أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - هل فشلَ الربيعُ العربي؟














المزيد.....

هل فشلَ الربيعُ العربي؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تحول النظام المصري إلى نسخة جديدة من النظام العسكري وترنح الثورة السورية وانقضاض أطراف الاستبداد عليها، وغموض الوضع في اليمن، أصبح الربيع العربي مشكوكاً في حاله بحيث يبدو إن رأي المتشائمين قد انتصر وهو الذي يشكك حتى في كون الجماهير قد ثارت أصلاً!
بعد كل الهبات العظيمة التي قامت بها الجماهير العربية ضد بعض الأنظمة، لم يكن مستوى الجمهور العربي بمستوى الجمهور الأوروبي الشرقي الذي أطاح بأنظمة شمولية متقدمة، فلم تكن أوروبا الشرقية بمستوى تخلف البلدان العربية وثمة جماهير منظمة لرأسماليات دول متقدمة وصعود كبير للقطاعات الخاصة وهناك رغبة عارمة من قبل روسيا بالانفكاك من ثقل هذه الدول وتبعيتها.
فخلافاً لمصر وتونس وسوريا فإن بقية الدول لم تهب بشكل واسع فتشارك فيها جماهير وطنية كبرى، وحين انتهت هذه الموجة بصعود الجيش مرة أخرى في مصر وصعدت القوى الدينية المحافظة في تونس وسوريا ترنحت الموجاتُ النضالية وتخوفت أقسامٌ كبيرة من الجماهير العربية من المنحى الديني المحافظ وفضلت أوضاعها الراهنة وحكم الدول والعسكر على مغامرات الدينيين.
أعطى الإخوان في مصر مثلاً سيئاً لاستغلال عواطف وزخم الشعوب العربية للتغيير، فقد قفزوا للسلطة لتكوين قبضة شمولية دينية قوية، وسواء كان ذلك في قلب البلد عبر القاهرة أم باستغلال وضع سيناء وغزة لمؤامرة محفوفة المخاطر على الشعب المصري وجره إلى حرب مع إسرائيل وهو في لحظات صعبة، فكانت كارثة مزدوجة.
كذلك كانت الثورة في سوريا واعدة، وكانت شعارات الوحدة الوطنية والنضال السلمي قد وحدت جموعاً كبيرة في وجه النظام العسكري الدموي، ولكن الإخوان مرة أخرى وفي قطر عربي آخر راحوا يزايدون على الشعارات الدينية ويخيفون جماهير المسيحيين العرب والعلويين من شعاراتهم، ثم فتحوا الأبواب لدخول قوى التطرف الديني العسكري، بحيث اعتبرها النظام فرصة كبيرة للقضاء على الجميع!
هكذا عمل الطائفيون على تقويض الحراك العربي الجماهيري الموحد والعمل المشترك لإقامة أنظمة ديمقراطية علمانية تتيح لمختلف الأديان والمذاهب الحياة ويتم التركيز على الظروف الاقتصادية والاجتماعية وتغييرها لمصلحة الجمهور كله.
هذا يوضح كيف أن جمهور أوروبا الشرقية المثقف الموحد في شعاراته الديمقراطية قد حافظ على وحدته وتماسكه حتى إقامة أنظمة بديلة، فكان النسيج الديمقراطي التحديثي في الجمهور قد أتاح هذه المسيرة المشتركة الظافرة.
في حين كان النسيج العربي بين قوى ليبرالية ضئيلة وتقدمية صغيرة وحشود من عامة دينية توسعت بشدة في أزمنة الدكتاتوريات مغايراً فسرعان ما تكشف عن تناقضات عميقة واستفادت القوى القديمة من تمزقها وعرضت عودة إلى الأنظمة السابقة بواجهات وإصلاحات جديدة طفيفة!
البلدان التي لم تشهد تطرفاً وتمزقاً دينياً وطائفياً كالمغرب سارت في تحولاتها المتدرجة بهدوء، في حين أن البلدان التي شهدت تمزقات طائفية ودينية سياسية واسعة عانت أشد من غيرها ورجعت في تطورها السياسي إلى الوراء مع خسائر بشرية ومادية فادحة.
وهذا قد لوحظ في أقطار المشرق العربي الإسلامي وخاصة سوريا والعراق فعادت الأوضاع السياسية والاقتصادية إلى الوراء وزادت مشكلات الشعوب فكانت الثورات بشكلها الديني الطائفي وبالاً على الناس بدلاً من أن تؤدي إلى تحولات مفيدة وعميقة في حياتها.
كلمة الربيع الطبيعية المجردة لا تصلح للتوصيف الاجتماعي ونحن بحاجة إلى قراءات سوسيولوجية تحلل هذه الظاهرات وتكشف مشكلاتها وتطوراتها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهازية التحديثيين
- ارتباك قومي
- الوعي التحديثي وتجاوز التقليدية
- رأسماليةُ دولةٍ وعجز عن التطور
- رياضُ الأطفالِ والتعليم
- الأزمةُ مرةً أخرى
- معرضُ الكتابِ وأزهاره
- الدينيون والحداثة (4)
- الدينيون والحداثة (3)
- التحديثيون الدينيون 2 - 2
- التحديثيون الدينيون (1)
- تركيا الحداثة
- بين رأسماليتين
- الشعبُ هو الذي يصنعُ التاريخَ
- شطبُ الدعوى هل هو بدايةُ مصالحةٍ عميقة؟
- وتزدادُ الشروخُ في الوطن
- صراعات الوعي العربي تاريخياً (7)
- تحولاتُ الرواية عند فوزية رشيد (2)
- تحولاتُ الروايةِ عند فوزية رشيد (1)
- صراعات الوعي العربي تاريخياً (6 6 )


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - هل فشلَ الربيعُ العربي؟