|
مقابلة مع الشاعر والكاتب الكردي إبراهيم اليوسف
موقع ثروة
الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14 - 11:55
المحور:
مقابلات و حوارات
اعتادت "ثروة"، رغم مسيرتها القصيرة، أن تسبر كل المناطق المعتمة لتضيء شمعة من الأمل فيها –الأمل الذي لا يبارحنا قط. وانطلاقاً من هذا الهدف، وما تمر بها المنطقة من أحداث وسياسات تنعكس نتائجها مباشرة على الوطن والمواطن، ارتأت "ثروة" أن تفتح صدر صفحاتها للأصوات التي تعبر بصدق، وغيرة، على مستقبل إنسان هذه المنطقة، لعلها، وبمشاركة هذه الأصوات، أن تفتح ثغرة، ولو صغيرة، في جدار هذا الاختناق الشامل، لنطلّ من خلالها على أفق قد يحمل معه شيئاً من ضوء وهواء المستقبل!
مقابلة هذا الإصدار مع الشاعر والكاتب الكردي السوري "إبراهيم يوسف" الذي أجاب على أسئلتنا بصدر رحب، نسجل له هذا الجميل.
ثروة: قبل البدء، نرغب أن تقدم لمحة عن نفسك للقارئ الكريم. ج: ها أنت (أطلقت) عليّ أصعب أسئلتك، كما يبدو لي، إذْ ليس أكثر إحراجاً على المرء من الحديث عن ذاته، خاصة حينما يكون في مقام معرفيّ، صرف، بعيداً عن شطح الفنان وتجديفه، ومحور نرجسيته. أجل ، إنها لمغامرة كبرى أن يحاول المرء الإحاطة بذاته، لأن أحزمة بريق الذات تستعصى على الإمساك، كلما هممنا بذلك.
من أنا؟ - كيف سأشكل مقاربة مني؟ أنا، وبما لا يختصر، رجل أحلام...كبرى، مرّة واحدة ،لم أسمح لأحلامي الصغيرة أن تسوس أحلامي الكبرى هاتيك...!
لقد جربت المسرح، ودخلت بسببه غرفة النظارة- في مخفر الشرطة في الحي الغربي في القامشلي - مع كامل فرقتي المسرحية ، وذلك في العام 1980، ومن بين من اعتقلوا معي على ما أذكر الفنان كانيوار، جمال جمعة، عبدالهادي إبراهيم... إلخ، كي أترك الخشبة، وأستمرّ في كتابة الشعر، لأدفع ضريبة ذلك، أطرد من وظيفة إلى أخرى، دون أن يتمّ تثبيتي كـ: مدرس، بموجب مسابقات كثيرة خضتها، بل لأقصى عن العمل التربوي، وأعمل في مكتب محو الأمية، بعضاً من الوقت، أو في مدرسة تابعة لوزارة الزراعة، كي تطول هذه الرحلة حوالي ستة عشر عاماً من القلق، والضغط، والمحاربة في اللقمة!
ومع هذا وذاك، أقف في وجه آلة الخطأ، وأنا لما أزل على مقاعد الدراسة، أكتب في الصحافة ضد كل مظلمة يتعرّض لها أبناء مجتمعي، وشعبي !
ها أنا اعتصر ذاكرتي، لأروي أنني –في يوم ما- لم أنم مرتاحاً ما دام أن هناك ظلماً يقع على أحد ما أمامي، كي أقف في وجه هذا الظلم، بأية وسيلة يمكن الاعتماد عليها، وإنْ كان ذلك حتى باللجوء إلى كلمة: لا – أهمس بها في أذن من حولي، وهو ما عرّضني على الدوام لدفع مثل تلك الضريبة، وأضف إلى أن معلم صفي في السنة الدراسية الأولى كتب في حقل علامة السلوك مشيرا ً أنني: مشاغب..، وهو ما كان يدفع أبي لممازحتي قائلا ً: أستاذك ذكي لقد عرفك تماما ً، كي تتحول هذه المفردة-مشاغب - يوماً وراء يوم، بتحول درجة الوعي لدي، لأغدو معترضاً فمعارضاً لأية آلة خطأ، بدءاً من ضمن مؤسستي الحزبية، وانتهاء بالموقف من السلطة!. لقد جرّبت كل أساليب الاحتجاج، ضدّ مثل هذه الآلة، فكانت القصيدة متنفساً لي إلى وقت طويل، ووسيلة ألجأ إليها للتعبير عن موقفي، ومن ثم :المقال.. الذي بتّ أجده، الآن، أهم وسيلة للتواصل مع من حولي، والذود عن قضيتي التي أتبناها، وإن كنت لم أوفر أية وسيلة أخرى للتواصل مع المحيطين بي ومن بين ذلك: الندوة –حيث أسست في العام 1982 منتدى ثقافياً، وأشرفت، من خلاله مهتما ً بمواهب كثيرين من أبناء الجزيرة الذين كان المركز الثقافي الرسمي يضيق بهم، ولا يسمح لهم بممارسة هوايتهم، بل وأسست مجلة: أسميتها مواسم –أقدّم فيها أسماء كثيرة، منها من سيصبح فيما بعد: اسماً لامعاً –كردياً وعربياً.
إنها الذات طبعاً...
تدفعني لأن استرسل أكثر، بيد أنني أصر على لجمها في انتظار سؤال ثانٍ...
ثروة: المعرفة شجرة بفواكه متنوعة، كيف تنظر إلى ذاتك في ظل تلك الشجرة، وما هي الثمرة التي تجذبك فيها أكثر من غيرها؟
ج: أنثى الشعر تطرق بأصابعها الريحانية بلّور قلبي في كل فجر، توقظني، كي أهرول قليلاً على دروبها، بيد أن صرخة موجعة أسمعها تصدر عن طفل جائع، تجعلني أخرج عن كل قيود الشعر وأطلق كلمتي في إهاب آخر...!
يقيناً، في كل مساء حين أضع رأسي على الوسادة أشعر بشعورين متناقضين: أولهما: إنني جدّ سعيد لما أقدمه عبر كتابتي النثرية.... ثانيهما: أسأل ذاتي وبحرقة: ترى متى سأستطيع أن أعود لمواصلة الاحتراق في محراب القصيدة! أعتقد أنني قلت بعضاً مما تريد ه...!
ثروة: في بلداننا تتداخل الأمور إلى حد المتاهة، كيف تقيمون التوازن بين الشخصي والعام، بين الشعري والسياسي؟ ج: ثمة ملاحظة –جادة- كانت توجه إليّ باستمرار مفادها: هيمنة رؤاي السياسية على قصيدتي، وهي ضريبة يضطرّ إلى دفعها كلّ من لا يريد أن يعيش خارج هموم إنسانه! صحيح، أنني في مرات كثيرة حاولت ترقية –هذه الرؤى- لوضعها في إهاب شعريّ، بيد أن الصراع كان قائماً، على الدوام، وأنّى لي التخلص منه، ما دمت أنوس بين غواية وجرح...؟!
ثروة: عند الكتابة عن قضية ساخنة بأية عين تنظرون إليها...أبعين الشاعر أم بعين السياسي، أم بكلتيهما معاً؟ ج: جاءت انتفاضة 12 آذار كي تقول لي: ذلك الشخص الذي كنت تقول عنه –باستمرار- إنه سياسي فاشل، استطاع (وبعيداً عن مصيدة الأنا وشراك الغرور) أن يسير على الصراط دون أن يسقط !
أجل ، ثمة معادلة دقيقة أحرص دائماً على إيجادها في ما أكتب، ويبدو أنني تحت وطأة ألم من طراز التوتر العالي، نجحت في إيصال صوت أهلي إلى العالم، دون أن أقع في أخطاء ما، والحمد لله، ولعلّ –الشاعر فيّ- هو الذي كان يدفع الضريبة، على أكثر من صعيد، وإنْ كان في نهاية المطاف، ينسى نفسه، وهو يقف في خطّ النار الأول، كي يؤدّي مهمّة الشرف الأولى، وهي أكبر وسام أضعه على صدري.
ثروة: مع سقوط نظام صدام حسين دخلت المنطقة في مسار جديد، ما هي أبرز ملامح هذا المسار برأيكم؟ ج: ثمة أسئلة جديدة بدأت تظهر من تحت الرماد، بعد أن تم تغييبها طويلاً...! إن سقوط تمثال الطاغية –لا أعاده الله- حطّم في الوقت نفسه جدار خوف في نفس كل منا، لنحسّ أننا أمام مرحلة تتطلب المسؤولية التامة، أثناء تناولها، بيد أن هذا الدرس العراقي –وهو ما كتبت عنه مطولاً- لم يرد بعض المعنيين في المنطقة فهمه البتة!
ولعل مسائل حقوق الإنسان، الحريات العامة، الديمقراطية..الخ، لم يعد في مكنة أحد إخفاؤها البتة، مهما جوبهت بشراسة من قبل هؤلاء المعنيين، ومهما تم التعتيم عليها، وتخوين من يتناولها، وجوهر هذه الأسئلة هو مشروع، ولا يمكن أن نكون في العام 2005، ويتم التعامل معنا على مبدأ خطاب التدجين، والتعمية المنقرض، بل ولا يمكن الضحك على لحى المواطنين من خلال التستر وراء القضايا الكبرى، ما لم يتم دفع استحقاقات المواطن.
ودعني أكن صريحاً معك: إن السؤال الكردي، الذي تم الالتفاف عليه طويلاً بدهاء ومكر، بات يبرز هو الآخر، وفي إطاره الصحيح، لذلك، فإن كل محاولة –جديدة- لإتلافه، أو اقتلاع جذوره، أو عدم طرحه خيانة ، باتت غير مجدية، وهو ما يفرض على كل من التهمت –معدته- هذا الحق، أن يعيد النظر في آماد هذا السؤال، وتناوله بمسؤولية، وجدية؟!
ثروة: هل يمكن تكرار السيناريو الذي اتبعته الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق في بلدان أخرى في المنطقة؟ ج: لا أعتقد أن هناك ذا ضمير يريد لأرضه أن تحتلّ، ولكن، إن من يستجرّ مثل هذه السيناريوهات إلى مسرح بلده، وكما تبين من التجربة العراقية، هو آليات الدكتاتوري نفسه، هذا النظام الذي لا يوفر أية ذريعة ضد شعبه، إلاّ ويعطيها...!
ثروة: ما هي الأسباب الحقيقية التي شجّعت الولايات المتحدة على استخدام القوة العسكرية لإسقاط النظام البعثي في العراق؟ هل تكمن الأسباب في ثقة أمريكا المطلقة بتفوقها العسكري، أم أن الظروف الداخلية السيئة، والحالة المزرية التي كان يعيشها الشعب العراقي من جراء الممارسات القاتلة للنظام هي التي فتحت أبواب العراق على مصارعها لهذه الضربة العسكرية؟ ج: أجل ، صدام حسين هو خادم أمين للأمريكان، فهو الذي جاء بهم في العام 1991، وكانوا مطلعين حتى على وجبات الطعام التي تقدّم إليه- على مدار ساعات اليوم - في مخابئه، بيد أنهم لم يستجيبوا لرغبة شوارزكوف و هو على مداخل بغداد، في إسقاطه.
لقد كان الاستبداد –بوابة- لدخول الأمريكيين، الذين أسقطوا هذا النظام، وهذا النظام هو المسؤول عن دخول أي أجنبي إلى أرض العراق!
ثروة: لو كان الشعب العراقي بمكوناته المختلفة يشعر بكرامته في وطنه هل كان الأمريكان سيتجرؤون على الضربة العسكرية؟ ج: مرة أخرى أؤكد أن النظام الدكتاتوري الفاشي من خلال ممارساته الوحشية قدّم كل الأسباب لمثل هذه الضربة العسكرية التي تتحدث عنها، وإن أي نظام من هذا النوع ليعدّ خائناً مرتين...إنْ لم أقل ألف مرة! إنه يخون شعبه، ويخون ترابه في آن.
ثروة: ما هي النتائج المباشرة لما يجري في العراق على سورية؟ ج: ثمة فرصة ذهبية كانت أمام سورية لتعيد النظر في ترتيب البيت الداخلي، وتنشر شميم هواء الحرية كي يتنفسه مواطنها بعد هذا الكربون الخانق الذي لم يزل منتشراً منذ عقود!. ولكن، مهما اختلفت رؤانا، فإن تاريخ المنطقة لينقسم إلى ما قبل 9 نيسان وما بعده، لقد تحول همس مواطن المنطقة المستبد – بفتح الباء – إلى احتجاج ، بل صراخ ، بملء الصوت ، ولمثل هذا الكلام دلالة كبرى ، ليست في صالح أي نظام استبدادي...!
ثروة: بعد الخروج العسكري من لبنان، ما هي الفرص المتاحة أمام سورية للمناورة أمام الضغوط الدولية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص؟ ج: أن تعيد لإنسانها ما سلب منه عنوة...، دون أن تنسى السؤال الكردي الذي لا بدّ من إعادة النظر فيه، بعيداً عن شعار: "أمة عربية واحدة –ذات رسالة خالدة، لأنه آن للكردي السوري أن يستيقظ صباحاً ويقرأ جريدته بلغته، ويسمع لغته في تلفزيونه الرسمي، ويعرف أسماء ممثليه في كافة المفاصل الحكومية: البرلمان، الوزارة ...الخ.
سأحدثك هنا، وعلى نحو مختصر، هو أن أي حديث عن " مناورة " ما يعني الحديث عن مرحلة موقوتة.....، لا عمر لها، وهذا ما يجب الانتباه إليه....
ثروة: هل ستتصاعد هذه الضغوطات في الأيام المقبلة برأيكم؟ وهل ستكون ثمة استجابة في النهاية لهذه الضغوطات بشكل من الأشكال وخاصة على الصعيد السياسي؟ ج: سورية مطالبة –بأكثر- كي تجيب على كل أسئلة الداخل، لقطع الطريق أمام أية ضغوطات خارجية – إذا أراد النظام ذلك -لا سيما وأن ضغوطات الداخل الوطني لتمثل في أغلبها نبض الشارع السوري، بعيداً عن لغة الإعلام الزائف، طبعاً ...
إن الإحباطات المتتالية التي نمنى بها ، يوماً وراء يوم، تجعلنا لا نثق البتة بأي وعد يقطع لنا، لا سيما وأن المؤتمر القطري الذي صوره الإعلام الرسمي: الجنة المنتظرة –بات يخيب كل حلم، لدرجة إننا نكاد نندم على مرحلة ما قبل هذا المؤتمر...!
إن سياسة التعامي عن قراءة أسئلة الداخل – سمة سورية بامتياز- وهي لم تعد تنطلي على مواطننا، تصور أن المواطن الذي يريد أن يتزوج ويحصل على قرض عليه أن يحصل على موافقتين أمنيتين، مع إننا قرأنا عبر أجهزة الإعلام، واعتماداً على مصادر سورية رسمية، بأن موادّ كثيرة من حكم الطوارئ قد ألغيت، بيد أنها لم تزل سارية حتى هذه الساعة التي نتحدث فيها معاً..!!
ثروة:انعقد مؤتمر البعث في ظل الضغوطات الخارجية والآمال الداخلية بإحداث تغييرات هامة..كيف تقيمون الآن نتائج هذا المؤتمر؟ ج: كلّ شيء بعد المؤتمر بدأ يتقهقر بأكثر، تصور كنا نقرأ في الأشهر التي سبقت المؤتمر بعض المواد الصحفية في الصحف الرسمية التي كادت توهمنا أننا مقبلون على مرحلة تغيير حقيقي، لكن ها هي الصحف –بعد المؤتمر- عادت إلى سابق عهدها، وكأنها لا تريد الخروج عن قمقمها، وأصالتها...!
ثروة: شهدت الساحة السورية حراكاً جماهيرياً في العامين الأخيرين، هل تعتقد أن لسقوط النظام البعثي العراقي أي تأثير في ذلك؟ أم لأن وعي المواطن ازداد بحقوقه في ظل ثورة الإعلام والفضائيات؟ ج: أعتقد أن زمان هذا الحراك يعود إلى ما قبل سقوط نظام صدام، وإذا كانت السجون في سورية دليلاً على الحراك، فإن سجون سورية لم تخل البتة من المناضلين الشرفاء، ألم يكن هذا دليلاً دائماً على الحراك...وفي الظروف الأكثر صعوبة.
ربما بدأنا الآن، نشعر بدبيب خطوات هذا الحراك، فنحن من نستشعره متأخرين، وهو –باستمرار- إلى تقدم، رغم كل المثبطات والحواجز.
ثروة: الساحة الكردية كانت سباقة في التعبير عن رفضها لهذه الانتهاكات عبر المظاهرات السلمية، هل الدور في ذلك يعود إلى الحركة السياسية الكردية، أم إلى الظروف الإقليمية وإنكار النظام الدائم لحقيقة الوجود الكردي؟ ج: أجل، لا يمكن قراءة أي حراك سياسي حقيقي في سورية دون إعطاء الحركة السياسية الكردية ومناضليها حقهم في أنهم كانوا في عمق هذا الحراك، منذ أول كلمة لا: سورية..
ثروة: منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، والناس يسمعون في الشارع بأن هناك نيّة لدى السلطات المعنية أن تجد حلاً لمسألة الكرد المجردين من الجنسية، ما هي حقيقة هذه الإشاعات؟ ج: ألم تقل أنها إشاعات؟
وأية نكهة أبقاها النظام لإعادة الجنسية لمن سلختها عنهم طيلة هذه الفترة..؟ عموماً، إعادة الجنسية ليست منّة من النظام، بل هي استحقاق متأخر، وإعادة الجنسية لمن اغتصبت منه، وعلى السلطة أن تعوّض عن الضرر الذي ألحقته بالأجيال المتعاقبة التي حرمت من الجنسية، من خلال إقامة المعامل والمصانع في منطقة الجزيرة، بعد سياسة التجويع الطويلة التي مورست بحق إنسان هذه المنطقة، عموماً، والكرد خصوصاً...، ناهيك عن ضرورة إيجاد فرص عمل لجيش العاطلين عن العمل من هؤلاء الذين أمضوا ثلاثة وأربعين عاماً في سجن: انسلاخ الجنسية!، حطم الله جدرانه....!
ثروة: بعد أيام ستحل أربعينية الشيخ محمد معشوق الخزنوي، من تعتقدون كان وراء قتله؟ هل قتل لأسباب سياسية، أم دينية، أم لأسباب عائلية كما أدعت بعض الجهات؟ ج: مؤكد أن السلطات السياسية، ومن خلال عدم الشفافية في المحاكمة، وجملة تناقضات في أقوال من قدمتهم في التلفزيون على أنهم: قتلة...وضعت نفسها – بنفسها - في موقع الشك، ناهيك عن قرائن أخرى، باتت تظهر يوما ً وراء يوم ، تدل على ثغرات غير مدروسة عند السلطة ، ولعلّ في مقدمها ما أشار إليه أنجال الشيخ معشوق الخزنوي في بيانهم بهذا الصدد... وهذا، وغيره – تحديدا ً – ما قلته في الكثير من مقالاتي، بعيد اعتقال واختطاف شيخ الشيوخ: صديقي الشهيد.
ثروة: أين تسير سورية في الوقت الحاضر، هل ما زال هناك أي أمل بالتغيير في الأفق، وبالتالي تفادي المجابهة العسكرية مع أمريكا، أم أن هذا الأمل انعدم مع المؤتمر وباتت المواجهة مسألة وقت ليس إلاّ؟ ج: لا يحتاج المتابع إلى مزيد من الإمعان، أو البهلنة، ليتبين له أن سوريا تتخّبط – في سياساتها – ذات اليمين وذات الشمال – معتقدة في قرارتها أن تسمية الممارسة غير الصائبة تجاه مواطنها، أو في ما يتعلّق ببعض سياساتها الخارجية غير المقبولة، و بأسماء، ومصطلحات برّاقة، واعتمادا ً على أقصى الأسلحة المحرمة : ترغيبا ً أو ترهيبا ً، إنما يسعفها في إقناع الآخر، الذي ليس أمامه – في الداخل أو الخارج إلا النظر بعيني عمّال مطبخها السياسي، وصناع قرارها، وهي عقلية وصائية، أو عقلية معلم مع تلامذته، قد تتمكن من فرضها على مواطنها، عنوة ، كي يردد بببغاوية ما تريده، أو يصفق لها، بيد أنها لا يمكن أن تنجح في فرضها بالطريقة، ذاتها، على المتابع- الآخر –سواء أكان مجاورا ً، أم متابعا حرّاً- بحسب زعمه – بل من هنا – تماماً – نلمس ذلك البون الهائل بين رؤية مواطن الداخل، ومواطن الخارج، أي ذلك الذي هاجر أو هجّر إلى أرض الله الواسعة!
أما بصدد الحديث عن أيّ أمل في إحداث تغييرات ديمقراطية في الداخل، وتجنيب مواطننا من مغبّة أية كارثة مقبلة – وهو وحده الجدير بالخوف عليه من منظوري - فإن ذلك لما يتم بعد، بل على العكس، فإنّ ما يتمّ هو تقديم المسوّغات، واحدا ً تلو آخر لهذا الخارج، وفي صورة تواطؤ مع –الآخر- على نحو مريب، أي معه، وقد يكون ذلك نتيجة – تطمينات –هذا الآخر- الخارج - بعيد كل صفقة تنازل، جديدة، حيث لم يكن التنازل عن لواء اسكندرون و كيليكيا آخرها، وهو ما يعرّي مصداقية –الآخر- المعنيّ بأجندة مصالحه المباشرة في المنطقة، لا مصلحة المواطن المشرف على الهاوية، أو مجمل أسئلة الداخل التي يبقى السؤال الكردي من أبرزها طرّا ً؟ هل عدت وسألتني – كرة أخرى عن المؤتمر القطري؟ هذا المؤتمر الذي شكل أكبر تراجع في الخطّ البياني على صعيد الاستجابة لأسئلة المواطن، والوطن، ولعلّ ذلك كان طبيعيا ًجدا، ومتوقعا ً، ًإذا عرفنا طبيعة الآليات المتحكمة بتخّير مندوبي هذا المؤتمر، وطريقة" تربية" العضو الحزبي على امتداد العقود الأخيرة، واعتبار أية ترجمة عفلقية للشّعار السياسي إنما هي أكبر إخلاص لجوهر أيدلوجيا البعث، وسياساته، ولعلّ تقصي ما تمخض عنه هذا المؤتمر من توصيات علنية ، وليس مقررات (وهذا بحدّ ذاته بحاجة إلى دراسة لفهم الواقع الذي آل إليه الحزب ) ليدل ّعلنا على أنّ ليس –هناك – في الأفق ، ما يبشر بالخير....و ا أسفاه....!!؟؟
#موقع_ثروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس
...
-
وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
-
كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا
...
-
شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
-
-حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
-
بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم
...
-
وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ
...
-
وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
-
إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط
...
-
ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|