سردار احمه
الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 01:40
المحور:
الادب والفن
الى ذاك الطفل الشهيد
ارقد بسلام آيها الراحلُ الوليد
جفنُ امِكَ كالنهرِ يجرف الدمع
يبكي الجدار عنها وأبكي
وتنوحُ معها نساء الحي
وبين الجموعِ رجلٌ
يُرتلُ الكلماتَ بشجن
أنا والدُ الشهيد
ضحكتُكَ غابت
برصاصةِ جُنديٍ كان ذات يومٍ
طفلاً يضحكُ كما أنتَ كُنت
مقعدُكَ المدرسيُ فارغ ٌ
ومطلقُ الرصاصةِ تعلم عليهِ يوماً
أن الأخ لا يقتلُ آخاه
وأن الوطن يتسعُ للجميع
ارقد وكأنكَ لم تمت
ما زالت أمُكَ ترتبُ غرفتكَ كل صباح
وعروسة الزعتر لا تفارق حقيبتكَ
وصورُكَ المعلقة في اركان البيت
وحشرجة الحسونِ لأجلك
إلى ذاك الطفل الشهيد
مؤتمراتٌ تقامُ على حسابِ دمك
وصفقاتٌ توقع
وزعماءٌ يُتاجرون باسمك
ويُصفقُ لهم بفضلك
يخونوك, ونخونُك منذ أن قُتلت
على يد آخيك بالأرض
وكلنا يلفظُ آسمكَ على مقاسه
يا من كنتَ ذاتَ ربيعٍ
درباً من الأملِ للحياة
أرقد بسلام ولا تستيقظ
فالأشلاءُ ملأت الطريق
والمدارسُ فُجرت
والينابيع تكادُ تفيضُ من الدماء
وياسمينُ دمشقَ أحمر
آيها الطفلُ الشهيد
اشفع لنا عند الربِ حيث أنتَ
فكلنا قادمون إليكَ لا محالة
اشفع لإمهات الشهداء
وللشيخِ الذي ماتَ جوعاً اشفع
واشفع للحقدِ الذي حلَّ بيننا
وللفتاة التي ماتت على السطحِ
تنتظرُ حبيبها اشفع
أيُ شهيدٍ أنت ؟
شهيد الجوعِ أم القنص
شهيد السكود أم البراميل
ولربما تكونُ شهيد الكيماوي
كذَلك الطفل الذي نام ولم يستيقظ
كُن كيفما تشاء من الشهداء
ولكن ؟ . ويحكَ أن تكون شهيد العرب
#سردار_احمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟