سيلوس العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 11:15
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كثيرة هي الروايات والحوادث في كتب التراث العربي والاسلامي ، حول حبّ أغلب الخلفاء لبطنهم، فكانوا يفرطون في المأكل والمشرب. لكن من أغربها ما يُروى حول أحدهم الذي كان يأكل بافراط مبالغ فيه مات بسببه.
انه الخليفة الأموي السابع، سليمان بن عبد الملك بن أمية ( 674 ـ 717 م).
كان من الخلفاء الأقوياء، فتح جرجان وطبرستان . أحبّه أهل دمشق . كان شاباً جميل الطلعة (حلو) ، طويل القامة ، أبيض الوجه. أحسن معاملة الناس، لكنه لم يحسن معاملة بطنه ونهمه فأجرم بحقها.
فيقول هشام بن سليمان : أن سليمان بن عبد الملك، أكل لوحده مرة : (40 ) دجاجة تشوى له على النار، مع (84) كلوة بشحومها ، و( 80 ) جردقة من غير الماء ، ثم بعد هذا كله ، أكل مع الناس، (ابن منظور : مختصر تاريخ دمشق).
كما يروى عنه في ذات المرجع، أن سليمان بن عبد الملك حجّ ، وتأذّى من حرّ مكة ، فقال له عمر بن عبد العزيز : لو أتينا الطائف. فأتاها . فلقيه ابن أبي زهير أحد بني أبان بن سالم.
فقال : يا أمير المؤمنين ، انزل عليّ.
فأجابه : إني أخاف أن أزعجك.
فقال : كلا ، ان الله قد رزق خيراً.
فنزل. فأُتيَ بخمس رمانات فأكلها،
فجعلوا يأتونه بخمس خمس ، حتى أكل سبعين رمانة.
ثم أُتيَ بخروف وست دجاجات فأكلهن.
ثم أُتيَ بمكوك زبيب طائفي (نسبة للطائف) فأكله أجمع.
ونام ثم نهض. فأخذ يأكل مع الناس.
وحين جهز الخليفة سليمان بن عبد الملك جيشاً كبيراً ، وأعدّ الاسطول الأموي البحري وسيره في السفن لحصار القسطنطينية. وسار مع الحملة وعزم أن لا يعود حتى تفتح القسطنطينية أو يموت. فمات مرابطاً في دابق، مدينة صغيرة شمالي حلب .
واليكم كيف مات بحسب رواية ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه العقد الفريد:
"كان سبب موت سليمان بن عبد الملك، أنّ نصرانياً أتاه وهو في دابق (شمال حلب) بزنبيل مملوء بيضاً وآخر مملوء تيناً.
قال : قشروا. فقشروا. فجعل يأكل بيضة وتينة، حتى أتى على الزنبيلين. ثم أتوه بقصعة مملوءة مخاً بسكر، فأكله فأتخم ، فمرض، فمات".
#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟