|
أين يختبىء يأجوج ومأجوج؟
تامر عمر
الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 00:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أين يختبىء يأجوج ومأجوج؟
قبل أن تمتدحنى أو تذمنى .. قبل أن تشتمنى أو تحتفى بى، أرجوك .. أرجوك .. تجرد قليلاً من مشاعرك وحكِّم عقلك فقط. لا أريد منك سوى التفكير بالعقل والمنطق. تعال على نفسك وفكر ... * * * يأجوج ومأجوج، كما نعلم، هما قبيلتان مفسدتان، إشتكى منهما قوم لذى القرنين، الذى ردم أخدوداً بين جبلين بالحديد والنحاس، فحبس هاتين القبيلتين خلف الجبلين ومنع شرهما. تناول القرآن الكريم قضية يأجوج ومأجوج فى موضعين، كما تناولتها الأحاديث النبوية بأكثر من حديث. أما الموضعان فى القرآن، فموضع أول فى سورة الكهف، يعرفنا بقصة يأجوج ومأجوج وكيف كان تصرف ذى القرنين من ردم الأخدود، وحبس القبيلتين.{حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً. قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً. قال ما مكننى فيه ربى خير فأعينونى بقوة أجعل بينكم وبينهم ردماً. آتونى زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال آتونى أفرغ عليه قطراً. فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً} (سورة الكهف، الآية 93 : 97). أما الموضع الثانى ففى سورة الأنبياء، ويخبرنا بمصير هؤلاء فى نهاية الزمان، ويشير إلى أنهم سينجحون فى الخروج من محبسهم. {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون} (سورة الأنبياء، الآية 96). تدعم الأحاديث النبوية القصة القرآنية، فأولاً: كان هؤلاء محبوسين على عصر النبى صلى الله عليه وسلم، لكنهم، فى حياته، إستطاعوا ثقب جزء من الجدار، لكنه غير كاف لخروجهم. عن أم المؤمنين زينب بنت جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل عليها فزعاً يقول: "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه"، وحلق بإصبعه الإبهام والتى تليها. فقالت: "يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟" قال: "نعم، إذا كثرت الخبث". الآن دعنا نستعرض بعض المعلومات عن هاتين القبيلتين من واقع الأحاديث. أولاً، هم من بنى آدم: (عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وأنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعدا") . وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يقول الله تعالى : يا آدم! فيقول لبيك وسعديك، والخير فى يديك. فيقول أخرج بعث النار. قال : وما بعث النار؟ قال : من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين. فعنده يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد). قالوا : وأينا ذلك الواحد؟ قال : (أبشروا فإن منكم رجلاً، ومن يأجوج ومأجوج ألف). ثانياً: عددهم: هم تسعة أضعاف أهل الأرض: عن عبد الله بن عمرو قال: "إن الله عز وجل جزأ الخلق عشرة أجزاء، فجعل تسعة أجزاء من الملائكة وجزءاً سائر الخلق، وجزأ الملائكة عشرة أجزاء، فجعل تسعة أجزاء يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وجزءاً لرسالته. وجزأ الخلق عشرة أجزاء، فجعل تسعة أجزاء الجن، وجزءاً بنى آدم. وجزأ بنى آدم عشرة أجزاء، فجعل تسعة أجزاء يأجوج ومأجوج، وجزءاً سائر الناس". ثالثاً: شكلهم وصفاتهم: (قيل يا رسول الله صفهم لنا قال: هم ثلاثة أصناف صنف منهم أمثال الأرز شجر بالشام طول الشجرة عشرون ومائة ذراع. وصنف عرضه وطوله سواء نحواً من الذراع. وصنف يفترش أذنه ويلتحف بالأخرى، لا يمرون بفيل ولا وحش ولا خنزير إلا أكلوه ويأكلون من مات منهم) . و(قال على: وصنف منهم فى طول شبر لهم مخالب وأنياب السباع وتداعى الحمام، وتسافد البهائم وعواء الذئاب وشعور تقيهم الحر والبرد وآذان عظام إحداها وبرة يشتون فيها والأخرى جلدة يصيفون فيها). دعنا نلخص ما ورد فى القرآن والحديث بخصوص هاتين القبيلتين: هم من بنى آدم، لا يزالون أحياء، يأكلون ويشربون ويتناسلون لا يزالون محبوسين خلف جبل عددهم تسعة أضعاف البشر صنف منهم الواحد طول شجرة الأرز، وصنف آخر له أذن يمكنه أن يفترشها لينام عليها، بينما يمكنه أن يلتحف بالأخرى (أى يتغطى بها)، وصنف منهم طوله شبر وله مخالب وأنياب الأسود، وله أذن ذات وبر، والأخرى ذات جلد. يحاولون الخروج من محبسهم، وقد استطاعوا ثقب السد بمقدار صغير فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم سيخرجون فى نهاية الزمان ليمثلوا أكبر كارثة تحيق بالبشرية الآن، تعال على نفسك وفكر: هل يمكن لبنى آدم أن يكونوا على مثل هذه الخلقة؟ بتلك الآذان التى يلتحفون بها، وبتلك الأنياب التى تشبه أنياب الأسود؟ أين هو هذا السد؟ وكيف يمكن لمثل هؤلاء، وهم بهذا العدد ألا تكتشفهم الأقمار الصناعية التى مسحت كوكبنا طولاً وعرضاً، يابسة وبحراً، بل والتى يمكنها رصد المدن الغابرة تحت التراب، والتى يمكنها بدقة تحديد آبار البترول المدفونة فى أعماق الأرض وأعماق المحيطات؟ يجتهد بعض المفسرين بالقول بأن يأجوج ومأجوج هم رمز، وليسوا أناساً طبيعيين، فمرة يقولون بأنهم أمريكا الظالمة التى تخرج فى نهاية الزمان لتطغى، ومرة يقولون أنهم العملاق الصينى .. إلخ. لكن ما ورد فى يأجوج ومأجوج من القرآن الكريم والأحاديث النبوية لا ينطبق بحال على كل تلك الإجتهادات، فهم لا يزالون محبوسون خلف سد بين جبلين، وهم صفاتهم مختلفة عن صفاتنا بالكلية، فالأمريكان والصينيون ليس لهم أنياب كالأسود وليس لهم آذان يلتحفون بها، ثم أن أعدادهم ليست تسعة أضعاف باقى الشعوب. أسئلة كثيرة محيرة تحتاج إلى إجابات وتستحق التفكير، فتعال على نفسك وفكر ...
#تامر_عمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أخلاق آدم والعصر الحجرى
-
دخول العرب مصر .. فتح أم غزو؟
-
مشاهد من رحلة الإسراء والعروج
-
بأى جيش طارد فرعون موسى؟
-
الإسلام أو الجزية أو الحرب .. ثالوث الإختيار الشهير بين العق
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|