أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رمزي مبارك - الظاهر و المخفي و المؤجل














المزيد.....


الظاهر و المخفي و المؤجل


رمزي مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 05:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أسرار ما يسمى بالمفكرين أو هكذا يبدو لي:إن كنت تقصد إساءة فهمه فتلك الكراهية السامية..إن أراد أن يبدو مفهوما فهو بالتأكيد ليس على ٱ-;-تصال كاف مع ذاته و لا يفهمها أو يتهرب من فهمها..إن قصد أن تكون كلماته واضحة فهو متلاعب ماكر و هو لا يشفق عليهم عكس ما يتصورون لكنه يرضي ضعفه بمحاولة عقلنة كل شيء ..إن كانت كلماته واضحة دون قصد منه فهو المفكر الحقيقي الذي يبسط و لا يعقد لكنه لم و لن يبلغ المراحل النهائية إذا واصل بهذه الطريقة..هناك نوع آخر يردد بينه و بين نفسه قائلا على لسان نيتشه "من الأفضل أن لا أحملهم كل الوزر الذي أحمله " ..ليس شفقة بأحد لكنها علامة من علامات النبل..لهذا السبب تحديدا فهم لا يحققون شيء مهما مما يطمح إليه الجميع..يولدون و يحترقون ثم يموتون في الظلام..و يا لها من رحلة رائعة

النهاية هي دائما بداية لشيء ما: خلاف الفئة الأكبر من البشرية البائسة التي تعيش على هامش الوجود..أسرى لوعي يزيف لهم ماضيهم و يغيبهم عن مواكبة و تقييم حاضرهم و نقده أو حتى القبض على لحظة واحدة والإحساس بها لأقصى درجة ممكنة.. فئة مغيبة تماما لا يمكنها أن تستشرف أو تبني مستقبلا عظيما لأنها لا تأخذ بأي شرط من شروط صنع الحضارات..تقابل هذه الأغلبية فئة أخرى تسعى في طلب حقائق الوجود و سبر أغوار النفوس..مقدار السعادة الأسطورية التي يختبرونها بعدد اللحظات التي يقبضون عليها تهون عليهم الصفعات و الطعنات التي يشعرون بها بل و يبحثون عنها ليزدادو عمقا و شراسة في مواجهة الحياة بضحكة ساخرة..أو العكس..غير أن بعضهم ينتهون بخلق بأوهام خاصة بهم تعينهم على حل مشاكل الحياة..لنعود لنقطة البداية من جديد..و يزداد رغم ذلك الفرق بين الفئتين الكبريين..فرق هائل للغاية لأن بؤس محاولة عقلنة اللامعقول هي الحقيقة الساطعة..ولأنهم عايشو ذلك البؤس و ٱ-;-قتنعو به فهنا يكمن الفارق المؤثر..لكن العالم قد أصبح غير مفهوم أكثر بالنسبة لهم..بصفة لا تطاق..و من هنا بالضبط يبدأ تاريخهم الحقيقي

وجهان لنفس العملة:ذلك الذي ينفق كل يومه في السخط على العالم و تأنيبهم لعدم ٱ-;-لتزامهم بالخط المرسوم سلفا..ذلك اللذي يجلدهم صباحا مساء لعدم ممارستهم لهوايته المفضلة في تأنيب الضمير و رثاء الذات..ذلك الذي يعبر عن خيبة أمله بتصوير عالم مثالي يلجأ إليه لمواساة نفسه..عالم لم و لن يتحقق على أرض الواقع..ذلك الذي يؤمن أنه لا يقوم سوى بنشر الخير العام و أن القدر قد ٱ-;-صطفاه للقيام بهذه المهمة..ذلك الذي يظن نفسه أسدا هو في الحقيقة لا يقوم سوى بجلد ذاته و لعن قدره و طمس كل ألوان العالم و تشويه بعض ألحانه..ليتحول ذلك الأسد بمرور الزمن لذئب عدمي لا يرحم يبدل أدوار الخير و الشر..الأفدح منه هو من يصر أن هذا هو النوع الوحيد للتحول و الغريب في الأمر أنه يشاركه نفس الأسباب في ٱ-;-ستنتاجه

هل عشاق ما يسمى بالحقيقة أقوياء فعلا؟: يقول غاستون باشلار "الحقيقة هي خطأ مصحح باستمرار"..لكن رغم فعالية هذا التعريف في مجابهة التحجر و الركود و الخمول الفكري ..فإن الإنسان شخص ضعيف لا يستطيع أن يعيش في مناخ الشك والارتياب أربعا وعشرين ساعة و لا يريحه إلا اليقين..و يمكن أن يجن في كثير من الأحيان..يبقى سلاح البشرية الأكثر تداولا في مواجهة الضياع والتيه والرعب مهما ٱ-;-دعى الكثير الصلابة و القوة هو "الذكريات"..الجميلة منها..حقيقية كانت أم مصطنعة..و إلا ماذا؟..و إلا سيبتلع نفسه تماما كما حصل لعقل جبار كعقل نيتشه..الإنسان الأعلى أو السوبر إنسان لا يمكن تطبيقه أبدا في الواقع..



#رمزي_مبارك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوحات سيريالية مشفرة
- شذرات نفسية عسيرة الهضم


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رمزي مبارك - الظاهر و المخفي و المؤجل