أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - فنتازيا الطوائف والعلم














المزيد.....


فنتازيا الطوائف والعلم


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في موضوعة العبادات الروحيه مر العقل البشري خلال صيرورته بمراحل ، فقد بدأ بعبادة الظواهر الطبيعيه ثم إنتقل لعبادة الكواكب ثم الى الحيوانات التي تبهره بما تمتلكه من غذاء يعتاش عليه كالعجل او حيوانات يخشى غضبها وجبروتها ثم الى الهة يصنعها بيديه فيتعبدها .
وفي زمن متأخروفي الشرق الأوسط ظهرت اليهوديه والتي تمحورت حول اله واحد هو حاميها وهي شعبه المختار وبينهما عهود الرب ينصرهما في حربهما مع الأقوام الإخرى وعليهم ترك عبادة العجل والتبرع به للنبي ، وبعدها جاء عيسى ثم محمد والثلاثه دعوا لأله واحد مع الفرق في التسميه فعند اليهود يهوه او الرب وعند عيسى يصل حد الأب وعند محمد الله لا اله الا هو ،وفي كل هذه العبادات كانت الفنتازيه حاضره في نسج الروايات حول البطل الفذ فهو الأله الذي لاقوة تضاهيه .
و لإنها ظهرت زمن العبوديه فلم تبتعد هذه الديانات في شرقنا وفي كل العالم عن السياسه والأمبراطور الواحد اوبدافع من الحاكم او إفتناناً بقوة جبروته وهيبته بمعنى كان الإنسان يبحث عن بطل يتربع في مخيلته ليحبه لدرجة العباده كي يمنحه الأمان وليأمن من غضبه وقسوت عقابه الشديد . وقد نسجت هذه الأفكار قصص فنتازيه فيها من المتعه والخيال والمُثل ما تجعل الإنسان الذي عاش زمانها يفتتن بها ففي الديانات التوحيديه هناك قصص فنتازيه ينّشد لها الإنسان ويفتتن بها كقصة اهل الكهف ويعقوب ويوسف والتوراة مليئه بمثل هذه القصص وهي إمتداد لقصص البابليين حول صراع الكواكب وتشكيل الأرض والسماء كقصة تموز وما تمتلكه الزهره والتي كان يفتتن بها العرب ويتباركون بها ساعة قيامهم بالغزو فجراً .
وعلى طول تأريخ هذه الديانات كان الحاكم الأمبراطور حاضراً برمزيته ووحدانيته وقوة بطشه ،وقد ولدت هذه الديانات لتدعم سلطة الحاكم او الحاكم هو من خلقها وطورها لصالح حكمه وتغييرها متى ما شعر بعدم جدواها او إبتعادها عنه كما فعل فرعون مصر مع يوسف وأسناده ضد تغطرس الكهنه .او مافعله إمبراطور فارس عندما دعم رجال الدين للوقوف معه في توحيد فارس بعد الإنهيارات التي حصلت فيها وتبعثرها امام قوة الرومان على يد الإسكندر ذو القرنين .
وفي مراحل صيرورة العقل تطورت الفنتازيا فعند موسى ومحمد النبي هوصانع الأمه وهو الحاكم وهو ممثل الله على الأرض وهو صانع الفنتازيا والتي تصب دائماً في صالحه وصالح غاياته الشخصيه وهدفه العام ويبقى إبداعه وقدرته في إقناع قومه بما جاء به من فنتازيا تتمحور حولها الأمه .
ولأن العلم والدين يتعارضان من حيث التطور ففي الوقت الذي يتطور إبداع العلم وتتنوع غاياته الى محاور بعيدة المدى ومتألقة وصانعة لحياة جديدة وخلاقه تنعم بها البشريه ينحدر الدين الى مزيد من التدهور في عالم الفنتازيا لأنها ماباتت تقاوم تطورالعلم والقائم على التجريب والحقائق الملموسه وليس على الغيب والوهم ، حتى ظهرت في أواخر إنهيارالفكر الديني فنتازيا الطوائف والتي هي وريثة هذا التدهورالديني فتراها سمجة ومملة ولا يتقبلها العقل الذي تمسه انوار العلم والمعرفه والتقدم .والكارثي فيها ان هذه الفنتازيا خالقة للصراعات الإقتتاليه بين الطوائف وخراب المجتمعات وتحطيم بنية العمران وكينونة الدولة الناشئه في بلدان الطوائف العربيه والإسلاميه .فنسمع ونقرأ عن نسج روايات حول الأمام المقدس او بنت الأمام او الغائب المنقذ ومتى يظهر وماذا سيفعل وكلها روايات فنتازيه لايستسيغها العقل الواعي .
وحتى يحقق رجل دين الطوائف والسياسي المساند لهذه الفنتازيا اهدافهما بالتسلط على عقلية المواطن البسيط لايهمهما ما ستؤل اليه هذه الفنتازيا من كوارث على وحدة الشعب وبنية الدوله .وهاهي شعاراتهم وقصصهم الخياليه والتي تصنع الفرقه والإقتتال بينهم كطوائف تحاك كل يوم وهي موغله بالترهل والسذاجه وتخلفت كثيراً عن فنتازيا الزمن الأول لظهورها في مخيلة العقل البشري صحيح إنها كانت تخدم الحاكم لكن فيها خيال وفيها متعه ولاتحوي على ما يثير الأخر ويولد الإقتتال .
البلدان الأوربيه هم اول الشعوب التي تخلصت من هيمنة الدين على السياسه وعلى المجتمع ، فقبل خمسة قرون تفجرت الإكتشافت والإختراعات العلمية هناك وأثبتت بالدليل القاطع وهم وغيب الدين والطوائف وما جاؤا به من فنتازيا بعد ان عاثوا في الأرض فساداً ودمويه ، حتى جاء العلماء ليبينوا خطل ما جاء به الدين حول الأرض وحول الشمس وحول اصل حيوانية الإنسان وأستطاعت الدولة المدنية الناشئه نزع فتيل التقاتل بين الطوائف على فنتازيا الأمام المقدس والمذهب الصح واعادت الدين الى الكنائس ولمن يشاء بعيداً عن الحياة اليوميه والبرامج الحياتيه لعموم المجتمع والقائمه على القانون والنظام والعدل الإجتماعي والذي محوره المواطن إنثى كانت ام ذكر .
فمتى تصحوا شعوبنا وساستنا ويعملوا على إبعاد الصراعات الطائفيه والدينيه والقائمه على الفنتازيا وحب المقدس من البشر حد العباده والإقتتال اليومي على قصص الماضي وحاضرنا لاناقة ولاجمل له فيما مضى. ويكون التنافس على اساس البرامج التطويريه لحياة المجتمع وبناء الوطن وترميم الوعي وليس على مصداقية هذا الدين اوتلك الطائفه اومصداقية ذاك الحاكم في الزمن الماضي او ذاك الولي اوأرجحية هذه الفنتازيا اوتلك .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبن ربيّه
- الثوب الأبيض
- إرثنا ومسلسل القتل
- الرئيس مسعود البرزاني والتناقض
- الديمقراطيه والعشائريه في العراق الجديد
- مأسي الجنوب
- إرث لوسي
- بقرتنا الحلوب
- زهره
- العراق وصراعات إسلام المنطقه
- قصه قصيره اولاد عزرائيل
- عبد الكريم بين عهدين
- قصص قصيره معاناة
- الطوق المحكم
- قصة قصيرة المعلم الأول
- التعميرو التخريب
- عيد العمال وذكريات الطفولة
- نجم والي وصحبه
- الزياره المشؤومة
- الحوار المتمدن إسم على مسمى


المزيد.....




- جنسيات الركاب الـ6 بطائرة رجال الأعمال الخاصة التي سقطت وانف ...
- الدفعة الرابعة في -طوفان الأحرار-.. 183 فلسطينيا مقابل 3 إسر ...
- -كتائب القسام- تفرج عن أسيرين إسرائيليين وتسلمهما للصليب الأ ...
- بعد 50 يومًا من التعذيب.. فلسطيني يعود بعكازين إلى بيته المد ...
- توأم الباندا في حديقة حيوان برلين: التفاعل بين الأم وصغيريهْ ...
- دراسة تكشف حقيقة الفرق في الثرثرة بين الرجال والنساء
- هل صورك الخاصة في أمان؟.. ثغرة في -واتس آب- تثير قلق المستخد ...
- تاكر كارلسون يصف أوكرانيا بـ -مصدر الجنون-
- لا يوم ولا مئة يوم: ليس لدى ترامب خطة سلام لأوكرانيا
- الصداقة مع موسكو هي المعيار: انتخابات رئيس أبخازيا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - فنتازيا الطوائف والعلم