سردار احمه
الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 15:01
المحور:
الادب والفن
كنتُ طفلاً, وليتني بقيت
كنتُ طفلاً اتأرجحُ بين كَفي أمي
اغفُ وأصحو في حضن أمي
وحينما أبكي تُمازِحُني أمي
و تُطعِمنُي و تغطيني أمي
كنتُ طفلاً جميلاً مع أمي
وما أقبحني! وحياتي تخلو منها
ليتني أعودُ طفلاً يا أمي
وأقتنعُ بأنّ مَن ماتَ قد سافر وسيعود
لما كنتُ طفلاً
كانتْ المشاعرُ أجمل وأصدق
و ليتني بقيتُ طفلاً
أقسى التعابير بَسمتي
و أشدُّ الآلامِ ضحكتي
وابشعُ الأحزانِ بُكائي على لُعبتي
سلبني الدهرُ طفولتي
وافقدني القدرُ حنان أمي
وخانني الزمانُ الأحمق
وضمتني الحياةُ بحزنٍ سرمدي
ماعدتُ طفلاً وأنا طفل
صرتُ ارتشفُ القهر متأرجحاً على دموعي
اغلقُ الجفنَ وافتحهُ على قبرٍ ضمّ روحي
كبرتُ يا أمي والأيام تسردُ لي
أنكَ فاقدٌ لأعز الخلقِ إليك
كَسرني الرحيل ويكسِرُني دائماً
تنوحُ الجدرانُ عنا أنا وأنتِ
وتطمرُ الزهور رأسها خجلاً منا
و يبعثُ الله صكُوكَ الغفرانَ ولا ينفع
يُنزِلُ المطرَعلَّ الحرمانَ يزول ولا ينفع
يبعثُ المال, يبعثُ الفرح
يبعثُ الجاهَ والحب والنجاح ولاينفع
يُرسلُ كل شيء ..
ولم يبعثُكِ يوماً إلي ولم يخطفني إليكِ
ولا أسمَعَني صوتكِ ولا أعطاني خيطاً من شعرِكِ
ولم يُرِني وجهكِ يا أمي حتى حلماً , حتى خيالاً
https://www.facebook.com/serdar.ehme
#سردار_احمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟