أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - حوار مع الاستاذ سامي لبيب1















المزيد.....

حوار مع الاستاذ سامي لبيب1


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار مع الاستاذ سامي لبيب1
دعت ادارة الحوار المتمدن قراءها للمشاركة في حوار مع سامي لبيب قدمته بالعبارة التالية: "سامى لبيب - مفكر يساري وباحث في الشأن الديني – فى حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول حضور الفكر الدينى كسبب للتخلف ومقوض لتطور المجتمعات العربية وكأداة للسيطرة الإستعمارية".
يبدو ان الاستاذ سامي لبيب باحث متعمق في الحضور الديني في البلاد العربية له مؤلفات وكتابات كثيرة عن الموضوع ادرج قائمة منها في مقدمة المقال الحالي الذي نحن مدعوون للحوار فيه. ويبدو لي ان من الصعب جدا مناقشة المقال لانه مقصور كله على مساوئ انتشار الحضور الديني في البلدان العربية وكأن باقي العالم كله تخلص منه. المقال كله يعتبر الحضور الديني في البلدان العربية التناقض الرئيسي الذي لا يمكن للبلدان العربية التخلص من تخلفها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بدون التخلص منه.
فهل كون العالم تخلص من الحضور الديني ادى الى توصله الى التقدم العلمي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والفكري؟ اعتقد ان من الخطل حتى التفكير في ذلك اذ ان اكثر دول العالم المتطور الغربية ما زالت تحت تاثير الحضور الديني وسيطرة السلطات الدينية بمديات متفاوتة حتى اليوم ومن الامثلة على ذلك وجود البابوية وجيش الانقاذ المسيحي في بريطانيا والتخلف الديني في اسرائيل وتصارع الديانات الكاثوليكية والبروتستانتية وغيرها الى اليوم.
اما في سائر بلدان العالم الذي يسمى جزافا العالم الثالث فان تخلفها الديني لا يقاس بالنسبة للتخلف السائد في الشرق الاوسط الذي تطورت فيه الديانات السماوية الثلاث. ان التخلف الديني ظاهرة عامة في ارجاء العالم المتطور اقتصاديا والمتخلف اقتصاديا على حد سواء.
كيف ولماذا نشات الاديان؟ نشات الاديان بشتى اشكالها البدائية حين انفصل الانسان عن الحياة الحيوانية. كانت حياة الانسان البدائية حياة صعبة نظرا لان الطبيعة بظروفها واحيائها كانت تشكل عدوا يهدد حياته بالخطر. وكان الانسان يحاول ان يستعين باالمظاهر الطبيعية بارضائها لكي تتخلى عن القضاء عليه او تعينه على الحصول على معيشته وباقناعها بان تعينه على الحصول على معيشته في تلك الظروف الصعبة.
وكما ان تطور الانتاج الاجتماعي ادى الى ظهور الملكية الخاصة وتحول المجتمع الى مجتمع طبقي من جراء ذلك كذلك تحول الوجود الديني الى انقسام طبقي. اصبحت الطبقة الدينية العليا طبقة دينية مستغلة، اي الى سلطة دينية، بينما تحولت الانسانية الكادحة الى طبقة دينية مستغلة. وكان التحالف الطبقي بين الطبقة المستغلة اقتصاديا وسياسيا وفكريا وبين الطبقة المستغلة دينيا وما زال ذلك الى حد كبير سائدا حتى يومنا هذا. ولقترات طويلة من التاريخ كانت السلطة الاقتصادية والسلطة الدينية تتمثل شخصيا بنفس الشخصية. فالبابا هو السلطة الاقتصادية والروحية في الوقت ذاته. والملك هو مبعوث السماء لحكم البشر واستغلالهم. ولم يكن ثمة فرق في ذلك بين الغرب والشرق فكان الملوك يمثلون السلطة الدينية والسلطة الاقتصادية والسياسية في الوقت ذاته وتاريخ الخلافات الاسلامية والخلافات المسيحية بشتى اشكالها امثلة تاريخية واضحة على ذلك. ان انقسام المجتمع الى مجتمع طبقي ادى في الوقت ذاته الى انقسام المجتمع الديني الى مجتمع طبقي.
كما ان الطبقة الحاكمة المسيطرة اقتصاديا وسياسيا تهدف بالدرجة الاولى الى استغلال الطبقات الكادحة اقتصاديا وادامة استغلالها للطبقات الكادحة بكل الوسائل. فان الطبقة الحاكمة دينيا هي الاخرى تهدف الى استغلال الطبقات الكادحة دينيا واقتصاديا للحصول على الملايين والمليارات من جراء سلطاتها الدينية ومازال هذا الوضع حتى ايامنا هذه في ارجاء العالم بلا استثناء.
ثمة من يفسر عبارة الدين افيون الشعوب التي قالها كارل ماركس او اعاد قولها بعد ان قالها اخرون قبله على هذا الاساس. فكما ان المريض الذي يعاني من الام المرض الشديدة يستعمل المسكنات لا لعلاج المر ض او انهاء الالم وانما لتخدير الجهاز العصبي للمريض لكي لا يشعر بالامه، كذلك الكادح الذي يعاني من الجوع والفقر والجهل والمرض ومن الاستغلال الاقتصادي من قبل السلطات السياسية والاقتصادية والسلطات الدينية التي تستنزف قواه العاملة يستعين بدواء مخدر لاعصابه لا لمعالجة امراضه واستغلاله وانما لتخدير اعصابه بالحلم بعالم اخر يحصل فيه على الحرية وانتفاء الظلم الاقتصادي السياسي والديني على حد سواء. فالمسكنات افيون المرض والدين، افيون الشعوب.
ليست السلطات الدينية في ايامنا هي المتخلفة دينيا ولا هي التي تقوم بالعبادة الحقيقية. السلطات الدينية تتخذ الدين سلاحا تواصل بواسطته سيطرتها الاقتصادية واجتناء الارباح الطائلة باستمرار تسلطها، لذلك فهي تبث عن عمد عن طريق الفتاوى الدينية المزيد من التخلف الديني لدى الطبقات الكادحة. ليست الطبقة الدينية السائدة هي التي تضحي بارواحها بالاستشهاد والموت في سبيل الله، بل تطلب من الجماهير الكادحة المؤمنة حقا بالدين الى الجهاد للحصول على حواري الجنة. ان البابا في الحروب الصليبية لم يشتر لنفسه شقة في الجنة بل باع صكوك الغفران لملايين الفلاحين الذاهبين الى الحرب حيث يضحون بانفسهم من اجل ضمان ارباح السلطات السياسية الاقتصادية والدينية. واتذكر في الثلاثينات من القرن الماضي ان السفير البريطاني كان يوزع الاكفان مجانا في عاشوراء على ضاربي القامة اي السيف. والامر ما زال اليوم في البلدان العربية وفي بلدان العالم اجمع يعاني من نفس الاستغلال الاقتصادي والديني. ونحن نعيش اليوم في ظل الفتاوى الغريبة التي تنشرها السلطات الدينية في البلدان العربية باسم الله والتي لا علاقة لها لا بالله ولا بالدين اطلاقا. وحتى السماح بالزواج من الطفلة التي عمرها تسع سنوات يتخذ اليوم باسم الله الرحمن الرحيم.
وهل التخلف الديني هو الذي يجلب الاستعمار الى البلدان العربية والى ارجاء العالم المتاخر صناعيا وزراعيا وثقافيا؟ ان التاريخ يشهد على عكس ذلك. فتاريخ احتلال الهند من قبل بريطانيا اكبر شاهد على ان الاستعمار كان يؤجج الخلافات والمصارعات الدينية من اجل اكتمال استعماره واستغلاله لها. واكبر شاهد في ايامنا كان احتلال العراق الذي سمي تحرير العراق من صدام حسين. كان مجلس حكم بريممر اكبر شاهد على ذلك حين شكل المجلس على اساس طائفي واصر على ان يتركب المجلس من اغلبية شيعية حين عين سكرتير الحزب الشيوعي لا باعتباره سكرتير الحزب الشيوعي بل باعتباره العضو الشيعي الثالث عشر المرجح. والصراع الديني القائم منذ الاحتلال حتى يومنا هذا اكبر شاهد على ذلك. تاييد الولايات المتحدة وتمويلها للتيارات الاسلامية التي تعمل على السيطرة على البلدان العربية وتمزيقها وفقا لبرنامج الشرق الاوسط الجديد برهان على سياسة فرق تسد الامبريالية التي اتبعتها كافة الدول الراسمالية الامبريالية طوال تاريخها وما زالت تتبعها حتى يومنا هذا.
فما هو الحل في راي الاستاذ سامي لبيب؟ للجواب على ذلك اقتبس عبارات طويلة نسبيا من مقاله. جاءت في مقاله العبارة التالية:
"نخطئ كثيراً عندما نُعزى تخلف وتردى حال الشعوب العربية إلى غياب الحريات والديمقراطية وتسلط أنظمة حكم إستبدادية أو غياب التخطيط والإدارة فكل هذه الأمور تمظهرات لحالة التخلف العربية وليست السبب الحقيقى المُنتج لها". ثم جاءت العبارة التالية:
"لذا نؤكد إن أى محاولة للإصلاح السياسى والإقتصادى والإجتماعى ستذهب أدراج الرياح وتكون بمثابة حرث فى الماء طالما أغفلنا شفرة تخلف المجتمع وجموده المتمثل فى تصاعد الثقافة الدينية وهيمنتها على منظومة التفكير والسلوكيات للبشر "
في هاتين العبارتين يكون الاستاذ سامي لبيب قد محا والغى بجرة قلم كافة النظريات الاقتصادية في التاريخ واعظمها نظريات كارل ماركس.
وعلى هذا الاساس يجب ان تبدأ كل محاولة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري بانهاء التناقض الرئيسي، التخلف الديني.
وكيف يجري التخلص من هذا التناقض الرئيسي؟ فيما يلي جواب الاستاذ سامي لبيب على ذلك:
"هناك أمل فى ثورة تنويرية عربية تتحرر من وطأة الفكر الدينى لن تكتمل إلا بوضع الفكر الدينى المؤدلج على مائدة الصراع كتناقض رئيسى".
"...ليترافق هذا مع وجود قوة طبقية فاعلة تتمثل فى الرأسمالية الوطنية والعمال والفلاحين التى تدرك عدوها الطبقى المتمثل فى الرأسمالية الطفيلية والرجعيات العربية النفطية الحريصة على حضور وتغلغل الفكر الدينى فى المجتمع كضامن لوجودها..."
اذن فالطريق الوحيد الذي يجري فيه التخلص من التخلف الديني هو باعتبار التناقض الرئيسي هو صراع القوى الطبقية الوطنية بمن فيها الراسمالية الوطنية ضد الراسمالية الطفيلية والرجعيات العربية النفطية. فليس التخلف الديني على هذا الاساس هو التناقض الرئيسي بل هو سيطرة الاستعمار والرجعيات العربية النفطية التي ينبغي الثورة عليها من اجل التخلص من التخلف الديني. ونسينا هنا الحرث بالماء والضحك على الذقون.
ينهي الاستاذ سامي لبيب مقاله بدون اية مناسبة بالشعار الشيوعي "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع" فهل يعني هذا الشعار التخلص من التخلف الديني ام التخلص من الانانية والظلم والجشع؟ نناقش هذا الشعار في حلقة قادمة.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة من اجل سن قانون عادل للعمل
- حوار مع محمد دوير 2
- حوار مع محمد دوير
- ماذا بعد انتخاب السيسي رئيسا؟
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية5
- مصر بعد الدستور
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية4
- حوار مع الاستاذ عبد القادر ياسين
- الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية3
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية2
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية 1
- حوار مع تاج السر عثمان
- حوار مع ابراهيم حجازين
- في ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية 1917 (2)
- في ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية 1917 (1)
- تمرد بعد الثلاثين من يونيو
- حوار حول سقوط وهزيمة الاخوان واثارها2
- حوار حول سقوط وهزيمة الاخوان واثارها
- هل ثمة خطر اندلاع حرب اهلية في مصر بعد الثورة؟3
- هل ثمة خطر اندلاع حرب اهلية في مصر بعد الثورة؟٢-;-


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - حوار مع الاستاذ سامي لبيب1