أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توما حميد - الاعمال الارهابية ليست نتيجة اليأس بل نتيجة الايمان بعقيدة اساسها الارهاب















المزيد.....

الاعمال الارهابية ليست نتيجة اليأس بل نتيجة الايمان بعقيدة اساسها الارهاب


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 13:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في ظل سيطرت اليمين عالميا اصبح اليوم منظر القتل العشوائي للابرياء بالعشرات وبالمئات في البيوت والشوارع واماكن العمل والحافلات والانفاق، والنوادي دون تميز بين امرأة ورجل، بين طفل رضيع وشيخ في اخر ايام عمره، بين العسكري والمدني، اصبح مالوفأ. ان منظر تفجير الناس الى اشلاء في مناطق عامة، القصف العشوائي للمدنين الامنين واحيانا من ارتفاعات شاهقة وباستخدام الاسلحة المحظورة، والخطف، وقطع الرقاب، والاغتيالات والتعذيب في السجون الخ من هذه الجرائم التي ترتكب بشكل يومي من قبل قطبي الصراع الارهابي الجاري اليوم قد اصبحت مشاهد طبيعية. ان الاعمال الارهابية ضد ابرياء مدينة لندن هي حلقة من مسلسل هذه الاعمال الارهابية التي تقوم بدور البطولة فيها الحكومات اليمينية الغربية من جهة وحركات الاسلام السياسي من جهة اخرى والتي تشير كل الدلائل باننا بصدد مشاهدة حلقات اخرى بنفس البشاعة في الايام القادمة مالم تتدخل البشرية المتمدنة في الساحة السياسة لكبح جماح هذين القطبين الارهابيين.
ان هولاء الذين يقومون بمجزرة مثل مجزرة لندن ليسوا اناس استهلكهم اليأس نتيجة الظلم التي يمارسه الغرب على جماهير العراق وفلسطين ومنطقة الشرق الاوسط عموما ونتيجة الاحباط من سياسات الانظمة الرجعية التي تحكم في المنطقة كما يفسرها الكثير بمن فيهم بعض هؤلاء المحسوبين على اليسار. ان من يصاب بالياس لايمكنه قطع الاف الكيلوميترات من الدول العربية والغربية ليتوجه الى العراق لكي يفجر نفسه بين الابرياء، او ان يخطط وينفذ عملية بحجم عملية لندن او مدريد او نيويورك او حتى ان يقوم بتفجير نفسه في باص او نادي ليلي في اسرائيل. ان هؤلاء الذين يقوم بهذه الاعمال البشعة هم اتباع حركة سياسية معينة مفعمين بعقيدة تتبناها هذه الحركة اساسها قمع وقهر البشر ومصادرة حقهم في الحياة والتمتع والرفاهية والتفكير الحر واسلوب نضالها هو الارهاب والعنف المنظم والقسوة والبشاعة ونشرالحقد. انهم اتباع عقيدة تخدم مصالح حركة معينة هي الاسلام السياسي. رغم ان السخط من الظلم الذي يمارسه الغرب واسرائيل وسياسات الانظمة الرجعية تدفع الكثير من المهمشين الى احضان الاسلام السياسي في ظل غياب قوى تقدمية قوية، الا ان الاعمال الارهابية بما فيها الانتحارية التي ينفذونها ليست نابعة من يأسهم بل من العقيدة التي يعتقدون بها. انها طريقة الاسلام السياسي في النضال من اجل السلطة. وليس لهذا النضال اي ربط بالظلم الواقع على الجماهير. ان حركة سياسية اساس برنامجها الظلم والتميز لايمكن ان تحرر البشر من الظلم والتميز. ان الاسلام السياسي يوظف السخط الجماهيري في صراعه من اجل السلطة. هؤلاء الذين يفسرون الارهاب بانه رد فعل اناس استهلكهم الياس هي محاولة لتبرير ساحة الاسلام السياسي من هذا الارهاب. ان هذا الادعاء بينما يشير الى ظلم الغرب وضرورة النضال ضده، لايجد اي ضرورة للنضال ضد الاسلام السياسي.
في نفس الوقت فان الاعمال الوحشية التي يقوم بها الجيش الامريكي والجيوش المتحالفة في العراق او افغانستان مثل فظائع ابو غريب وغيرها هي ليست اعمال صادرة عن افراد غير اسوياء او اعمال يفرضها الواقع عليهم من باب الدفاع عن النفس كما يصورها الكثير. ان الاعمال الصادرة عن هذه القوات هي اعمال اجرامية وارهابية لاجهزة دربت وربيت وشكلت على اساس القتل والجريمة والارهاب. ان هذه الاعمال وسياسات الدول الغربية باسرها هي نابعة من ومستندة على عقيدة وسياسات تعتنقها حكومات الدول الغربية واليمين الغربي عموما بما يخدم مصالح الطبقة الحاكمة. أن الدموع التي يذرفها قادة اليمين على ضحايا الارهاب الاسلامي الاسود هي دموع خادعة. ان الارهاب الذي يقترفه اليمين الغربي هو ليس باقل من الارهاب الاسلامي وان كان ليس بنفس الوضوح. كما ان عدم الاكتراث وحتى الفرح الذي كان يغمر قادة اليمين مثل جورج بوش وبلير عندما كانت الاف الاطنان من المواد شديدة الانفجار تصب على جماهير العراق سواءا في عام 1991 او2003 والجرائم اليومية وعدم اكتراث بقتل اكثر من 100000 انسان في العراق وقبلها بقتل اكثر من مليون ونصف مليون انسان من جراء الحصار الاقتصادي على هذا البلد واعمال القتل وعدم الاكتراث بحياة البشر التي رافقت الحملة على افغانستان ولاتزال وغيرها من الفضائع هو ليس باقل بشاعة من الفرح الذي يغمر قادة الارهاب الاسلامي عندما تتناثر اشلاء الابرياء في لندن ومدريد ونيويورك واسرائيل والعراق وغيرها. ان سياسات الدول الغربية من فرض الفقر على الاغلبية الساحقة من جماهير العالم ودعم الانظمة والحركات الرجعية في المنطقة والعالم وتشجيع الرجعية بكل اشكالها هي ليس اقل معاداة للانسان من الحقد الاسلامي على كل ماهو غربي ومدني.
ان الارهاب بشكل عام قد اصبح جزءا اساسيا من الحياة في عصرنا في ظل سيطرة اليمين الرجعي. والارهاب الاسلامي هو جزء اساسي من هذا الارهاب واحد قطبيه.
ما الذي يجعل قوة رجعية ومتخلفة عن جماهير المنطقة، هشة، ليس لها حلول للمشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وسجلها مليء بالاخفاقات وهي لاتتمتع بدعم جدي في الدول الاساسية في المنطقة الى قوة وقطب في المنطقة و العالم؟ من الواضح ان اليمين الذي يحكم العالم اليوم و بفضل الامكانات الهائلة التي تتوفر له قد تمكن في الكثير من الاحيان من تحويل حركات سياسية تستند الى عقائد وسياسات بالية متخلفة ومتناقضة من طبيعة الانسان والواقع وعنيفة مثل القوى الدينية والقومية والعنصرية والفاشية المختلفة الى قوى لها نفوذ في اماكن وفترات معينة. ان الاسلام السياسي هو افضل الامثلة على هذه الحقيقة. فبدون الدعم الغربي سيهزم الاسلام السياسي من قبل القوى العلمانية والشيوعية في المنطقة ويتحول الى قوة هامشية في حوافي المجتمع. ان الغرب الذي خلق حركات الاسلام السياسي ودعمها بكل الاشكال بوجه القوى الشيوعية واليسارية وبوجه القطب الشرقي على مر العقود الاخيرة لايزال يدعم الاسلام السياسي بقوة حتى في الدول التي يخوض فيها الغرب حربا مع حركات هذا التيار مثل العراق وافغانستان. ان اكثر حلفاء الغرب في العراق وافغانستان هم من قوى الاسلام السياسي. فبدون هذا الدعم وعلى حساب القوى الشيوعية والعلمانية لايستطيع الاسلام السياسي من الصمود طويلا.
كما غذى هذا التيار وساعده على ان يتحول الى قوة وقطب في المنطقة والعالم الارهاب والظلم الذي مارسته و تمارسه القوات الامريكية في العراق وافغانستان والدعم الغربي لاسرائيل وظلمها ضد العرب والفلسطينين بشكل خاص وبقائهم بدون دولة. لذا فان الدعم الغربي المباشر وعلى حساب القوى الشيوعية والعلمانية وسياسته ومنها دعمه الغير المحدود لسياسات الدولة الاسرائيلية الرجعية ضد جماهير المنطقة قد ساعدت هذه الحركة السياسية-الاسلام السياسي من التحول الى قوة اساسية والى قطب في المنطقة والعالم. لقد تمكن الاسلام السياسي من الاستفادة من استياء جماهير المنطقة من سياسات الحكومات الغربية اليمينية في المنطقة في ظل ضعف القوى الشيوعية والعلمانية. من جهة اخرى تستخدم الحكومات الغربية اليمينية الارهاب الاسلامي لتمرير سياساتها الرجعية وجرائمها وارهابها.
لذا فهناك قطبين ارهابين في عالم اليوم احدهم يتغذى على الاخر. لايمكن هزيمة احد القطبين دون النضال ضد وهزيمة القطب المقابل. يجب ان تناضل القوى التقدمية والجماهير المتمدنة ضد كلا قطبي الارهاب. يعتبر العراق اليوم مسرحا لمواجهة هذين القطبين وساحة مهمة لنشاطهما، لذا فان النضال ضدهما وهزيمتهما في العراق هي خطوة اساسية في طريق النضال من اجل هزيمة هذين القطبين على صعيد العالم. ان انهاء مأساة الجماهير في العراق اصبحت ضرورة لتجفيف منابع الارهاب كما هو حل عادل للقضية الفلسطينة ضرورة. بدون انسحاب قوات الاحتلال لايمكن وضع حد لهذه الماساة. لذا يجب ان يصب هذا النضال من اجل اجبار قوات الاحتلال على الانسحاب وكبح جماح قوى الاسلام السياسي من خلال احضار القوى العلمانية والجماهير المتمدنة الى الميدان. يجب ان ندعم العلمانية في العراق ونناضل من اجل دولة علمانية. ان منظمة حرية العراق تقدم وسيلة وطريقة من اجل القيام بهذه المهمات. يجب الالتحاق بهذه المنظمة والاستفادة منها من اجل بناء دولة علمانية في العراق يكون لها دور في هزيمة الارهاب عالميا.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء البطاقة التموينية يخدم الجريمة والارهاب والفلتان الامن ...
- هل يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي بالضد من العمل المشترك؟ ...
- بورصة نشطة لتجارة الدم في العراق نتيجة للارهاب الامريكي والا ...
- حرية التعبير هي من ابسط حقوق الانسان
- اختلافاتنا مع تقاليد اليسار الهامشي، رد على جليل شاهباز، الج ...
- الشيخوخة تصيب فرقة حميد تقواي في العراق
- الخلافات بين الشيوعية العمالية واليسار التقليدي-رد على جليل ...
- انا يساري فان لم تكن معي فانت يميني! رد على الرفيق جليل شهبا ...
- لاتطالبوننا بتحويل الشيوعية العمالية الى شيوعية بائسة - الجز ...
- لاتطالبوننا بتحويل الشيوعية العمالية الى شيوعية بائسة - الجز ...
- جريمة اربيل والدور غير المباشر للاحزاب الحاكمة
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! الجزء الث ...
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! - الجزء ا ...
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! الجزء الا ...
- فصل اخر من فصول السيناريو الاسود، يخرجوه مجلس الحكم
- هذا البعبع لم يعد يخيف الناس ردا على جريدة الفرات
- لماذا نطالب باستبدال قوات الاحتلال بقواة دولية تحت اشراف الا ...
- نحن بحاجة الى فصل الدين عن الدولة وليس اصلاح الدين - تعقيبا ...
- نحن بحاجة الى فصل الدين عن الدولة وليس اصلاح الدين - الجزء ا ...
- أمريكا بحاجة الى المزيد من الحروب و الأنتصارات فمن العدو الق ...


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توما حميد - الاعمال الارهابية ليست نتيجة اليأس بل نتيجة الايمان بعقيدة اساسها الارهاب