|
ساد ستوكهولم القسم الثالث عشر كريستينا سفينسون (3) نسخة مزيدة ومنقحة
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 11:02
المحور:
الادب والفن
أنامت كريستينا سفينسون جوستين على السرير، وربطتها بالجلود. وشمٌ لنسيجِ عنكبوتٍ كان على سرتها، خرجت منه رُتيلاء، وانتظرت. نظرت كريستينا سفينسون إلى الرُّتيلاء، ونظرت الرُّتيلاء إلى كريستينا سفينسون. حملتها، ووضعتها على ثدي جوستين الأيسر. انتصب الثدي الأيسر لجوستين، وكأنه يريد ذلك. أغمضت جوستين عينيها من التلذذ، وتأوهت. - هلا بدأتِ؟ رجت جوستين. - هذا كي أذبح فرّوجًا، قالت كريستينا سفينسون، وهي تقذف الرُّتيلاء على الأرض، وترفع مِشرطًا أمام عيني جوستين. - أنا لست فرّوجًا، ردت جوستين، وقد عادت تُراوح في مكانها. - طبعًا لا. - ماذا تريدين؟ - أن أذبح فرّوجًا. - جِدِي لك فرّوجًا غيري. - هذا لا شيء. - لماذا أنا؟ - هذا أهونُ من نزحِ بئر. - أجيبي! لماذا أنا؟ - اختاري أنت أين أفصدك. - آآآآآآآآآه! - أنت تنسين أنك في ساد ستوكهولم. - وماذا يعني أني في ساد ستوكهولم؟ - الضياع. - الضياع! - كل شيء يضيع في ساد ستوكهولم، وأول الأشياء الصراخ. هل تسمعين أحدًا يصرخ؟ - لا. - ومع ذلك الكل يصرخ. - آآآآآآآآآه! - ماذا قلنا؟ - اطلبيني ما شئتِ. - لن تقدري. - أقدر. - فصدك ما شئتُ. - مقابل ألا تفعلي. - ألا أفعل؟ - ألا تفعلي. - وانتظاري كل هذا الوقت؟ - الانتظار في ساد ستوكهولم؟ - ليس هناك غيره. - آآآآآآآآآه! - لم تقولي. - سأموت. - لن تموتي. - وستجلبين المشاكل لنفسك. - مشاكل في ساد ستوكهولم؟ - مشاكل. - أبدًا. - سأوكل إذن أمري إلى الله. - لم تقولي. - آآآآآآآآآه! - سأفتح رسغك. - لا. - وتينك. - لا. - الوريد تحت لسانك. - آآآآآآآآآه! - لم تقولي. - اغرزي مشرطك في قلبي! - أيتها اللعين، تريدين توريطي! - أريحيني، أرجوك! - أنا هنا لا لأريحك. - آآآآآآآآآه! - لم تقولي. - اغرزي مشرطك في سُرتي! - ليتفجر خراؤك؟ - في فرجي. - أحب فرجك. - في ظهري. - أحب ظهرك. - إذن لماذا كل هذا الكره؟ - أنا لا أكرهك. - وماذا يعني كل هذا؟ - الحب! - لا فائدة. - لم تقولي. - آآآآآآآآآه! - لم تقولي. - أود الذهاب إلى الحمام. - فيما بعد. - فيما بعد متى؟ - فيما بعد. - حاجتي ملحة. - افعلي تحتك. - سأفعل. - افعلي. - فعلت. - ما ألذ رائحتك! - آآآآآآآآآه! - لم تقولي. - سأغمض عينيّ. - عين العقل. - لا توجعيني. - هذا ليس بيدي. - ستوجعينني. - حتمًا. - وبعد ذلك؟ - سألمس دمك بأصابعي. - سيكون ساخنًا. - سأحتمل. - أنا لا. - لن أكون مكانك. - أعرف. - لم تقولي. - سأغمض عينيّ. - أنت لا تغمضينهما. - سأغمضهما. - لن أنتظر طويلاً. - سأغمضهما. - هل أغمضتهما؟ - آآآآآآآآآه! لم تكن جوستين هذه المرة، كانت امرأة شبه عارية تتلوى على أريكة في شبه الظل. - ماذا تفعلين هنا؟ نبرت كريستينا سفينسون بعنف. تلوت المرأة أكثر، وهي تصعّد زفرات طويلة. - هل تعانين آلامًا كبيرة؟ أكدت المرأة بهزة من رأسها، فأمسكت كريستينا سفينسون ثديها، فعنقها، ففمها، وسارعت إلى الحمام لتقيء. تناولت من صندوق الدواء إبرة مخدرات، وأمسكتها بأصابع عازمة. ترددت أمام الجسد السقيم، وقررت زرعها في ثدي جوستين. - أنا أُغمض عينيّ، أكدت جوستين، وهي تفتحهما واسعًا من الرعب على منظر الإبرة، وهي ترتفع، وهي تنخفض داقةً ثديها الأيسر. صرخت المعذبة كما لم يصرخ أحد، وثديها سمكة تلعبط، لا تريد الموت. وما هي سوى بضع دقائق حتى اخترقت جوستين عالم الجحيم الجليدي، فرأت في قلب السُّهْبِ شجرة تفاح أحمر، كانت وحدها في العزلة البيضاء، ولا حدود للفضاء. ومن أبعد ناحية في المطلق، بدأت تصلها أصوات حوافر تعدو وعجلات تدور بأقصى سرعة لم تميزها جيدًا في البداية. وبعد قليل، برزت عربة فخمة وأربع بنات بيضاوات كالملائكة في ثيابهن الشفيفة، وهن يُخرجن رؤوسهن، ويصرخن، وقد قطعن الأمل في الوقوع على من ينجدهن. مضت العربة بشجرة التفاح، وهزتها هزًا عنيفًا كاد يقتلعها من جذورها. انتثر الأحمر على الأبيض، وما لبث الأخضر أن راح يملأ عالم الجحيم.
* * *
قطعت العربة الفخمة التي تجرها أربعة أحصنة المنتزه الضخم، وحطت جوستين وجولييت ودافيد عند باب القصر المحصن، فسارع ثلاثتهم بالدخول، والاختفاء بين ظلال الأثاث وتواريخها. وما أن وجدت جوستين نفسها في الشقة المعدة لها حتى ألقت جسدها على السرير الوثير، وأطلقت نفسًا عميقًا. - سأعمل كل ما في وسعي على راحتك، يا حبيبتي، قالت جولييت، وهي تجلس قرب أختها، وتمسك يدها. - لن تنجحي، يا جولييت، همهمت جوستين. - كل ما عانيتِ، يا ليتني أنا! - لماذا أنقذتني، يا أختي؟ - وهل هذا سؤال يسأل؟ - لماذا لم تتركيهم يقضون عليّ هذه المرة؟ - جوستين، هذا أقل شيء تفعله أخت في سبيل أختها. - آه! جولييت. - نعم، يا حبيبتي. - آه! لو تعرفي. - أعرف. - لن تعرفي. - الحق أني لا أريد أن أعرف. - أنا بيت مهجور. - ليس الآن بعد وجودك في هذا القصر. - ليس الآن؟ - أنا متأكدة. - أشك في ذلك. - لم أعد أنتظرك، قالت جولييت فجأة. - أنا ما انتظرتك يومًا، همهمت جوستين. دخل دافيد، كزوبعة من كرم الأخلاق وحسن الضيافة. - جوستين الحُسْن، هتف دافيد، هذا بيتك، كل من هم فيه، أنا أولهم، في خدمتك. - شكرًا، دافيد، همهمت المعذبة، وهي ترسم بسمة عديمة اللون على ثغرها. - دافيد وأنا نحن أسعد الناس بوجودِكِ ما بيننا، عبّرت جولييت عن شعورهما. أغمضت جوستين عينيها، وهي ترسم على ثغرها دومًا بسمتها العديمة اللون. - الخادمات سيعددن لك الحمام، تابعت جولييت، وسترتدين أنظف الثياب وأنعمها، وبعد ذلك سنتعشى معًا، حياتك الجديدة ستبدأ. - حياتها الجديدة بدأت، قال دافيد هاشًا باشًا. - رولاند قال لي إنه يحبني، همست جوستين، وهي مغمضة العينين، إنه سيتزوجني، لم يكن يهذي للحمى التي أصابته بسبب جرحه، قال إنه سيبدأ حياته معي، إنه سينجب مني، لم يكن يهذي، قال لي إنه يحبني، بريساك... - رولاند. - رودان، قال لي إنه يحبني، أنا العذراء المعجِزة للقديسة-ماري-الغابات. - أنتِ ماذا؟ - أنا الرأس الذي قطعه أسقف غرونوبل ورماه في نار المدفأة، كادت النار تلتهم العذراء المعجِزة للقديسة-ماري-الغابات لولا أنني أطفأتها، وبعد ذلك، في الليل، نادتني، كانت تريد أن أقطع لها ثديها، ثديها الجميل أن أقطعه لها، فأخذتُ أقهقه. - لا تقهقهي، يا حبيبتي، ابتهلت جولييت، وهي تأخذ أختها بين ذراعيها. - ثديها الجميل أن أقطعه لها. مجرد التفكير في هذا يسبب غثيان النفس! توقفت جوستين عن القهقهة، وعادت تغمض عينيها، وترسم على شفتيها بسمتها العديمة اللون. بدت منها حركة من يغفو، ويذهب في نوم عميق، فتبادل سيد وسيدة القصر نظرة قلقة. انسحبا، وأغلقا الباب بهدوء من ورائهما.
* يتبع القسم الرابع عشر
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ساد ستوكهولم القسم الثاني عشر كاتارينا فريدن (3) نسخة مزيدة
...
-
ساد ستوكهولم القسم الحادي عشر رالف لندغرن (2) نسخة مزيدة ومن
...
-
ساد ستوكهولم القسم العاشر بيتر أكرفيلدت (2) نسخة مزيدة ومنقح
...
-
ساد ستوكهولم القسم التاسع هوراس ألفريدسون (2) نسخة مزيدة ومن
...
-
ساد ستوكهولم القسم الثامن كريستينا سفينسون (2) نسخة مزيدة وم
...
-
ساد ستوكهولم القسم السابع كاتارينا فريدن (2) نسخة مزيدة ومنق
...
-
ساد ستوكهولم القسم السادس رالف لندغرن (1) نسخة مزيدة ومنقحة
-
ساد ستوكهولم القسم الخامس بيتر أكرفيلدت (1) نسخة مزيدة ومنقح
...
-
ساد ستوكهولم القسم الرابع هوراس ألفريدسون (1) نسخة مزيدة ومن
...
-
ساد ستوكهولم القسم الثالث كريستينا سفينسون (1) نسخة مزيدة وم
...
-
ساد ستوكهولم القسم الثاني كاتارينا فريدن (1) نسخة مزيدة ومنق
...
-
وصول غودو النص الكامل النهائي
-
وصول غودو القسم الحادي عشر والأخير نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم العاشر نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم التاسع نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم الثامن نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم السابع نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم السادس نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم الخامس نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم الرابع نسخة مزيدة ومنقحة
المزيد.....
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|