أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الحواري - التفريغ














المزيد.....

التفريغ


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التفريغ
التفريغ كلمة تعطي معنى ، الإخلاء، " فرغ الشيء ـ فراغا وفروغا: خلا يقال فرغ الإناء، وفرغ الفؤاد، من الشيء" المعجم الوسيط" فعندما نقول تم إخلاء الصف من الطلاب، بمعنى لم يعد هناك طلاب في الصف، فالكلمة ليست بحاجة إلى شرح كبير حيث يتم تداولها بكثرة في حديثنا العادي، لكن في الواقع كانت لهذه الكلمة مدلول مهم جدا في حياة المناضلين ومازلت لها أهميتها، حيث أنها تلعب الدور الأهم في الحياة السياسية.
فعندما كان العمل السياسي يواكبه الاعتقال أو الفصل من العمل والحرمان من السفر، والتضيق اليومي من خلال طلب مقابلة المخابرات بشكل شبه دائم، كان المناضل فعلا يتوحد بين الاسم والفعل معا، فلا مجال للفصل بينهما أبدا، وأحيانا كان هذا المناضل لشدة الضغط عليه اقتصاديا من قبل النظام يقوم التنظيم بطريقة طبيعية بتفريغ هذا المناضل، أي جعله متفرغا للعمل الحزبي والسياسي مقابل مبلغ مادي محدد، فهذا الأمر إلى غالية الآن أمراً محموداً ولا غبار عليه، لكن مع استمرار العمل بهذه الوضعية كان المناضل يتحول ـ دون أن يعي أو يعرف أو يفهم ـ هو أو التنظيم إلى كائن بيروقراطي، مبتعدا شيئا فشيئا عن سلوكه النقي الطاهر، فهو ينادي بسياسية التنظيم ويقوم بكل توجهات التنظيم حتى لو اختلف معها، على أساس مفهوم "الديمقراطية المركزية"، لكن في حقيقة الأمر الراتب هو من يكون أكثر حضورا وتأثيرا.
وهناك العديد من المناضلين لم يجرؤوا على انتقاد أو ترك التنظيم خوفا على الراتب الذي أصبح هو السيد والمهيمن بدل الأفكار والمبادئ، وهنا يكون المناضل فعليا قد خضع، وأصبح طيعا، مطيعا، مروضا من قبل التنظيم، فهل هذه الخطوة هي الممهدة لعملية إخضاعه وتطويعه من قبل النظام؟
نجيب بكل تأكيد نعم، القليل جدا من استطاع أن يقول "لا" للتنظيم من هؤلاء، المتفرغين، والغالبية العظمى كانت تقول وتعمل ما يمليه عليها التنظيم، وهنا لب الموضوع، كان من المفترض أن يعني التفريغ المزيد من الانتماء والعمل لكنه في حقيقته أمسى القليل من الانتماء والقليل من العمل، فالتفريغ عمليا كان من المحتوى النضالي الحقيقي للمناضل، وليس التفرغ للعمل النضالي، هذا الواقع ينطبق تماما على الحالة الفلسطينية، بعد وصول السلطة إلى الأرض الفلسطينية وجدنا التسارع والتهالك للوصول لحالة التفريغ، إي الوظيفة، فالعديد من المناضلين تحولوا إلى موظفين، ينتظر الراتب في نهاية كل شهر، ولم يعد يهتم للعمل الوطني، إلا إذا كان مدفوع الأجر، ولتأكيد على هذه الحقيقة، نجد الموظف لا يخرج لتأيد أو لرفض إي حدث سياسي أو وطني إذا لم يتوفر له المواصلات وكافة اللوازم للتعبير عن التأيد أو الرفض، وأيضا إذا لم يكن ضمن الدوام الرسمي، فأي عمل (وطني) خارج الدوام هو بالتأكيد لن يشارك به، لان وقته أصبح مدفوع الأجر فكيف سيعمل اعملا إضافيا دون أن يحصل على أجره؟، مرض التفريغ يستشري في الجسم الفلسطيني، حتى انه أصبح إي عمل (وطني) ينسب للدافع المادي وليس الوطني، كلمة (الوطني) أصبحت شاذة ومحدودة جدا، ومفهوم العمل العام هو مدفوع الأجر، سنعطي حالة واقعية في الحياة (النضالية) عندما تخرج مسيرة لهذا التنظيم أو ذاك كم سيشارك فيها من الأفراد إذا لم يحصلوا على ـ كرت الجوال أو الخمسين شيكل بدل مواصلات ـ ؟ في المرحلة الأخير عندما كانت تدعوا أكثر من جهة سياسية للقيام بمسيرة تـأيد للأسرى كنا نجد المشاركين لا يتجاوز العشرين مشارك فقط، فهل نعيد النظر في مسألة التفريغ؟ لكي نسيطر على مرض التفريغ أو الوظيفة؟
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأشهر القمرية لغريب عسقلاني
- شرق المتوسط ل-عبد الرحمن منيف-
- نبوءة العرافة -رجب أبو سرية-
- النزيل وأمله -بابلونيرودا-
- الوحدة
- مصرع احلام مريم الوديعة -واسيني الاعرج-
- الدار الكبيرة محمد ديب
- المراوحة في المكان
- مع كابي وفرقته -ريمي-
- ملكوت هذه الارض -هدى بركات-
- أستمع أيها الصغير
- خربشات عربية
- طريقة تفكير العربي
- مسرحية الإستثناء والقاعدة بريخت
- المرأة بكل تجلياتها في رواية -الوطن في العينين- لحمدة نعناع
- الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي (النص الكامل)
- الحضارة الهلالية (الفلاح والراعي)
- قصة حب مجوسية
- الحضارة الهلالية (الجنة)
- الحضارة الهلالية (البعل راكب السحب)


المزيد.....




- وجهات فائقة الفخامة لإطالة العمر..ما أبرز ميزات هذه النوادي ...
- نجيب ميقاتي يهاجم تصريحات قاليباف حول لبنان: -تدخل فاضح ومحا ...
- مفاوض سابق خبير بالتعامل مع حماس يبين لـCNN -نتائج خطيرة- بع ...
- -حاولا العبور من الأردن-.. الجيش الإسرائيلي يعلن قتل متسللين ...
- -بوليتيكو-: شولتس يعلن استعداده للتفاوض مع بوتين.. فهل يرغب ...
- -السنوار يقاتل إسرائيل حتى الرمق الأخير-.. صور لما يقول الجي ...
- السيسي يعرض أهم الإصلاحات والمشروعات المصرية أمام منتدى بريك ...
- روسيا تعلق على اغتيال السنوار وتحذر من العواقب
- -بلومبرغ-: وضع القوات الأوكرانية الكئيب يزيد الضغط في واشنطن ...
- الدفاع المدني بغزة: منطقة جباليا تواجه حملة إبادة ونسفا لمبا ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الحواري - التفريغ