|
الماركة ( المصرية ) المسجلة
ناصر المعروف
الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14 - 11:39
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أقسم لكم ، أنني حتى هذه اللحظة ، لا أفهم ماذا يريد بعض الأخوة المصريين من عراقنا المحرر ؟! و لماذا يقف الكثير من هؤلاء هذا الموقف المعادي والغريب ضد غالبية الشعب العراقي وحريته في اختيار نظامه الذي يبتغيه ويرغب فيه !! بل ولماذا يصر الكثير منهم ( مع الأسف الشديد ) على الاصطفاف جنبا إلى جنب مع هؤلاء المجرمين والإرهابيين والمارقين والعبثين وأيتام الطاغية صدام !! والذين يعرفون أنفسهم بأنهم ( مقاومة ) عراقية !!
حيث أنّنا لم نقرأ في كتب التاريخ بقديمه وحديثه ، أنّ المقاومة تقف حجر عثرة أمام تحرر الشعوب ؟! بل وأمام من جاء ليمدّ لها يد العون والمساعدة ويعمل عل كسر قيودها و تحريرها من المستعمر الوطني الباغي !! والتي هي جاءت لعوامل عدة ومنها بكل تأكيد تلك النداءات للنجدة والاستغاثة والتي قد صدرت من جهات عراقية صرفة داخل العراق وخارجه ، والتي تضررت الضرر الفادح و الكبير على يد نظام لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا له ، فيما يعرف باسم ( جمهورية صدام المرعبة ) !!
و لا أعرف كذلك أنّ هناك ( مقاومة !! ) في العالم بأسره تقف موقف الند والمعارض والمحارب أمام غالبية شعب قد عبرت بترحيبها بهؤلاء المحررين بطريقتها الخاصة وذلك بعدم مقاومتهم في تلك الحرب العادلة !! بل أنّها أفسحت المجال لهم و بصورة تكاد أن تكون جليّة وواضحة بل ومكشوفة ، وليسقط بعدها هؤلاء المحررون صنم العراق الأكبر ، وفي مدة قياسية لم يتوقع حدوثها حتى أكثر الخبراء العسكريين حنكة !!
وكذلك نحن لا نعرف معنى ( للمقاومة ) إن كانت هنالك بالفعل مقاومة شريفة ، تقف ضد إرادة أمتها وخاصة عندما قال السواد الأعظم من هذه الأمة كلمتها الفاصلة والنهائية اتجاه ذلك العهد المخزي الذي كان يحكمها ، وذلك بخروجها المكثف في تلك الانتخابات العراقية الأخيرة ( وفي ظروف غير آمنة تماما ) وكذلك أيضا وصلت نسبة الكثافة لدرجة ( لم يتوقعها أكثر المراقبين تفاؤلا !! ) ، والتي شهد بنظافتها ونزاهتها القاصي قبل الداني !!
فهل الأمر إذن ، يمثل عند أخوننا المصريين هي بمثابة عقدة ذنب يشعرون بها في دور كانوا يجب أو يفترض أن يقوموا به ( كأصحاب دولة لها ثقل في المنطقة ) ولكنهم تقاعسوا عنه ولم يعيروا له الاهتمام الكافي ؟! { ربمــا !! }
أم أنّ الأخوان في مصر قد صحت ( ضمائرهم ) فجأة ، وخاصة من هول ما تم عرضه عبر وسائل الأعلام المختلفة بعد عملية تحرير العراق لتلك المآسي الإنسانية كالمقابر الجماعية ونحوها وقد ندموا على ذلك الموقف المعيب سابقا ، فاعملوا على التراجع عنه ولكنهم أضاعوا البوصة والطريق السليم والصحيح مرة أخرى ، فبدلا من يقفوا مع غالبية أخوانهم العراقيين في محنتهم الكبرى بهذا الإرهاب التي يضربهم دون هوادة أو رحمة ، نجدهم قد وقفوا في المكان الخطأ مع ثلة من المجرمين وأيتام صدام والإرهابيين والمارقين كأخينا (الزرقاوي ) وغيره وليزيدوا من حالة موقفهم من الطين بلة !!
والله كذلك لا أدري !!
أم أنّهم ( مازالوا على غيهم يعمهون ؟! ) أي ، بما أنهم وقفوا ومن الأساس ضد حدوث مثل الحرب ( ألا وهي حرب تحرير العراق ) فإنهم مصرون حتى هذه اللحظة للسير في هذا الدرب المضاد إلى نهاياته ؟! وبعض النظر عن كل ما يترتب عليه من تداعيات ونتائج خطيرة !!
وهنا يدعونا حقيقة إلى سؤال يتعلق بجانب من جوانب الشخصية المصرية ( نرجو من أخوتنا الأحبة في مصر أن يحسنوا النّية والظن بسؤالنا وبنا ) والقائل : هل الشخصية المصرية ( مع كل احترمنا لها ) هي شخصية ( مكابرة ) ؟! أي أنّها لا تعترف أبدا بخطئها حتى ولو على قطع رقبتها ( كما يقولون ) ؟!
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فإننا نتساءل أيضا وبكل ألم وحزن عن حكاية وقصة هذا ( الغل الأسود !! ) من الكراهية و البغضاء والحقد والذي ينشره الكثير من الأخوة المصريين لاسيما من الطبقة المثقفة أو الإعلامية أو حتى من بعض الرسميين اتجاه الإدارة الأمريكية الحالية وشعبها ؟!! وذلك بتواصلهم الليل بالنهار لبثه ونشره ما ببين صفوف الشعب المصري والصفوف العربية داخل مصر وخارجها !!
فهل سمع منكم أيّها الأخوة والأخوات ولو صوتا (مصريا واحدا ) منذ تحرير دولة الكويت ( أي قبل ثلاثة عشر سنة !! ) إلى وقتنا الراهن يأتي وبالتحديد من داخل مصر ينصف هذه الدولة ( ألا وهي أمريكا ) ولو حتى بنصف كلمة وليس بكلمة واحدة ؟!! لهذا نحن نستغرب ونستعجب مثل هذه الكراهية المصرية الشديدة لأمريكا وبهذا الشكل المستغرب وبهذه الصورة السوداوية !! حتى والله أنّه قد صور لنا بأن تلك الكراهية المصرية الغير مبررة لأمريكا كأنّها هي ( ماركة مصرية مسجلة !! ) يجب على الأخوة من مصر الدفاع عنها والترويج لها بشكل دائم ومستمر !!
أم أنّ الأمر لا يعدو إلا بمثابة ( عقدة خواجة ) والمتمثل بمقولة ومفهوم ( الاستعمار القديم ) بالرغم من تلك القرية الصغيرة التي تجمعنا جميعنا على هذه المعمورة ، وبالرغم من تلك النوايا الحسنة التي تبديها الولايات المتحدة الأمريكية لمصر عبر تلك المساعدات الاقتصادية الكبيرة السنوية والمستمرة والتي تقدم لها حتى هذه الساعة !! بل أن التاريخ المعاصر يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي ساهمت مساهمة فاعلة بوقف العدوان الثلاثي الذي استهدف أرض مصر واستقلاها !!
حقيقة أنا لا أعلم تلك الدوافع المقنعة وتلك الأسباب المفحمة التي تدفع بالأخوة المصريين أن يقفوا هذا الموقف المعادي لهذه الدولة المسالمة على أقل تقدير اتجاه بلادهم والتي أفسحت وفي أحيانا كثيرة ساحة المنطقة لهم ليستلموا فيها الدور الريادي والقيادي لها ، والسؤال المنصف هنا : فهل هناك دولة في العالم بأسره وبما فيها دولا عربية ، اعتنت بهذا الجانب ( أي إعطاء مصر ذلك الدور ) واهتمت به ، أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ؟!
لهذا ، فهناك قولان يحللان تلك الظاهرة الغربية والغير المألوفة والغير الطبيعية والتي تخرج لنا من أرض الكنانة ، والتي حقيقة لم نكن نرى مثيلا لها في السنين الغابرة وتحديدا في الخمسينات والستينات ، كما يقال ونقرأ عنها ، حيث كان هناك ذلك التنوع الفكري والثقافي والسياسي مابين مؤيد ومعارض في كل قضايا والمواقف وذكر الجوانب الإيجابية منها والسلبية وعرض الصورة الكاملة وليس جانب واحد من جوانبها !! كما نرى الآن وفي الوقت الراهن مع الأسف الشديد ، وكأنّه بمثابة بصمة إبهام لا تتغير ولا تتبدل !! و أما القولان اللذان يفسران تلك الظاهرة المرضية هذه ، فهما على النحو التالي : -
فأما الأولى : فتؤكد أنّ المصريين قد أصبحوا ملوكا أكثر من الملوك أنفسهم !! بمعنى أنهم أصبحوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم أو عراقيين أكثر من العراقيين أنفسهم ، وهكذا !! ، وبمعنى أدق أي أنهم قد أصبحوا أكثر حرصا على المصالح الغير من أصحاب المصالح الأساسيين أنفسهم !! وهذا الرأي له أنصاره ، إلا أن لدي هنا سؤالا فيما يخص بالشأن الفلسطيني تحديدا ، نعتقد أنّه بحاجة للوقفة والتأمل وخاصة لأصحاب ومروجي ( الماركة المصرية المسجلة !! ) والتي أشرنا إليها، والسؤال هو :-
هل من مصلحة القضية الفلسطينية ( وهي تلك القضية الوطنية العادلة في نظر كل منصف وعادل ) معاداة تلك الدولة والتي تدعى الولايات المتحدة الأمريكية وعن طريق العمل على نشر تلك الثقافة من الكراهية والبغضاء والحقد الأسود لها ؟! أوليس الأولى أن نكسب تلك الدولة العظمى ( ألا وهي أمريكا ) في صفنا العربي الإسلامي للعمل على مساعدتنا لحل مثل هذه القضية الشائكة والتي عجزنا عن حلها واستخدمنا كل الحلول معها إلا الحل الأمريكي ( العادل ) والمرضي لنا ؟! وأما التحليل الثاني أو القول الثاني ( وهذا الذي أرجحه وأفضله ) :-
أن سبب تلك الكراهية لغالبية الشعب المصري لأمريكا ما هو في حقيقته إلا ( جسرا !! ) يعبر به الأخوة المصريين عن سخطهم على سلطتهم التي تحكمهم بهذا السيل العارم من الكراهية لأمريكا وإدارتها وشعبها ، بمعنى أن المواطن المصري ، داخل حدود تلك الدولة لا يستطيع أن يفرغ شحنته من الغضب والحنق لسلطته الحاكمة ( عيني عينك ) فيعبر عن تلك الشحنة بتفريغ هذا ( الخير الحميم كله !! ) إلى الدولة الحليفة لدولتهم المصرية ألا وهي ( أمريكا ) !!
وهذا ما انكشف عنه مؤخرا وخاصة ما بعد الانسحاب السوري من كافة الأراضي اللبنانية تحت اليافطة اللبنانية الأصلية والقائلة ( نريد الحقيقة ) لتخرج وبعدها وبقوة وبحدة غير مسبوق لهما في الساحة المصرية يافطة تقول : ( كفاية !! ) والتي لم يصاحب هذه اليافطة لا من قريب أو من بعيد اليافطات العربية والإقليمية التقليدية والمعتادة كمثل يافطة ( تسقط أمريكا ) أو حتى يافطة من لا يافطة له والقائلة : ( تسقط إسرائيل ) !!
#ناصر_المعروف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا روح ما بعدك ولا قبلك روح
-
انتبه !! مرجعيتي أمريكية
-
هل نلوم القرضاوي وغيره !؟ أم نلوم أنفسنا !؟
-
يا حزب الله في أمان الله
-
ربنا على المفتري
-
دعوة للتفاؤل
-
امنعوا حتى ( سكاكين المطابخ !! ) عنّا
-
مراهنو ( الحب بالعافية !! ) يخسرون
-
صدّق أو لا تصدّق !! ( مقتضى الصدر ) حمامة سلام
-
البنك ( السوري !! ) الشّكاك
-
أحسنت صنعا ( يا ريس ! ) بالأخوة الأعداء
-
اتّق الله يا حزب الله
-
قصة حلم الإرهابي الحزين
-
انتبهوا جيّدا أيّها السّادة ( الطشت الأمريكي !! ) قد وصل
-
ماعون حمص ( الزرقاوي !! ) وماكدونالدز وجها لوجه
-
وإذا افترى الإرهابي ( قولا !! ) فصدّقـوه
-
مطلوب حركة ( كفاية !! ) خليجية
-
المتأسلمون دائما !! وحقوق المرأة
-
وارفعوا شعار ( شكرا !! ) للريس مبارك
-
ألا يستوعب العقل العربي حقيقة النهايات السعيدة ؟
المزيد.....
-
الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس
...
-
وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
-
كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا
...
-
شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
-
-حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
-
بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم
...
-
وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ
...
-
وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
-
إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط
...
-
ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|