عزيز الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 15:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاصلاح والتغيير
ان عملية المطالبة بالإصلاح ،هي نتيجة طبيعية للشعور بالفساد والخراب ، ونتيجة حتمية للإحساس بعدم قدرة الوجوه القديمة وأدواتها على التوافق وطبيعة المرحلة , وهنا لا بد من التفكير بتغيير إحلالي تدريجي للمجموعة القديمة وأدواتها ،عن طريق اقرار وتطبيق مجموعة من المعايير والقيم المجتمعية الجديدة التي تصلح للمرحلة القادمة ، وهنا لا بد من احداث تغيير في التكوينات السياسية ، والفكرية ، والثقافية ،والإقتصادية مما ينعكس آيجابيا على الانماط السلوكية للأفراد والجماعات ، ويعطي بالتالي مردوداً آيجابياً على المجموعة الكلية ألا وهي الوطن. وهنا لا بد من إجراء التدريب اللازم لرفع الكفاءة والمقدرة وتعزيز الكفاءات والقدرات المتوفرة ، ليقوم كل وحسب موقعه بالدور الوظيفي والمهام التي توكل اليه بشكل يتناسق مع الجماعة
ويحتاح أيضاً الى عملية استبدالية احلالية للوجوه القديمة كواحدة من الادوات اللازمة ، بوجوه جديدة تفهم معنى التغيير والاصلاح وتعمل على مأسسته ، وجعله جزءا من الثقافة المجتمعية والمنظومة الاجتماعية والفكرية والثقافية والإقتصادية ، التي تتلائم وطبيعة المرحلة القادمة ، فتعمل على تطبيقه عملا لا قولا .
ولدمج عملية التغيير بالإصلاح نقول أن التغيير الذي نريد ليس التغيير الإقصائي ، الذي يطيح بكل انماط الحياة ، ويضع حدا فاصلا بين الماضي من جهة والحاضر والمستقبل من جهة أخرى ، بل عملية إضافة وتعديل في نمط التفكير والسلوك الفردي والجمعي في مجتمعنا ،الذي يصرعلى المطالبة بالتغيير والاصلاح ، في الوقت الذي يصر فيه بعض دعاة الإصلاح على اتباع انماط تفكير وسلوكيات قديمة ، توحي بأن هناك جمود فكري مما يشير إلى أن حجم المطالبة بالإصلاح الذي نرتجيه ، لا يتناسب مع حجم التغيير السياسي ، والإجتماعي ، والإقتصادي والثقافي ويجعله مقتصرا على المطالبة بتغيير سياسي دون غيره من التغييرات
نسأل الله تعالى ،أن نرى الإنتخابات القادمة وقد أفرزت نواباً من أصحاب الكفاءة يكونوا قادرين على تحمل المسؤولية ، يدركون دقة المرحلة ،يقودون البلاد إلى مرحلة جديدة تحقق العدالة والطمأنينة للجميع
عزيز الكعبي
#عزيز_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟