أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السلمان - زقاق بلون الحب















المزيد.....

زقاق بلون الحب


حسين السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 19:16
المحور: الادب والفن
    


زقاق بلون الحب
سيناريو وإخراج

حسين السلمان

كادر اسود تصدح في داخله أغنية قادمة من بعيد…
تقترب كي تلاقح السمع ،فتقف عنده لتنشر نجواها في الفضاء اغنية (سير علينا الهوى
وجفل يقايا الشوك)

(يبدأ التايتل الأول )
شباك ينفتح ببطء شديد… وبرقة العاشق يندلق الضوء بهدوء
واسترخاء ليزيح بعضا من الظلمة الجاثمة فوق المكان …
انها غرفة بسيطة التأثيث حيث يقف رجل ببدلة سوداء قرب
الشباك يحتضن آلة العود ببهجة وحب مستيقظين …
من الجانب الايمن للرجل ، الذي يتطلع لفجر كان ينتظره منذ
زمان طويل،يتدفق الضوء الممتلىء بهجة من الشباك على
شكل شرائط ملونة تتناثر بغنج وشوق وفرح، ليتوسد فضاء
الغرفة ،فارشا ضياءه الملونة كالحب على الارض...
الرجل يتحرك وهالات من الضوء تحيطه ليجلس على كرسي
وهو لم يزل في الظلمة يغرق (سلويت).. يمسد على ظهر تتوقف الاغنية
العود وكانه يمسح التعب والخوف عن حبيبة نامت على
صدره وهي تسبح في بحر من نغمات العود…

و…يبدأ الرجل العزف…. عزف يشع فرحا
من خلفه معلقة على الجدار خارطة العراق الملونــة
بجبالها سهولها وصحرائها واهوارها...

جبال يؤطرلوحتها لون اخضر مر عليه الربيع قبل مساء
وماء ينزل كاشرطة الضوء يغسل جدائل العشق…

سهول تنشر الوانها الصفراء والخضراء تعانق الشمس
الضاحكة في الافق حيث الطيور تحلق في فضاء تسبح
فيه اشرطة من ذهب …

القصب العالي يتراقص امام اشعة الشمس ليضيء الهور
باشرطته الذهبية...

كالموت تهب ريح عاتية.. رياح وحشية تطغي على الموسيقى
لتسقط متعبة ، منهكة
يصطفق الباب مترنحا ليشنق الموسيقى
معلنة عن توقفها الجمالي....

الرجل يرفع راسه غاضبا ، منفعلا...
يصر على اسنان تصطك خوفا والما ،
فيهرب الفرح من عينيه الشاخصتين في
الشباك الذي يقذف بحمم الرياح الوحشية
التي تجمع كل قواها لترمي بالعود منزلقا
على الارض لتجرفه الرياح ، يد الرجل
العازف تمتد..و..تمتد محاولة التقاط العود
الذي يلوذ مابين التراب واوتاره المتقطعة
تتدلى كاشلاء النهايات الحزينة.....
وتمتد يد الرجل الاخرى لتسحب خارطة
العراق.. نموت كما يشتهي
وتغلق الرياح الشباك بقوة... ونعيش كما لا نشاء
فيسقط المكان في الظلام....... وحين يمر بنا
ويرانا نسير قليلا
يصيح بنا غاضبا
الوراء الوراء


شوارع خالية تبكي حزنها...
باب تئز بانتظار من يرفع صدأ السنين عنها...
اكوام من النفايات..وكلاب تنبش الارض...
ظلال اجساد ذابلة تنطبع على جدران متآكلة...
عقارب الساعة تدور عكس اتجاه الحياة والحب...
أمراة تخبيء تحت عباءتها طفلا تقذف عينيه
رعبا مميتا ...
باب تتارجح ..تنغلق..تنفتح ..وحبل مشنقة يقطر
دما يظهرما بين الانغلاق والانفتاح...
حقيبة سفر فارغة مفتوحة.. يد تمتد لتضع قميصا
داخلها... طرقات قوية سريعة كالصواعق
تضرب على الباب
اليد تتجمد الحركة فيها ..تعصر القميص بقوة
الطرقات اكثر عنفا مصحوبة باطلاق نار
الحقيبة تسقط على الارض...
اليد تسحب بقوة حيث تترك الدماءعلى الارض...




وجه صبي يفتح عينيه فزعا ... طرقات مع اصوات رصاص
اقدام عارية تركض هاربة ... اصوات بشرية تصرخ
من اعلى الشباك تنزل بدلة زيتوني
لتملأ الكادر... قيل منفى
فقلنا احجزوه لنا

أمراة تخبيء تحت عبائتها شابا مذعورا ... صوت اقدام تركض
صراخ وعويل.. وكلمات مبعثرة خائفة
(انهض..الموت..القتله...الهروب..
البراءة ....)
صحراء بحجم الدنيا تصرخ فيها الريح ... عواء وصرخ مخنوق

قدمان متعبان بسنين ضياعها تسير...
الرجل العازف يسير في ضوء اشعه متعبة...
ياتي من الخلف فيبدو سلويت . قالوا رحلت فقلت كلا
بعد العراق فصار احلى
الرجل يفتح بابا ،لكنه في الظلمة يسير..
ثم يفتح بابا، ولم يزل الظلام جاثما فوقه ،
ومن جانبيه ....ويفتح ثالثة ..رابعة ...
ولم يزل هو والعود في الظلام... الله يا حزن العراقي
الغريب اذا اطلا

ابواب كثيرة والرجل العود يجلس وينظر نحو
العمق... بلا حراك ينتظر..
تفتح باب..يدب فرح مفاحيء في عيني الرجل
فينهض .. لكن الفرح سرعان ما ينطفيء بعد
اغلاق الباب بقوة..
ويجلس حزينا بعد ان تغلق الباب ثانية وثالثة ، الكل يدخل من ابواب لوحته
الاه ظل على الابواب منتظرا
لتموت في راسه كل الامال والاماني.

نفس شباك البداية...الزيتوني لم يزل هناك
خلف الشباك يراقب...

جدار متآكل ،تنخره الرطوبة والعفونة معلقة
عليه الخارطة ..يدخل الرجل وياخذها ...
يضعها على طاولة كبيرة ويطويها.. الا انها
تمتد وتمتد .. وهو يطويها .. ويظل يطويها
..و..يطويها.. اغنية(لابيه اعوفن هلي)

الشباك
الرجل والعود يجلسان في الظلام ...
الخارطة فوق الامواج تطفو...
قطارات كالبرق تقطع الكادر..انها تتضارب في
الاتجاهات ..منها ياتي من اليسار نحو اليمين ،
ومنها ياتي من اليمين الى اليسار.. كلها منطلقة
بسرعة جنونية لاتعرف المحطات..
أمراة تخبيء تحت عباءتها شابا يحنطه الرعب
والخوف ..
الخارطة تتمايل على الجدار المتاكل صراخ وعويل
أمراة تختبيء تحت عباءتها رجلا يقذف وجهه
رعبا وخوفا ..
والقطارات تمر كالبرق تاركة الرحيل على
ارصفتها.. صوت القطارات مضغوطا
أمراة تخبيء تحت عباءتها شيخا يقطـرمن
عينيه الرعب والخوف...

الشباك...
والخارطة تتارجح والاسلاك الشائكة
تزحف نحوها شيئا فشيئا فما نفع دجلة يا صاحبي
وهي تشرب
اجسادنا
ثم تلقي بقمصاننا
للضفاف
أمراة تخبيء تحت عباءتها أمراة...



الشباك ذاته يمتليء بصورة فوتغرافية لبرج ايفل
زاهيا ضاجا بحياة خضراء تشع جمالا ...
يدخل الرجل ويعلق الخارطة قريبا من الشباك...
يجلس ليعزف ... عزف يطفح حزنا
الام التي تنحني على طفلها(من نصب الحرية)
ازقة العراق بائسة...
مقاهي لفظت روادها...
الرجل والعود ينشر انغامه والخارطة تتدلى و الشبا ك
يعرض صورا لبلدان المنفى...
حرية جواد سليم بلا قدمين...
شناشيل تغرق ما بين الظل والضوء...
شوارع بلا حياة...
الشباك يعرض صورا لبلدان المنفى ...
الرجل ينهض ويتجه نحو الشباك ،يضع
نوطه في قنينة ويرميها من الشباك... صوت سقوط القنينة في ماء

يتكيء على الجدار ومن الحهة الاخرى تتارجح الخارطة
وهو ينتظــــــــــــــــــــــر ياتي العزف من بعيد..ليقترب من
عيوننا وليمتزج مع صوت الشاعر

كان انتظارا متعبا
لكن ونخلك ماتعبت

الرجل لم يزل ينتظر يتصاعد العزف ثانية


بغداد تولد من دخان القصف ثانية
فتغسل وجه نهريها
وتبتكر الاغاني مرة اخرى
ويندلق الحمام (1)

وينزل التايتل الاخير











1ــ كل الشعر الوارد في السيناريو من ديوان ( عمره الماء) للشاعر عارف الساعدي



#حسين_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السلمان - زقاق بلون الحب