أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - دمعة لندن ومنديل مفتي الديار الأسلامية














المزيد.....

دمعة لندن ومنديل مفتي الديار الأسلامية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 13:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



خورخي لويس بورخيس ـــ كتاب ذاكرة شكسبير

بكت لندن في صباح الذروة حين انفجرت أنفاق المترو بالداناميت . لقد تخضبت لحية شكسبير بالدم وأنزعج تشرشل وهو في قبره من صوت سيارات الإسعاف . بيتر أوتول الممثل المخضرم أمتنع عن تناول قهوته الصباحية المرة . قبر عراب الشيوعية ماركس في لندن لم يؤد تحية الصباح المعتادة لشتلات الورد الجالسة قرب شاهدة المرمر لصاحب اللحية المشرقة ..
لقد فقدت المدينة الأسطورية حصانتها ودخل الموت إلى عرينها ليطرد الأسد النائم والذي صنعته مخيلة أسكوتلنديارد .
سبعت انفجارات لصباح صيفي جعلت المدينة تقف مذعورة من دهشة الصوت . ثمة اختراق لفطنة الرجل الإنكليزي وثمة ميوعة وثقة زائدة بالنفس وثمة شعور بأن هذا التوافق بين الأجناس والمذاهب سيظل متينا . لكنهم نسوا أن الآخر يعد العدة وأن روح التطرف هي روح منشطرة بين الرؤى التي مالت لتختار حربها بهذه الطريقة منذ فعلة منهاتن وقبلها وحتى مسارح الذبح الدراماتيكي وأخرها السكين التي مشت على رقبة سفير العربية مصر في العراق ..
كان على الأنكليز أن ينتبهوا أن هكذا تسونامي يمشي قي الروح أسرع من أشعة ليزر وأن بعضا الهنود والعرب والأفغان وشرقي أسيا ليسوا محصنين من رؤى هكذا فلسفات هي وليدة ظرف انهيارات إمبراطوريات القرن العشرين ومنها زوال سدنة الكرملين ليأت القرن الحادي والعشرين وهو متناولا هرمونات من نوع خاص يحمل فتاوى محاربة ما يعتقدون أنه كافر بطرائق لم بعهدها الإسلام من قبل وإزاء هذا لا يملك مفتي الديار الإسلامية اعتذارا لأن روح التكفير اخترقت الحصن الشكسبيري سوى أن يخرج منديله المبارك ويجفف الدموع المنسابة على خدي المرمر للمدينة الأثرية والمثقفة والاستعمارية العريقة لندن .
لقد سقطت ورقة التوت ودخل الخنجر في الرحم البريطاني وستكون هناك في المستقبل عمليات إجهاض كثيرة وهذا ليس في صالح الحوار الحضاري بين الشرق والغرب وبين الأسلام والمسيحية وسيشعر التلميذ الشرقي والمسلم خاصة في المدارس البريطانية بحرج وهو يرى النظرات الشزرة من التلامذة الأنكليز وسينعكس هذا على الكبار أيضا في أماكن العمل والتسوق والحانات وربما ستظهر كوكس كلان جديدة لتقول : اطردوا من يقتلونا بالديناميت .
غير أن لندن مدينة حكيمة . فمرة كتب رئيس الشركة الهندية الشرقية وهي شركة نقل بحري أسسها البريطانيون في العراق أيام الاحتلال العثماني ومقرها دلهي . كتب إلى لندن يخبرها أنه سيعالج شغب العشائر القاطنة على ضفة الفرات ودجلة والتي ترمي الرصاص والنبال على سفن الشركة بالمدافع . فكان رد لندن : كلا لا تفعل ذلك . تعامل معها بالهدايا والابتسامات وكتمان الغضب .
لندن وقد أتهمت ظمنا تنظيم القاعدة بأنها وراء ما حدث للعاصمة الآمنة سوف لن توزع الهدايا والابتسامات ولكنها ستكتم غضبها وفي ذلك حكمة .
أعود إلى كلمات بورخيس في بداية الدمعة وأدخل ذاكرة مدير شرطة لندن السابق الذي حذر من عبث هذا النمر ذات يوم في مدينة لندن . لكن المدينة ظلت تثق في قدرتها على حماية نهاراتها الأثنية ووسط فرحتها بالتكليف لأولمبياد 2012 أشعل سبارتكوس المتطرف شعلته الحارقة وقتل أناسا مدنيين وقت الذروة وسقط وهم المدينة الآمنة حين أستيقظ النمر الصحراوي من خموله ليعيد إلى ذاكرة شكسبير واحدا من فنتازيا بورخيس التي تتكرر في حياتنا كل يوم .

7 يوليو 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات لرعاة المطر ورعاة البقر ورعاة الأفيال السومرية
- قضاءالجبايش العراقي وبطة شنغهاي
- أنت تشبه دالي ..وأنا أشبه صدر الدين حمه
- يازمان الوصل في الأندلس ..نحيب عبد الله الصغير بين مدريد وكا ...
- رؤى في تأسيس الديمقراطيات القادمة ..مقالة النائب البرلماني ع ...
- الذاكرة الصينية والقمر الياباني
- الملائكة المندائية وتوأمت الروح بالمهد والضوء والتعميد
- أوغاريت تقطر ورداً..وكلاديس تقطر شهداً..وأمي تقطر خبزاً وفرا ...
- حوار مع الروائية والكاتبة العراقية لطفية الدليمي
- كيف تحولت خديجة الى أولتيكا برودسكي..؟
- رسالة من القاص العراقي محسن الخفاجي الى الرئيس الأمريكي جورج ...
- عشق وحرب وطفولة
- حوار مع الشاعر البحريني قاسم حداد ..دلمون القصيدة بمعطف القر ...
- خريف المدن الجنوبية
- خريف المدن الشمالية
- واقع وليس خيال ...طشت الخردة
- اسبوع التضامن من أجل أطلاق سراح القاص العراقي محسن الخفاجي
- ليل وطني أغنية للعشق وإناءاً للبن الرائب
- قرب ضريح سيد أحمد الرفاعي ..تصوف السيف والنجمة وذرة الرمل
- الميثولوجيا من نارام سين حتى بول بريمر


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - دمعة لندن ومنديل مفتي الديار الأسلامية