أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فارس محمود - -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!














المزيد.....

-سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 00:32
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    




لا يوجع قلب احزاب السلطة المليشياتية الاسلامية والطائفية الحاكمة جوع الناس، ولايؤرق بالهم فقرها، عملها، خدماتها، غدها ومستقبل اطفالها، لا شيء يربطها بحاجات الناس ومطاليبها سوى القسر العقائدي الديني والقومي والطائفي واسلمة المجتمع.
ففي مدرسة ابتدائية جُمِعَ كل طلبتها الصغار في الساحة المدرسية، اطفال بعمر الزهور، يتطلعون ببرائتهم للفرح واللعب والمتعة والحياة، ياتي "الكبار"، ياتي من بين اؤلئك الذين يجثمون على صدور المجتمع ليرمون بهم صوب عالم اخر، لايفهموه، لايستوعبوه، لاربط لهم فيه، واجمالاً ليس عالمهم.
اتت خفافيش الظلام التي لاربط لها بفرح، ولابانسانية، ولابحقوق، ولابحريات، ولابتمدن وجمعتهم في الساحة المدرسية، لتوزع عليهم الحجاب وذلك لبلوغهن ما اسموه بـ "سن التكليف الشرعي"، اتت عضو البرلمان (سوزان السعد) هذه لتقوم بهذا العمل الذي هو من ضمن حملة تقوم بها احدى الجمعيات الاسلامية والتي تتلخص باهداء المحجبة حجاباً والباس غير المحجبة حجاباً وتلقي عضو البرلمان هذه في اذن الفتاة الصغيرة كلمات اكبر من عمرها هي مزيج من "النصح"، التحذير و الترويع بـ"جهنم"، هذا الجهنم الذي تراه الناس من اليوم (وليس ذلك اليوم المزعوم!) بالف شكل وشكل!
وبالطبع، ليس بوسع الطفلة ان تقاوم، ان تقول شيء، ان تعترض، فعالم الكبار، والمدرسة والمديرة والمنظومة الاستبدادية والمتخلفة التي تقف ورائهم هم "الصحيح"، وفق ذهنها، ولايمكن عدم اطاعتهم، ناهيك عن اغضابهم! انهم يتعكزون على ضعف الطفل، على عدم قدرته على المقاومة، على استغلال عدم فهمه لواقع الامور، وعدم بناء، او بالاحرى اكتمال، منظومة فهمه الفكرية والعاطفية والمعنوية.
كل هذا يتم في مدرسة ابتدائية، من المفترض انها مركز رسمي وحكومي! بعد 8 سنوات من حكم "دولة القانون"، تاتيك منظمة اسلامية وتدخل على المدرسة وتفرض اجندتها على الادارة التي تستقبلها بترحاب ملبد بالخوف، كما لو انه ليس هناك مديرية تربية، كما لو ان ليس هناك وزارة تربية، كما لو ان ليس هناك تقاليد معروفة وقديمة بعدم تدخل اي جهة او طرف بمسار رسمي وحكومي، ناهيك عن كون هذا المسار هو مدرسة وميدان تعليمي له ضوابطه الصارمة على امتداد تاريخ العراق الحديث؟!!!! وتاتي بعضو برلمان ما ليوزع الحجابات على الاطفال، وكانه على قول المصريين (وكالة من غير بواب)! من اين اتت هذه المنظمة وعضو البرلمان بكل هذا الحق ليفرضا اجندتهما على الاطفال؟! عن اية دولة، وعن اي قانون يتحدثون اذن؟! هذه دولتهم وهذا قانونهم بعد 8 سنوات من عمر سلطتهم المقيتة وياتون اليوم للحديث عن "انتخبونا" وانتخبوا "دولة القانون"؟! على من لايعرف ان يعرف ماهية هذه السلطة التي جعلت العراق مرتعاً للمليشيات والعصابات الاجرامية وللنهب والسلب السافرين وانفلات يد المليشيات على المجتمع.
ولكن هناك سؤال ماهي مكانة مثل هذه المنظمات بالنسبة للسلطة. انها احد اركان السلطة، انها احد مؤسسات تقوية اركان السلطة، انها ادوات "مافوق حكومية" لتثبيت السلطة، السلطة المليشياتية الاسلامية والطائفية في المجتمع. انها مؤسسات تتلقى اموال طائلة من السلطة ومن غير السلطة من اجل هذا الهدف، ومن اجل اسلمة المجتمع التي هي من اولويات الكتل الاسلامية الطائفية الحاكمة. ولهذا، فان التوهم بها على انها منظمات "مستقلة" تهدف الى "نشر الدين" و"تعاليم الدين" و"ان يسير المجتمع وفق تعاليم الدين" هو توهم كارثي. انها جزء لايتجزء من السلطة. ان "دولة القانون" هي "دولة قانون" سلطتها. تدوس على كل قانون يضع الاشواك في طريق سلطتها، وتدعم كل مايرسخ سلطتها وتوجهاتها. فالقانون. انه قانون سلطتهم وترسيخها فقط!
ليس ثمة شيء اسمه "سن تكليف شرعي"! هناك اطفال وهناك بالغين! وحدود اعمار كل منهم معروفة على صعيد عالمي. الاطفال اطفال لادين لهم، لاطائفة، لاقومية، لاعقيدة ولا ايديولوجيا، ولادخل لهم بعالم السياسة. ليس هذا وحسب، بل على اي مجتمع سليم ان يصون ابعاد الاطفال من عالم "الكبار" هذا. الفرح والاستمتاع بالحياة، واكتشاف الاشياء وفق ارقى الاسس العلمية، التعلم، تكوين وصياغة رؤية سليمة وواعية للعالم تستند الى اخر المنجزات العلمية هي مايجب ان يتلقاه الاطفال في المدرسة والمجتمع. انها حقوق الاطفال في المجتمع. انها واجبات المجتمع ودَيْنُ عليه تجاه الاطفال.
ان مفهوم "سن التكليف الشرعي" هو الاسم الرمزي لاقحام الطفل في عالم الكبار، حرمانهن من عالم "الاطفال" وذلك الحد من "اللامسؤوليات"، من البراءة والفرح واللعب، اقحامهم لدخول عالم دونية المراة، العمل المنزلي البليد، الاغتصاب "الشرعي"، واعدادهن (قل قسرهن!) على عالم اخر.
ان اي مسعى لفرض اية ايديولوجيا كانت على الاطفال هو غسيل دماغ بكل ما للكلمة من معنى. نعم، غسيل دماغ. والاخير هو جريمة سافرة بحق الطفل والطفولة وينبغي ان يدان مرتكبوه باشد اشكال الردع والعقوبات. ليس من حق "الكبار" التطاول على "الصغار"، ليس من حقهم فرض عالمهم وافكارهم على عالم الصغار. انه استغلال لـ"صغر" الاطفال في الوقت الذي ينبغي حمايتهم وصيانتهم.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!
- حين يغدوا مبرر الشرطة اقبح وابشع من فعل الجناة!
- ايام الحرب هي ايام الكذب ايضاً!
- بدونك، الحياة كانت ستكون اشد كلحة!
- وزير الاعدامات وسمومه الطائفية!
- في ذكرى ثورة اكتوبر
- تقدم الثورة في مصر مرهون بتصفية الحساب مع اوهامها بالدرجة ال ...
- على شيوعيّي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- على شيوعي الطبقة العاملة ان يطرحوا خارطة طريق الثورة!
- حول ثورة مصر
- كلمة بمناسبة رحيل سيئة الصيت تاتشر!
- حول نظرية الشيوعية العمالية فيما يخص التنظيم
- في جواب على سؤال حول اوضاع سوريا الاخيرة!
- ان الصف الموحد هو، مرة اخرى، الرد الوحيد على التطاول على الع ...
- مجتمع مصر وثوريوه نبراس انطلاقة جديدة لدحر الاسلام السياسي!
- فارس محمود - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراق ...
- أ للانحطاط حدود؟!!


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي يحذر من تداعيات أزمة السودان على دول ...
- هل -فشلت- ميتا في حماية الأطفال على منصاتها؟
- الأونروا: المجاعة تنتقل من شمال إلى جنوب غزة.. والكوليرا على ...
- مصدران: اعتقال عارضة أزياء يمنية وزوجها بعد ظهورها في صور بد ...
- مظاهرات حاشدة في إسرائيل تطالب بـ -خلاص الأسرى- وانتخابات مب ...
- نائب أمين عام الأمم المتحدة سابقا يوضح لـ RT أسباب فشل واشنط ...
- الدفاع المدني في غزة: تعاملنا منذ الصباح مع عدة استهدافات لب ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام الذبياني قصاصا وتكشف عن ...
- فيديو: مقتل 25 فلسطينيًا وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي لخيا ...
- 15 شهيدا خلال 9 أيام بالضفة الغربية وعدد المعتقلين يرتفع


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فارس محمود - -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!