلتي في سماوات تتلاشى خلف غضب آلهة لم تمنحني تربة عبادتها.. و لا سديم حريتها..
أطلقت تنهيدة قريش الأولى ، ثم الثانية ، و توزعت ذراتي بين ذراعي جماع مدنس بجبروت إبليس..
ترجل السائل المرتضى بين فخذي الغسق ، و مس نهايات نهار مقدس ، فَتِح كل فرج يسيل بغيثه نحو الغد.. و دَسَّت أعواد القصب بين اثداء هور يمور..
إستنفذ الشهيق كل هوى يمتطي أكاذيبه.. و أرخت القلوع تعنتها عند كل مرسى..
خبا الضوء.. إبتلت لوحة المفاتيح بشاطيء فرات توسد الشاشة.. همدت ساقان.. قذف القلب صلواته.. و لقح فؤاد إعرابية.. و اغلق حاسوب بين متاهات الأقمار الصناعية..



#ماجدة_غضبان_المشلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة انقراض الرجل الأخير
- قصتان قصيرتان
- جمهورية نسوان ستان إزاء سنيستان و شيعيستان
- قصص قصيرة
- لازلت في المانيا/قصة قصيرة
- نقوش أثرية على وجه البحر
- الى جفاف الرافدين الوشيك نعيمها ان يجف
- البحث عن سماء زرقاء
- الى جفاف الرافدين الوشيك
- الان ارتشفت زبد الحب
- لو كان للحشرجة ريشة ودواة
- وثائق انثوية في محفظة رجل


المزيد.....




- ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
- مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل ...
- -أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل ...
- -يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم ...
- تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv ...
- الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ ...
- دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة غضبان المشلب - ما بعد انقراض الرجل الاخير