علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)
الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 11:01
المحور:
الادب والفن
هناك اسباب تتعلق بخصوصية اللغة العربية مثل محدودية الاشتقاق جعلها لا تسمح بمرور ما هو غير مألوف في القياس الاشتقاقي فمن المعلوم إن الاشتقاق في العربية مؤسس على عدد معلوم من الصيغ, كذلك خلو اللغة العربية من الصيغ التي تؤدي معنى السوابق واللواحق في اللغات الأجنبية.
فمن السوابق ( إضافات ) : re, in , im , dis, un
ومن اللواحق : tion, ous, less, meny
ان كثير من المصطلحات يتألف من جذر ولاحقة ,وتعد ترجمة اللاحقة مسألة مهمة لتعريف المصطلح لذلك اقترح مجمع القاهرة إعطاء مقابلات للواصق المهمة مثل : مفعال لـ scope فيقال telescope منظار ، ومفعلة لـ graph فيقال telegraph مبرقة . وما بعد لـ meta فيقال metaphysic ما بعد طبيعي وغيرها , إلا أن هذا الإجراء اصطدم بعدد من الإشكاليات منها : إشراك بناء عربي واحد بأكثر من لاحقة مثل (مفعال) الذي يعني اللواحق : meta و scope و graph ، ثم أن المجمع القاهري نفسه لم يستقر على تلك الترجمات ، فضلا على الزيادة الهائلة والمستمرة لتلك اللواحق في اللغات الأجنبية ، كذلك فان حصول اللبس بين تلك الأبنية أمر وارد جداً ، مثلا ترجمة اللاحقة able بفعول فان potable يعني شروب أي الماء القابل لان شرب منه ، لكن هذا المعنى قد يلتبس بمعنى الرجل كثير الشرب , ومما هو قريب من ذلك ان يكون المصطلح منحوتا في بيئته الاصلية من اكثر من كلمة مما يجعل ايجاد مقابل عربي له امرا صعبا مثل مصطلح trigraph الذي ترجم الى ( ثلحرف ) ويعني ثلاثة أحرف مجتمعة تدل على صوت واحد .
وقد ترتب على ما تقدم ذكره العجز عن اللحاق بالكثرة الهائلة للمصطلحات الأجنبية الوافدة من الغرب . ومما تقدم يمكن ان نخلص الى ان هناك اسبابا عديدة أفرزها الواقع الثقافي العربي في تفاقم مشكلة ترجمة المصطلح أهمها : الاجتهاد في ترجمة المصطلح , فضلا على غياب المناسبة أو المشاركة أو المشابهة بين المصطلح ومدلوله اللغوي وعدم وضع مصطلح واحد للمفهوم النقدي الواحد في المنهج الواحد , ووضــع مصطلحات بألفاظ مشتركة لا توحي بالتخصص , فضلاً على إهمال المصطلحات التراثية على كــثرتها وأهمــيتها , وغياب التقريب بين المصطلحات العربية والعالمية وغياب التصنيف المصطلحي ، فضلا على عدم تقسيم المفاهيم وتعريفها أو ترتيبها .
#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)
Ali_Huseein_Yousif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟