علي جواد كاظم الحلي
الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 17:49
المحور:
الادب والفن
علي جواد كاظم الحلي / سلسلة قصص قصيرة
رحلة 4
مجهول .. يفسد عليه دقائق عدة عاشتها نفسه المتوجعة وهي تراجع وتتأمل تلك الاوقات الرائعة معها
يخدش انغام ضحكاتها العالقة في ذاكرة اذنيه الى الابد ، بسؤال تافه كان من الممكن ان يجيبه عنها اي احد اخر
يصيبه الخدر بعد جلسة حجرية طويلة حالمة على كرسيه المفضل مستندا الى ذراعيه كما كان يفعل حين ينظر اليها
يشعر بالحقد على الدنيا كلها لتغير حالتهما واختلاف اوضاعهما ودونية مجتمعهما
يرسل زفراتٍ غاضبة تخرج معها اهات ساخطة يمقت فيها كل شئ ..الزمن ، الناس ، الظروف..
يستنهض قوته .. يجمع شتات نفسه
ينزع رداء تردده ، يطرد خجله ، ينهض من مكانه حاملا معه املا و طمعا عظيمين في لحظة ،
مجرد لحظة يدنو فيها منها تحت اي ذريعة
المسافة بينهما يقطعها نحوها بزهو ومتعة وبهجة منتشيا بذكريات ترسله نحو عالم اخر من الفرح والسعادة
تعلو سحنة وجهه الداكنة ابتسامة دخيلة وبشاشة غير مألوفة يظن انها ستفضحه ، بعد ان تعود العبوس والتجّهم تزداد مع كل خطوة يقترب فيها من باب تلك الغرفة التي بدأ يألف جدرانها وزواياها لكثرة تخيله لها في يقظته وحلمه على حد سواء ، لا لشئ غير أنها تضمها
يبطئ قليلا محاولا مضاعفة وقت تلك المسرّة في رحلته باتجاهها
يمد يده نحو مقبض الباب الذي لطالما لعنه كلما رآه موصدا حين يفتعل الاعذار والحجج للمرور من امامه كي يلمحها جالسة محلها بالقرب من شباكها
يتوقف الوقت حينها ،
تنقطع انفاسه ، ولا يكاد يسمع شيئا .. سوى نبضات قلبه المحتدمة
يلاحظ ان حرارة وجهه ترتفع لسبب يجهله ويرتبك بشكل مريب
يغمض عينيه .. يتلفظ بذكر بسيط .. يارب يارب يارب
يدخل ليراها
.
.
.
.
.
غير موجودة ،
صدمة .. تلطم اماله البائسة ، انكسار مذلّ وهزيمة مرعبة
يرجع ادراجه خائبا ، مستزيدا من الالم والنكد والتوجّع والاكتئاب وقد لمعت في عينيه دمعة وخنقته عبرة وسرى في انحاء جسده يأس مقيت
بعد ان انهى رحلة اخرى من رحلاته معها
#علي_جواد_كاظم_الحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟