عذافه العغبنجي
الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 21:09
المحور:
الادب والفن
أتعجب كثيراً من أمر نقاد الشعر، يبالغون في تشريح القصيدة ويضعون على لسان
الشاعر وفي عقله وفي قلبه ما لـمْ يقلْهُ وما لـمْ يفكرْ بـه وما لـمْ ينبضْ شغافـه بـه ،
ويضعون في الجملة الشعرية كمّاً هائلاً من التخيّلات والإيماءات النفسية الفرويدية
على وجه التحديد، وهم قد يعلمون لكنّهم لا يبالون ان الكثير مما جاء في تخريجات
هذا العالم عبارة عن زبالة ، ولا يتورع البعض منهـم من اللجوء الى ابن سيريــن
وزبالته لسبر أعماق مزعومة لقصيدة ضحلة.
قرأت عن أحد الكتّاب والذي قام بتأليف ستّينَ كتاباً في غضون أعوام قليلة..وعندما
أجريت حساباتٍ بسيطة وجدت انه كان ينتهي من تأليف الكتاب في مدّة ثلاثة أسابيع،
بعض النقـاد يشبه صاحبنا العبقري ، فالمساحة البيضاء يجب ان تمتلئ بالحبـر ولا
غضاضة ولا هم يحزنون إن كان ابن سيرين وغْلاً وموئلاً...لن يغريهم نزار وقد
قال على سبيل المثال " صارت المرآة لو تلمس نهدي تتخدّر " في لوليتا فالصورة
شديدة الوضوح ولن تسمنَ او تغني ناقداً عن جوع ، ولن يكون هنالك ما يسـوّغ
النقد...المطلوب جملة شعرية يضيع فيها الحابل والنابل ناهيك عن رأس الشليلة ،
هذا الأمر يذكرني بمعظم شعراء الثمانينات وما أعقبها ، فبهم عرفنا ان لذرة الرمل
تأنيب ضمير وان الاسفلت ينتحر وان قنينة الكوكا كولا تفكّر وان الحب يطير في
أعناق الذبول. لن يكون هناك كساداً في بازار النقد ماظل هؤلاء يكتبون..السوريالية
بريئة كما اللامعقول من هذه الترّهات وما يترتب عليها من سياحة نقدية.
أحدهم يؤلف كتاباً في عشرين يوماً وأنا احياناً اكون بحاجة الى اكثر من هذه المدّة
لنظم قصيدة واحدة، ورغم ان معظم النقّاد كما هو حال معظم الناس مرائون ومنافقون
فسأكون سعيداً إن التقطت روحي بعد مماتي كلمات من يقول في نقد قصائدي :
لقد كان شاعراً جيداً وشعره جميل لكنّه رحمه الله كان كمَنْ يُقلّي بَيضاً بِضراطِ النَّملِ.
جـوال إسنيـن لفّـتـنه والادغال
عَلَيْ غالين والعندي الولدغال
ولو جنّتنه وطن وك والبلدغال
لّجودِر هَيْن صبح وكل مِسيّـه
2014-04-12
#عذافه_العغبنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟