جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 16:29
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ليست المرأة قميصا او لا يحتاج القميص الاخير الى جيوب
كنت اعرف من الاول ان هناك شيء جذاب عن القمصان و اتذكر كيف كانت والدتي تكرر عليّ بتوبيخ و اتهام باطني في كلامها: لا تنسى ابني ليست النساء قمصانا تبدلها متى اردت. الحقيقة تمتليء خزانة الثياب في بيتي بالقمصان من مخلتف الاقمشة و الالوان و لكني لا البس الا قميصا قديما واحدا رمادي اللون من قماش الجيرسي رغم ان زوجتي تعترض و تتعجب كيف اني البس قميصا بالا من الطراز القديم لا يبلسه الا الفقير و الذي بلغ من الكبر عتيا.
الحقيقة لا ارتاح الا في الملابس القديمة الرثة. سألتني مرة بائعة في محل بيع الملابس: هل انت لاجيء؟ قلت لها نعم و لكن كيف عرفت؟ اجابت: لان قميصك يشبه قميص اللاجئين. تمشيت و انا غريب في المدينة الصغيرة لابحث عن (مقهى ايطالي) لاجل شرب فنجان او فنجانين من الاسبريسو المر و ادخن الغليون امام المقهى لان القوانين اللعينة تمنع التدخين في داخل المقهى و لكني وجدت نفسي بدله في محل بيع القمصان المستعملة.
سألت البائع: هل لديك قميص جرسي رمادي اللون؟ سألني البائع عن قياس الطوق (الياخة) و قلت له 41-42 . تفاجئت عندما وجد القميص بسرعة و لكن المشكلة كانت الجيوب. لم اجدها في القميص لذا سألت البائع: هل عندك قميص بجيوب من نفس النوع؟ تفحصني البائع بعيون الخبير و قال: اعتقد ان هذا القميص تناسب بشرتك و وجهك الشاحب و قياسه احسن من الذي خيط بصورة خاصة لك عند الخياط. قلت شكرا و لكني اتعجب اين الجيوب؟
نظر لي البائع بتسائل و سخرية: المفروض ان يكون هذا القميص اخر قميص لك و انت تعلم لا يحتاج القميص الاخير الى جيوب.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟