|
الارهاب الاسلامى، هذه المرة، في لندن
طه معروف
الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14 - 12:06
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الارهاب الاسلامى، هذه المرة، في لندن رغم ان اللندنيين مثلهم مثل الكثير من البريطانيين عارضوا الحرب على العراق الا انهم عانوا اول امس من الهجمات الارهابية البربرية التى خلفت مالا يقل عن 50 قتيلا و700مصاب جاءت ثمنا فادحا يدفعونه مقابل سياسة الحكومة البريطانية بوصفها طرفا رئيسيا فى قطبى الارهاب العالمى اى الارهاب الامريكى البريطانى والارهاب الاسلامى السياسى . تثبت هذه الهجمات الاجرامية للاسلام السياسى كذب ادعاءات الارهابيين الذين يتخذون من احتلال العراق او اضطهاد الشعب الفلسطينى ذريعة سياسية واعلامية لتغطية جرائمهم، ذلك إن الجماهير الملوينية فى بريطانيا وقفت و ساهمت بشكل فعال ضمن الحركة العالمية المتمدنة المناهظة للحرب على العراق وتؤكد مرة اخرى الماهية الفاشية للاسلام السياسى واستراتيجيته الرجعية لبلوغ السلطة و لمعاداته المطلقة للتمدن والانسانية اضافة الى كون هذه الجرائم لا ترتبط باية علاقة، لا من قريب او من بعيد، بقضايا الشعوب فى الشرق الاوسط كالقضية الفلسطينية او احتلال العراق تماما كما ان الادعاءات الامريكة والغربية حول الحرب على الارهاب لا تمت بأية صلة بالقضاء على الارهاب وكما اشار الى ذلك رفيقنا العزيز منصورحكمت فى(عالم بعد 11ايلول2001) وانما هى الحرب من اجلال الهيمنة والنفوذ الامريكى وتسلطها على العالم. ان التأريخ السياسى للحكومات البريطانية المتعاقبة حافل بالنشاطات المعادية للانسانية ويكشف وقوفها المستمر بوجه الحركات المساواتية و الانسانية، فليس خافيا تحذير ونستون تشرشل وندائه، أيام حكمه بأللجوء الى كل شيء لدرء خطر انتشارالبلشفية فى الاربعينيات من القرن الماضى وخلال الحرب الباردة جعلت هذه الحكومات من الاسلام السياسى وسيلة اساسية فى دول الشرق لمحاربة الشيوعية و التقدم وسخرت اموالا طائلة لدعم وتأسيس المنظمات والاحزاب الاسلامية وحولت بريطانيا الى اراضى خصبة لنمو وتطور الحركات الاسلامية و ممارسة سياسة "التعدد الثقافى" السيئة الصيت على المهاجرين القادمين من دول مختلفة لوضع العراقيل امام عملية الاندماج الثقافي الحضارية المتمدنة وتساهل السلطات البريطانية مع الفاشية الاصولية، كل هذه الامور شجعت كثيرين بمن فيهم فقهاء الارهاب و الشيوخ الذين يحرضون على الارهاب، الانخراط فى المزايدات الدعائية التى تروج للمتطرفين ، وتدافع عن الارهابيين و بلغ الامر فى بريطانيا انه بات من الصعب على الكثير من المهاجرين فى الساحة البريطانية التعبير عن رفضهم للاسلام السياسى الارهابى الفاشى خوفا من القوى المذكورة. لم يقف الامر عند هذا الحد بل تطورت الامور الى انشاء العشرات من المؤسسات الدينية بالتعاون والتحالف مع اشد الحكومات الرجعية فى الشرق الاوسط بهدف منع عوائل المهاجرين من الإنخراط فى المجتمع البريطانى وفرضوا عليهم "الحلال والحرام" وزجوا باطفالهم في المدارس الدينية بهدف ابعادهم عن حياة الطفولة الطبيعية ولفرض الافكار الدينية الجامدة عليهم كما وقفوا بوجه تحرر المرأة من قيود العبودية الاسلامية وفرضوا عليهن الحجاب اوالطوق الاسلامى. تعامل بريطانيا الاسلام السياسي بوصفها الجهة الاولى بالرعاية فى العالم فى الميدان الاعلامى لنشر افكار التطرف الدينى فالاسلاميين فى بريطانيا يتعرفون على رموزهم الدينية و يستمعون لخطاباتهم الرجعية عبر وسائل الاعلام المرئية وغير المرئية البريطانية قبل ان يتعرفوا عليهم فى المساجد و المؤسسات الاسلامية الاخرى وامتلآت بريطانيا بمعارضين ملاحقين مشهورين بالتطرف حققوا نتائج مهمة هى ايجاد اتباع لهم وان التساهل مع هذه الرموز المجرمة صار سمة واضحة للسياسة الداخلية البريطانية بل ان رئيس الوزراء بلير يصرح، بعد ان يرفع قبعته "احتراما!" لضحايا التفجيرات المروعة ولطمأنة الاسلاميين باننا: " نعرف ان هؤلاء الاشخاص (منفذى الاعتداءات) يتحركون بأسم الاسلام"! أى كأنهم مجانين، ولا يمثلون الاسلام السياسى او كأن الايديولوجية الاسلامية ليست وراء هذه الجرائم! هذا هو الجوهر السياسى لحرب الحكومة البريطانية على الارهاب، اى مغازلة و مؤازرة الاسلام السياسى سواء كان فى الحكم او فى المعارضة و تغطية جرائمه بألقاء اللوم فقط على فئة متمردة الذين لا ينتمون الى الاسلام السياسى حسب قول بلير. لدحض هذه الاكاذيب نشير الى الوضع العراقى فى ظل قوى الاحتلال وخاصة مناطقه الجنوبية التى تقع تحت سيطرة القوات البريطانية، حيث اقامت علاقة وثيقة مع اشد الارهابيين الاسلاميين الرجعيين الذين حولوا حياة الجماهير واوضاعها المعيشية الى جحيم حقيقى ودمروا كل المظاهر المدنية والتقدمية وقاموا بتدمير دور السينما وغلق وتفجيرمحلات بيع وشرب المشروبات الكحولية وصالونات التجميل بل انهم يحددون حتى اشكال حلاقة الرجال لرؤوسهم ولحاهم و الويل لمن يخالف من اصحاب الصالونات فالقتل والتفجير مصيره. انهم يحرمون بذلك الالاف من مصادر معيشتهم، انهم منعوا حتى السفرات السياحية للطلاب وفرضوا الحجاب الاجبارى على النساء و يتم تهديدهن بعدم الظهور فى الاماكن العامة او السفر دون الرجال الا انهم يروجون من جهة اخرى لتجارة الجنس بصيغة زواج المتعة. ان هذه الانتهاكات الخطيرة من قبل عصابات الاسلام السياسى التي تصادر ابسط حقوق وحريات الجماهير فى العراق لاتقل عن حجم جريمتها فى لندن ولكن هذا الامر لم يدخل يوما فى بال القوات والحكومة البريطانية ولم يكن من شانها ان تواجهها ، بالعكس فأن بعض الرموز خططت لما يرتكب في العراق وهي فى احضان الحكومة البريطانية وبالتعاون معها. اليست الحكومة البريطانية هي التي لمت شمل العديد من فلول تلك العصابات الشريرة ورافقتها وحمتها بدباباتها البريطانية صوب العراق؟! ولذلك فان الجماهير فى كلا البلدين، العراق وبريطانيا اصبحت الضحية الاولى لهذه السياسات الرجعية وان اصابع الاتهام يجب ان توجه نحو هذه الاطراف مثلما يتم ادانة تلك الاعمال الهمجية للارهابيين. اى يجب ان ندين كلا طرفى الارهاب العالمى الامريكى البريطانى و ارهاب الاسلام السياسى ولا يمكن الحديث عن عالم ا كثر امنا فى ظل حرب الارهابيين وان ادامة هذه الحرب الرجعية ستدفع بالعالم نحوحافة احلك مرحلة و اكثرها دمويا بسبب صراع قطبا الرجعية على اهدافهما الرجعية. ان هذه الحرب بالنسبة للاسلام السياسى ليس لها اية علاقة بمعاناة جماهير فلسطين او احتلال العراق او الظلم التأريخى من قبل الدول الغربية على الشرق وانما هى حرب من اجل السلطة السياسية للاسلاميين وهذه هى الحقائق التى يسعى الاعلام الغربى الى حجبها. الاسلام السياسى لا يقتصر فقط على النمط بن لادنى والزرقاوى فهاتين العصابيتين ليستا سوى ادوات تنفيذ بربرية للمهام السياسية البربرية ل(المجلس الاسلامى البريطانى) او (رابطة مسلمى بريطانيا) اللذان يتمتعان بالدعم اللامحدود من الحكومة البريطانية . ان القضاء على الارهاب الاسلامى مرتبط كذلك بالقضاء على الحكومات الاسلامية الارهابية بوصفها منبعا ومصدرا اساسيا للارهاب وعلى البشرية المتمدنة فى الغرب ان تقف بوجه حكوماتها للكف عن دعم الحركات الاسلامية فى اراضيها، فالاسلام السياسى ليس قابلا للحياة دون مساندة و دعم امريكا و الدول الغربية وان التصدي للارهاب هي من مهام الجماهير المتحضرة والمتمدنة على صعيد العالم. اننا فى الحزب الشيوعى العمالى نناضل على الصعيد العالمى و المحلى ونرفع راية الجبهة الانسانية المتحضرة والمتمدنة ضد وباء الارهاب الاسلامى والامريكى البريطانى وننادي كل الاحرار لدعم نضالنا من اجل طرد الاحتلال ودحر الاسلام السياسى الارهابى فى العراق.
#طه_معروف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتخاب دون انتخابات
-
هوامش على دعوة الحوار المتمدن للتحالف قوى اليسار
-
ازمةجديدة للحركة القومية فى كردستان العراق
المزيد.....
-
الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس
...
-
وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
-
كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا
...
-
شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
-
-حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
-
بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم
...
-
وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ
...
-
وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
-
إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط
...
-
ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|