أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - خدعة تميزنا العربي كعرق وثقافة وعقيدة .















المزيد.....

خدعة تميزنا العربي كعرق وثقافة وعقيدة .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 21:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بمناسبة ذكرى مولد إبن رشد
علمونا منذ الطفولة أن هذه اللغة التي نتعامل بها هي الافضل لانها لغة القرآن الكريم ..و أن من يقرأ ويكتب بها فقد إستغني عن اللغات الاخرى و الثقافات الاخرى و العلوم الاخرى ففي كتابها كل اسرارالكون وذكر ما مضي من أحداث بل أيضا كل ما هو ات وأننا لسنا في حاجة الي اى فكر خارج إطار ثقافتنا العربية .
لقد خدعونا يا سادة وها نحن أصبحنا خارج إطار الزمن .. فلقد أثبتت الايام أننا سواء كنا من أحفاد العرب العرباء او المستعربين الدخلاء اى من الاشراف او الموالي لا نمتلك أى تميزا يجعلنا الجنس الافضل بين العالمين .
العرب اى سكان هذا الجزء الصحراوى القاحل من الارض كانوا يعيشون في فاقة و إحتياج بسبب ندرة الماء و الطعام لديهم فتحولوا تدريجيا الي وحوش برية مفترسة .. تعتدي علي من بيدة كسرة خبز او يمتلك قطعة لحم .. و لا يملون من القتل و الاغتصاب و التمثيل بتعساء الحظ الذين يكونون في الجانب الخاسر من المعركة سواء كانوا رجالا او نساءا .
العرب كانوا قبائل منفصلة متصارعة لا يستطيع الفرد فيها أن يخرج عن إطار الجماعة وأوامر شيخ القبيلة مالك كل ما يخصها من متاع وأنفس او أغنام .. مجتمع مغلق ذو قوانين ثابتة خاصة ورثوها من زمن البدائية القائم علي الصراع و العدوان وارهاب افراده باساليب متنوعة تضمن إستمرار سلطة الولي و خضوع الرعية .
ومع ذلك كان هناك بعض التجمعات التي نشأت حول مصادر المياة سواء جنوبا او شرقا و حيث الاقتراب من حضارات مستقرة في اليمن و حضرموت .. او الشام و بلاد ما بين النهرين .. حضارات ينتج أهلها ما يستطيعون مبادلتة بواسطة قوافل تجارة البدو المتحركة في خطر بين الحواضر .
السطو علي قوافل التجارة كانت حرفة الذين يمزقهم الجوع و الفقر .. و كان علي التجار دائما ردعهم إما بهجوم مسبق علي مكامنهم او بإنشاء جيوش حراسة تخفر القافلة أثناء عبورها لمراكز الخطر .
هل نقلت القوافل بضائع الاطراف فقط ! !.. لقد نقل التجار والرواة و الشعراء والمغنيين معهم كل ما انتجته الحضارات المزارة .. بخيره و شره .. اسلحته و قوانينه .. ملابسه و رقيقه.. اساليبه في القتال واساطيره التي تحكي عن الجنة المورقة التي يعيش في ظلالها الجيران .. الذين اصبحوا هدفا ..إما لعلاقات مسالمة .. من خلال التجارة ،و الهجرة الفردية .. او لعلاقات العدوان التي تطلبت من الامبراطوريات المجاورة ( الفارسية و البيزنطية ) تسيير حملات تأديب وردع للمعتدين . وفي بعض الاحيان تنصيب (من يبدى لسادته الاقوياء آيات الولاء و الاحترام) رئيسا او زعيما للقبائل المجاورة .
الرقعة التي سميت بعد ذلك شبه الجزيرة العربية .. كانت مخبأ لكل من عاني من الاضطهاد الديني او الفكرى من ابناء الديانات المجاورة .. وهكذا كان اليهود و المسيحيون المختلفون مع الدين الرسمي للامبراطورية البيزنطية بعد مجمع (نيقية ) من اتباع النساطرة و الاريوسيين المنادين بالطبيعة الواحدة للمسيح و عناصر أخرى من الصابئة و عباد النجوم و النار وبقايا الديانة الابراهيمة (الحنيفية ) بالاضافة الي عباد مناة واللات و العزى الاصنام المحيطة بكعبة مكة .. كل هؤلاء و غيرهم كانوا متواجدون في الصحراء و حول الينابيع و التجمعات الحضرية (عكس بدوية ) يبيعون و يشترون بضاعتهم الفكرية و العقائدية إذا ما ضمنوا أن يحميهم شيخ قبيلة او زعيم عصابة من عصابات السطو والارهاب .
هؤلاء هم العرب الذين إنتشر بينهم دين محمد الرسول .. والذى كان يعاصره في زمنه العشرات من الدعاة الذين يجوبون الصحارى حاملين فكرهم إما علي هيئة اشعار او علي هية كلمات مسجوعة و مقفاة كالتي يقولها السحرة والكهنة حين يقرأون الطالع أو يقررون أمرا تطلبة الالهة و الارباب من عابديها و لكن أيهم لم يكن قائدا عسكريا يلتف حولة حاملي القوس و السيف .
عندما وقفت جيوش الرسول علي ابواب مكة وشاهد ابن سفيان الكتيبة الخضراء المسلحة قال لعم النبي ..(دان حكم العرب لابن أخيك ) نعم .. لقد قام انصار النبي الجديد بنشر دينهم بين القبائل المتنافرة المتحاربة .. إما بالغزو و القتال ..او بالاحلاف و الانضواء تحت رايات المنتصرين .. إنه نفس الدور الذى قام به فيليب المقدوني بتجميع الفصائل اليونانية المتصارعة تحت راية إغريقية .. كان من نتائجها أن حكم الاسكندر العالم القديم .. أيضا الخليفة عمر قاد جيوشة لغزو العالم و إحتلال كل املاك الامبراطوريتين الفارسية و البيزنطية .
العرب بغض النظر عن فعل الدين الجديد في تجميعهم إلا أنه لم يغيرهم لقد ظلوا نفس العرب .. الجوعي الذين لا يتوقفون عن القتل و الارهاب و السلب و وإختطاف ما بيد الاخر سواء هزموه او إستسلم لهم ..
هذا هو الثوب الذى تم عمل عباءة إمبراطورية ابن الخطاب منه .. قوم .. لا يتقنون لجلب الرزق الا العدوان و التجارة ..حتي أن جنود الاحتلال من المناطق الزراعية عندما كانوا يحاولون فلاحة الارض المغتصبه كانوا يتلقون اللوم من إبن الخطاب بنفسه .. لقد ارادهم قادتهم خشنين غلاظ القلوب يغلبون السيف عن الحديث او المفاوضة .
العرب العاربة في ثوبهم فيما قبل دعوة محمد صلعم او فيما بعد الانتصار وإحتلال العالم كانوا وحوشا ليس لديها علما او فنا او صنعة يقتاتون منها الا ما جبلوا عليه .. فأي قوم هؤلاء لنعتبرهم جنس مميزأومن افضل البشر واى خدعة هذه التي جعلتنا نؤمن بتفوقهم عن العالمين اما هؤلاء المستعربين الذين ظنوا أنهم بتقليدهم لاسيادهم سيكونون منهم .. فلهم حديث آخر يمتليء بالاحزان علي هؤلاء البشر الذين بذلوا كل ما في وسعهم ليقال عنهم أنهم عربا ..إذا تابعنا القصص التي نسخها لنا كتاب الحوليات من المسلمين فلن نتوقف عن الرثاء لهؤلاء الذين لاقوا الامرين علي يد اسيادهم وهم يلهثون خلف رضاهم حتي يعتبرونهم منهم. ابناء الموالي الذين دفع أجدادهم الجزية و طبقت عليهم قوانين تمييز مذلة .. هم هؤلاء الذين نسمعهم اليوم يتبجحون بان كل من تكلم العربية هو عربي .
الثقافة العربية كما ابتليت بها الاقطار التي تم إحتلالها .. عندما تبحث عنها فإنك تمسك بالخواء .. العرب لم يخططوا مدنا كالاسكندرية .. ولم يبنوا مباني كالدير البحرى او الكرنك .. ولم يعبّدوا طرقا مثل المحاور الرومانية .. ولم يصلحوا نظما للرى والصرف .. ولم يكتبوا حتي ان القرآن كتب علي سعف النخيل و جلود الذبائح ..حتي لغتهم هذه لم تكتب بشكلها الذى نراه الا علي يد ابو الاسود الدؤلي بعد خمسة قرون من خروج الغزاة خارج حدود صحرائهم ..
القانون العربي هو قانون الاقوام البدائية التي تدفن حيا وترجم أعزل و تقطع الاطراف و تسبل الاعين .. ماذا قدم العرب للحياة .. كل العلماء الذين يستعيرونهم اليوم هم من ابناء الموالي بما في ذلك الاعظم إبن رشد و كل المترجمين و الرواة من الموالي بما في ذلك إبن المقفع الذى عذبوه بأكل قطع من لحمه الشخصي مشوية .
أيها الاصدقاء و الزملاء .. لا يوجد ما يسمي بثقافة عربية خالصة مثل تلك التي قدمها الاسكندر الاغريقي للدنيا او الحملة الفرنسية للحضارة .
العرب كعرق ليس مميزا الا في العدوان والسطو .. أما في الثقافة .. فان الاقوام التي تم إستعمارها هذبت البعض وعلمت البعض و البست الحفاة الحرير و أطعمت الجوعي فواكه الشام و اتاحت للفحول العشرات بل المئات من الصبايا الحسان لمتعتهم ومع ذلك ظلوا عربا شرهين للمتعة و الحياة الرغدة
العرب لولا ظهور البترول في ارضهم لظلوا علي حالهم حتي يومنا هذا بثقافة راكدة عشائرية قاصرة تخضع لاهواء الولي .
ولان العربي كان محدود القدرات الفلسفية.. فلقد آمن بكل انواع الاديان التي جاءته عبر الحضارات المحيطة (السوماريين ، البابليين ،الاوريين ،الكلدانيين ، الفرس ، الاحباش ، الرومان ، اليونان ) العرب .. إحتفظوا بطقوس الابراهيمية .. (الحنيفية ) في الحج بتفاصيل إعادة تمثيل ما ورثوه عن الام هاجر وإبنها إسماعيل .. ولم يعدل الاسلام شيئا الا منع الطواف عرايا .. والعرب إحتفظوا بنظام العبودية والاسترقاق وزادوا من أعداد العبيد خصوصا بعد إمتداد إمبراطورية ابن الخطاب .. والعرب إحتفظوا بنفس العقوبات البدنية علي المذنبين .. و بأسلوب الولاء لزعيم القبيلة او اولي الامر منهم .
العرب أحيوا وإحتفظوا بنظام تقسيم الغنائم ثم غالوا فية فجعلوا من الاقطار المحتلة فيئ لبيت المال يتحكم فيه الخليفة .. العرب لم يغيروا من تكوينهم الجسدى ولا سلوكيات الاجداد الفظة ولا من قوانين الصحاري، وعندما غير الموالي من الناموس قاتلوهم في كل العصور و عذبوهم و نفوهم .. حتي يحتفظوا بالبداوة سواء كانوا من بني امية او بني عباس .. او من افاضل الناس مشايخ البترو دولار.
لقد خُدِعنا .. لقد غرروا بنا لقد جعلوا منا اعداء لانفسنا نقتل ونذبح وندمر ونفجر انفسنا بين الامنين .. و ما زلنا من المخدوعين .
سلام لابن رشد في يوم عيدة لو سمع الاجلاف حكمتة لتبادلنا المواقف مع اوروبا اليوم .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلط في اوراق علاقة مصر بجيرانها
- خطوات (اخرى ) علي الا رض المحبوسة
- ملكة القبط (دلوكة) تحمي مصر!!
- لن أقول لخطيب أمي يا عمي
- هل سقطوا علينا هؤلاء المجرمون من السماء
- من الذى يحكم او (يتحكم ) في مصر
- هؤلاء حرام فيهم العلم
- العام الرابع عشر من الالفية الثالثة
- كم بنينا من ثراها اربعا .. وانثنينا فمحونا الاربعا .
- احاديث عن الغولة ..وتكنولوجيا المعلومات
- اى معول تحمل و اىصرح تهدم
- الحياة مع الابرار المخلدون .
- تبدلت الوجوه والبؤس واحد
- الاسلام دين لا يقبل عليه المعاصرون
- الحكومة بتهزر ام متواطئة معهم!!
- قضاء العيد مع ضيوف غير مرغوب فيهم .
- ما قبل انقلاب يوليو كانت ثورة
- قراءة الفنجان في صعود وسقوط الاخوان.
- ابتهج فلقد صنعت المعجزة.. ولكن!!
- شكرا لم يعد لدى ما اقوله


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - خدعة تميزنا العربي كعرق وثقافة وعقيدة .