عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 22:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أدخلوها بسلام آمنين...
عبد السلام الزغيبي
كانت هناك يافطة حديدية، لا اعرف أن كانت ما زالت هناك حتى الآن،عند بداية دخولك بنغازي بعد الخروج من مطار بنينا مكتوب عليها،( ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ )...
الآن تغير الوضع، هناك القتل والخطف والتفجير، وأصبح عدم الأمان هو سيد الموقف، وآلت حياتنا اليومية إلى ما يشبه الجحيم الأرضي.
منذ سنتين أو أكثر، والمواطن في ليبيا : في مدينتي بنغازي ودرنة بالخصوص، يعاني من الإحباط واليأس، والرعب الذي يتسلل إلى الروح والجسد وينخر ببطء في العظام، يهدم كل حيوية وشهية للحياة.
المواطن الليبي انفطر قلبه وتشظت روحه من هول القهر والظلم وما عاد بمقدوره أن يتحمل وفقد الثقة ليس فقط في أطراف اللعبة السياسية وإنما بنفسه أيضا . إنه يموت يوميا من القهر ومن اليأس في تغيير الأوضاع إلى الأفضل.
المواطن الليبي فقد الشهية للحياة، وبات يشعر أنه يقف في طابور طويل ينتظر أن يأتي دوره في القتل.. ويشعر أن ليبيا تحوّلت إلى كفن كبير بالكاد يتسع لأبنائها الذين يُقدمون قرابين، لشياطين الأنس الذين يتقاتلون على تقاسم الغنائم، على حساب الناس الطيبين البسطاء.
من مات شهيدا من اجل ليبيا، استراح، من بقي على قيد الحياة عليه أن يتحمل التعايش مع القتل اليومي، ويحمد الله انه مازال حيا يرزق، وعليه آن يوهم نفسه أن هناك ثورة قامت وأنه انتصر ونال الحرية والكرامة...
هذه ليست دعوة للتشاؤم، وإنما تصوير لواقع الحال لا أكثر ولا أقل ، وهي في نفس الوقت دعوة صادقة للشعب الليبي لكي يقاوم ولا يرضخ للظلم ويلتزم الحق الذي سيحرره من بطش الظالمين، فالشعب الذي يقاوم الظلم يستحق الحياة الكريمة والحرية والعيش بكرامه في وطنه.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟