( تداعيات )

فاهم إيدام

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 22:44
المحور: الادب والفن
    

( تداعيات )

1

عاد المتصوّف اللذي أمل بالفتوحات بخفّي حنين،
حتى تصوّراته اختلفت حول الحلول..
الألم وسيلة للتغلغل في الذات
تأمّلات ما فات وما بُني من دهاليزٍ غبيّة المقاصد
يبدو أنّ من المضحك التغلب عليها..،
سؤال جوهريّ ظل يرنّ طويلاً
ماذا أفعل هنا..؟

2

مرّت الغيوم من فوقه
أو مرّ هو من تحتها..
كانت كلّها أشكال للخيل وعربات الحروب،
سيوف ومخازن كلاشنكوفات وخناجر ريفيّة المقابض.
جبّة الناسك لاتمنح غير صورةٍ مكتضّةٍ للشقاء
فيما حرير المخادع الفارهة الذي يدخل في المسامات ويستقرّ في قعر الضمير
صار في يد العسس شفرات داكنة السواد
وها هم يستبيحون الليل
وينصبون الفخاخ العملاقة للنهار.
المدينة في طريقها الى تجرّع سموم جديدة
واحتفالاتٍ بربريّة الطبائع
ستعلّق في ساحة نزالاتها جبب النسّاك
على أنها أهدافٌ للرماة
ستُسعد حتماً هذا الجمهور العتيق.

3

للغريب في مدينتنا حرّية البدء من أي نقطة يشاء
النقطة نفسها
مقهى تتماوج واجهته الدرداء بوجوه تطفوا على بركة الوجوم
أو مقهى يصفر فيه دم قديم الشكاية يطرد الاحياء على مهل
أو مقهى تتردد فيه الحكايات نفسها..
ويعاد كلّما فضّ بين روّاده الشجار نفسه..
هذا
وتفاصيله..
سوف يتكرّر له في كلّ فاصلٍ من فواصلها المتوالدة
يالمدينتنا الغاصّة بالنسّاك والجنود
يالحبيبتنا الأصيلة التي من صلب طبيعتها خيانتنا
وياللقلوب التي لاتريد أن تقطع مسافة الصبا
وسط مثل هذا الحتم.

4

قبل موته
بعيداً عن غربة المكان والزمان التي ضربت بخيامها عرضاً وطولاً
قال لي جدّي حيث اكتمل صمم أذنيه :
يا ولد.. أنا لا أسمعك لكنك تسمعني جيداً..
أهرب..!!!
كنّا نجلس تحت شمس نيسان
النهر كفّ منذ فترة عن ابتلاع الصبيان الحالمين
وعزف الريح اذ تدفع بصدرها الراغب نحونا مواويل الحياة
والشارع الذي يحفض اسم جدّي ويردّده لكلّ من يدبّ عليه
نفث خلفي وأنا أجتازه ( أهرب ) في حفنة غبارٍ خاطفةٍ
هناك
حيث الشمس كانت أليفة التكرار والكلام
تسابقت عمودياً أنواع المعادن والصخور
هناك
على جدار غرفة جدّي الترابيّ اللون
ظلّ المشهد على حاله..
حتّى دفناه تحتهما
العتمة والغبار.

5

مملكتي
تتناثر في الغابر السحيق والهارب القريب
أمرّر أصابع يمناي على راحة يسراي
أجسّ كما يفعل العميان حروف كتابي
أقبّل نسمةً تقبّل نسمةً تعلق بأخرى
وأشتم لحظةً تشتم كوناً ينخزل بحبّة رملٍ في صحراء.
فهل هو هراء
ذلك التصوّر المكوّر للعدم وما يحتويه..؟
أم هي بكلّ بساطةٍ ضآلتنا التي لاتفصح عن نفسها
من دون ما هو كفيل بسحقها
تماماً وأبداً.
لست أكثر من صبيّ
تختار له الأيام عودة ما.. كلّ فترةٍ ما..
إلى شيءٍ ما
لا خيار له في ماسار عليه ذلك الشيء.

****
أبريل 2014

#فاهم_إيدام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات