|
قراءة في قضية عبداللطيف الحموشي مع تعيين فالس وزيرا اولا بفرنسا
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 17:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان الدعوى المقامة ضد عبداللطيف الحموشي هي دعوى غير قانونية لأن الطرف المدعي يتوفر على جنسيتين واحدة فرنسية والأخرى مغربية . في مثل هذه الحالة فان الدولة الفرنسية وجميع الدول الاوربية لا تعترف بجنسية التجنيس الا اذا كان المعني بالأمر فوق التراب الفرنسي او الاوربي ، لكن حين يعود الى موطنه الاصلي فهو يعتبر مواطنا مغربيا وليس فرنسيا ، ومن ثم فان اي مشكل مع السلطات العمومية لدولته يبقى خارج اختصاص دولة التجنيس . لكن اذا تخلى المواطن المغربي عن جنسيته المغربية واحتفظ فقط بالجنسية الفرنسية او البلجيكية مثلا ، هنا يعتبر فرنسيا او بلجيكيا ، والدولة الفرنسية ملزمة بالدفاع عنه من الاضرار التي تكون قد لحقته ، وهذا ما هو ملاحظ في قضية بلعيرج الحامل للجنسية البلجيكية والمغربية ، حيث اعتبرته بلجيكا مواطنا مغربيا وليس بلجيكيا في قضيته مع السلطات العمومية انطلاقا من هذا فان بث القضاء الفرنسي في قضية الحموشي بدعوى التعذيب ، تبقى دعوى تؤصل للتدخل في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة / لها سيادتها ، ولا تعيش تحت الوصاية او الانتداب . ومن ثم فان ارسال القاضي الفرنسي لرجال الامن الفرنسيين لإيصال الاستدعاء الى عبداللطيف الحموشي ببيت السفير ، يعتبر عملا خارج الاعراف الدبلوماسية ، كما يعتبر وقاحة فرنسية ازاء المغرب ،وليس فقط ازاء الجهاز الذي ينتمي اليه الحموشي . ان ما حصل للحموشي ، وان تصريحات السفير الفرنسي في واشنطن المهينة للمغرب ، وما حصل لمزوار من بهدلة ، وهي بهدلة مقصودة ، لان مزوار يحمل جواز سفر دبلوماسي وفيه صفة وزير الخارجية ، لم يكن يمر دون علم الوزير الاول الفرنسي السابق ، لذا فان تعيين السيد فالس كوزير اول لم يكن سببه النكسة التي اصابت الحزب الاشتراكي في الانتخابات ، لأنه لو كان الامر يتعلق بالهزيمة لغير هولند السياسات وليس الاشخاص . ان تعيين الاشخاص مع الاحتفاظ بنفس السياسة الداخلية ، مع تعيين فالس وزيرا اولا ليس له من معنى غير اعادة المياه الى مجراها بين المغرب وفرنسا . ان فالس الصديق للمغرب يعكس نفس السياسة التي كانت لساركوزي مع المغرب لما كان وزيرا للداخلية ، ويعكس نفس السياسة التي كانت لوزير الداخلية السباق شارل بسكوا مع وزارة الداخلية المغربية . لقد وشح الملك صدر فالس بالوسام العلوي من درجة ضابط ، كما انه لعب دورا في اقبار تحركات المعارضة المغربية ومنعها من الاحتجاج امام قصر الملك بمدينة -( بيتز ) ، كما انه لا يتواني في خدمة العلاقات المغربية الفرنسية كما يريدها الرئيس هولند الذي حظي بحفاوة غير مسبوقة عند زيارته للمغرب . ان تعيين فالس المغربي وإبعاد الوزير الاول السابق جون مارك ايرولت الجزائري الذي سبق ان اعلن قبل تعيينه من قبل هولند وزيرا اولا ، بأنه مع الاستفتاء لتقرير المصير بالصحراء ، وهو الذي زار الجزائر وأصدر مع الوزير الاول الجزائري بلاغا فرنسيا جزائريا مشتركا ينصص على ضرورة التقييد بالقرارات الدولية في موضوع الصحراء ، وينصص على الاستفتاء لتقرير المصير ،،، لخ ، ليس له من معنى غير الحرص على اعادة العلاقات المغربية الفرنسية الى سابق عهدها ، كما ان الرسالة التي يمكن قراءتها ، وهي واضحة هذه المرة ، ان فرنسا ستتمسك بمواقفها المدافعة عن المغرب ، ومن اهمها معارضة أي قرار قد يؤدي الى توسيع صلاحيات المينورسو بالصحراء المغربية . ان فرنسا لن تتردد في استعمال حف الفيتو اذا ما حاولت واشنطن تقديم مقترح يخول المينورسو مهمة حقوق الانسان بالصحراء ، بل لا اظن ان واشنطن هذه المرة ستقترح على مجلس الامن اصدار قرار بتكليف المينورسو بحقوق الانسان بالصحراء . اذن كان على الطرف المدعي ضد السيد عبداللطيف الحموشي عوض رفع دعواه امام المحاكم الفرنسية ، وهي غير مختصة بالنظر في قضايا لدولة تملك السيادة والسلطان ومستقلة ، ان يتوجه بدعواه اذا كانت له ادلة قطعية ، الى المحكمة الجنائية الدولية التي وحدها تختص بالنظر في ملفات التعذيب . ومع هذا يجب العلم ان هذه المحكمة ليس من صلاحياتها البث في قضايا دولة ليست عضوا بالمحكمة ، ولم توقع طلب الانتماء اليها ، والحالة الوحيدة التي يحق فيها للمحكمة الجنائية ان تبث في قضية طرفها دولة ليست طرفا في المحكمة الجنائية ، هي ان يباشر مجلس الامن مطالبة المحكمة بالبث في نازلة احد اطرافها دولة ليست عضوا في نادي الموقعين على الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية . فهل للعقل ان يتصور ، ان يطلب مجلس الامن من المحكمة الجنائية الدولية البث في الدعوى المرفوعة ضد السيد عبداللطيف الحموشي بفرنسا ؟ شيء لا يمكن تصوره على الاطلاق . وقبل ان نختم هذه القراءة ، نود ان نطرح سؤالا : لماذا لم تتحرك السلطات الفرنسية والأوربية ضد مئات الدعاوى المقامة ضد القادة الاسرائيليين عن جرائم ضد الانسانية واضحة ومعلومة مثل : صبرا وشاتيلا ، و ضرب لبنان في 1996 وغزة في 1999 ، ومجزرة قانا واحد ، وقانا اثنين ، وتصفية جمال الدرة وتسميم يسار عرفات بتواطؤ قيادة رام الله العميلة ؟
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله هو صاحب السيادة العليا والامة مصدر السلطات والديمقراطية
-
خارطة الطريق - ستة منطلقات لبناء الدولة الديمقراطية وقلب حكو
...
-
النص الديني والنظام الراسمالي من المرأة وجهان لعملة واحدة
-
هل تراجعت الحكومات الاسلاموية ؟
-
اي سر وراء مصرع الجنرال احمد الدليمي ؟
-
الحزب الشيوعي
-
حركة الجمهوريين المغاربة
-
الاخطاء الكبرى المرتكبة في حق القضية الوطنية
-
اين الحقيقة في تصفية عبدالرزاق لمروري وزجته ؟
-
حق التظاهر في الشارع العام مصر -- المغرب
-
شهور اكتوبر نوفمبر ديسمبر ويناير على الابواب
-
هل فهمتم شيئا ؟ خديجة الرياضي -- (الدولة مجازا ) زمرة العصبي
...
-
الاعتقال السياسي بين سلطة القانون وسلطة الامر الواقع
-
الدولة الحكومة المجتمع -- طبائع الاستبداد --
-
قوة المغرب في تنوعه الثقافي
-
اللغة العربية والركب الحضاري -- خسئت ياعيوش --
-
الوحدة العربية بين الحلم والغبار
-
خواطر ومستملحات انتخابية
-
ما العمل في حل قضية الصحراء المغربية ؟ بين السيناريوهات المف
...
-
فقدان الأمل وانتشار الخوف -- اسباب ظهور التطرف الاسلاموي
المزيد.....
-
أسقطه عن اللوح ونهش ذراعه.. شاهد ما حدث لراكب أمواج هاجمه قر
...
-
تأثير غير متوقع من -ميلتون-.. طفلان يعثران على طيور مدفونة ح
...
-
مفتي عُمان ينعى يحيى السنوار: لحق بأسلافه -المجاهدين-
-
المخابرات الكورية الجنوبية: بيونغيانغ ترسل قوات لمساندة روسي
...
-
ميلوني من بيروت: استهداف اليونيفيل -غير مقبول-
-
مصير حماس بعد -ضربة- مقتل السنوار.. وهل تتوقف الحرب في غزة؟
...
-
برلمان ألمانيا يقر حزمة أمنية جديدة ومجلس الولايات يرفض جزءا
...
-
مصر تحذر من استدراج المنطقة لحرب واسعة تداعياتها بالغة الخطو
...
-
لبنان يستدعي سفير إيران في بيروت بعد تصريحات قاليباف في -لحظ
...
-
لافروف يوجه رسالة لإسرائيل عن لجوئها للاغتيالات السياسية وضر
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|