إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)
الحوار المتمدن-العدد: 4427 - 2014 / 4 / 17 - 02:37
المحور:
الادب والفن
كانت الشوكولاتة فى ملء السعادة
كانت تتمزق فى ريق رواها بالانسجام
ذابت فى معصرة الإحساس
تشعبت فى جوانب الفم
سيطرت فيه على كل خلايا الشعور
لم يستطع أن يستوقفها طعم آخر
ولا رغبة أخرى
فلقد تسلطت بالكمال على التذوق والرغبة
كانت تعطى العقل بريقا لم يعهده من قبل
لم يكن يترجاه سوى فى أحلامه وأوهامه
كانت تفاجئه فى كل شدة طعم فى قطعة زائدة
لقد كانت تلك الصدمة النشطة التى احتاجتها إنسانيته الخاملة
كم تمنى حينها أن يكون من لونها
أو أن تسقط على هضاب جسده بسخونة تمسخ بشرته بشبهها
حينها تسائل لما يشبهون عمق اللذة بالجحيم؟
هل للجحيم لذة؟
أم اللذة جحيم؟
هل بعد تلك المتعة عقاب؟
هل فى عمق اللذة هوة؟
حينها تمردت خلايا تذوقه المتمتعة إلى حد العذاب على تفكير يشوه الإحساس
فتذمرت خلايا التفكير واشتعلت بنيران الشكوك
وعنها لم تتواضع خلايا التذوق فتراقصت بلهيبها حتى اشتعل دمه
وتصارع فى كيانه نارين
صمت وصمت حتى صمد وصرخ بكل قوة فى نفسه قائلا
لم اسرق هذا الطعم
لم أشرك هذا الطعم بآخر
لم احتقر شعورى بهذا الطعم لسبب أو لآخر
إذن
فليس للجحيم لذة ولا اللذة جحيم
فالجحيم تجمع المقوت
واللذة الموَحدَة لا تأكلها نيران المقوت
ولا بإمكان كل ألسنتها أن تستوقف نبع حقيقتها
وتأكد عندئذ من عشوائية ضمائر آخرين
وأنهم كذبوا من قالوا انه لا مغفرة للشوكولاتة!!
وأنهم عبثا طاردوها كخاطئة
وفى حماقة رأوها بأعين مُهشَمة تعكس قبح رغباتهم المزدوجة
ومع ذلك بخبث اشتهوا أن يُغطسوا حجارة رجمهم فى ذوبانها الناعم
والحق أن الشوكولاتة لم تحمل العار يوما لكونها هى
إنما بسبب أنهم هم من صنعوا معايير حسب أهواء لا تحمل الحقيقة
وحينها تيقن من انه لويل لمن اشتهوها ومزقوها
والمجد لمن أحبوها وتذوقوها
ومن حينها
لم تٌمتع الشوكولاتة فمه فقط بل عقله أيضا
ورضيت نفسه على اتزان طبيعته
#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)
Ereiny_Samir_Hakim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟