أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - هل فشلت المفاوضات؟ وماذا بعد؟














المزيد.....

هل فشلت المفاوضات؟ وماذا بعد؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 01:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


كل ما يصدر عن وسائل الاعلام وما يطلق من تصريحات من الجانبين الفلسطيني والصهيوني، تؤكد ان المفاوضات لم تتقدم حتى الان اي خطوة الى الامام، وان الطرف الصهيوني ما زال متعنتا بمواقفه، ومتنكرا للحقوق الفلسطينية التاريخية والشرعية.
ان التوصل الى تسوية واتفاق سلام مع هذا الكيان تعني بجوهرها إيقاف تمدد المشروع الصهيوني، وبحكم طبيعة العلاقة التي تربط الكيان بالحركة الصهيونية حيث الكيان تابع وليس مستقل بمواقفه عن الحركة الصهيونية، فالكيان هو بداية المشروع الصهيوني بالمنطقة لإقامة الدولة اليهودية من النيل الى الفرات، فما يصدر عن الحركة الصهيونية من مواقف والتي ("اسرائيل" تعيش بالحرب وتموت السلام") ومرة ثانية قال ("نحن بحاجة الى اتفاقيات مؤقتة مع العرب وليس الى معاهدات سلام") وهل قادة الكيان الصهيوني خرجوا عن هذا السياق؟
ما صدر حتى اللحظة عن المفاوض الفلسطيني من مواقف وتصريحات، تؤكد على حجم المأزق الذي وصل اليه هذا النهج، وان التوجه الى المؤسسات الدولية كرد فعل عن ما اسفرت عنه المفاوضات من فشل، قد تكون خطوة غير كاملة وقد تستغلها القيادة الفلسطينية المتنفذة كخطوة تكتيكية من اجل العودة الى المفاوضات بشروطا افضل او من اجل تحسين وجهها امام المجتمع الفلسطيني وقاعدتها الجماهيرية نتيجة الفشل الذي منيت به برهانها على المفاوضات، كما ان الانضمام الى الشرعية الدولية ومؤسساتها ومطالبتها بمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه كانت مطلبا فلسطينيا سابقا، الا ان القيادة الفلسطينية كانت بوادٍ وشعبنا وقواه الحية بوادٍ اخر.
ماذا قدمت لنا المفاوضات على مدار ربع قرن تقريبا؟ هل المفاوضات وصلت الى طريق مسدود؟ وما هو البديل عند هذه القيادة؟ ان اي مراجعة وقرأة لاتفاق اوسلو لن تجد ببنوده الا تؤكد بمجملها وجوهرها ان الحركة الصهيونية لم تغيير باسترتيجيتها وانما بتكتيكها بكيفية فرض سيطرتها وهيمنتها على المنطقة العربية لتحقيق مشروعها، يعتبر هذا عائقا اساسيا للتوصل الى تسوية سياسية للصراع بالمنطقة بدون موافقة الحركة ومباركتها.
المفاوضات أكدت مرة احرى الانحياز السافر والوقح للادارة الامريكية للمطالب الصهيونية، وان هذا الموقف لم يكن مفاجأ لبعض القوى الفلسطينية وللأغلبية الساحقة من شعبنا الفلسطيني، وشكل صفعة جديدة للنهج الذي يراهن على الادارة الامريكية وامكانية حيادها ونزاهتها كوسيط بالمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني.
الى اي قناعات وصلت هذه القيادة بعد ان قدمت ما قدمته من تنازلات وعلى راسها التنازل عن حق العودة بشكل علني وسافر والذي اكد عليه ابو مازن بلقائيه مع الشبيبة الصهيونية والشبيبة الفتحاوية؟ الم تصل هذه القيادة المفاوضة الى قناعة ان الكيان الصهيوني لم ولن يبحث ولا يرغب بالتوصل الى تسوية؟ يقول بن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني: انجازات للصهاينة واخفاقات فلسطينية، وما لحق بعد ذلك لم يكن الا اخفاقات فلسطينية وانتكاسات ساهمت جميعها بتشويه النضال الفلسطيني وتراجع مكانة القضية الفلسطينية.
فهل موقف القيادة المتنفذة هو تغيير بسياستها؟ وهل هذا التغيير يؤدي بجوهره الى برنامج صمود ومواجهة للمرحلة القادمة؟ لا يجوز ان تكون المرحلة المقبلة على غرار الفائتة، التغيير ضرورة من ضرورات المرحلة، تغيير بالموقف والبرنامج وسيادة الروح الجماعية واحترام الاسلوب الديمقراطي القائم على حق المشاركة باتخاذ القرارات واحترامها، وتغيير بطريقة التعاطي مع الكيان الصهيوني، تغيير يضمن لشعبنا الفلسطيني حقه بمقاومة الاحتلال من اجل اقتلاع الاستيطان والمستوطنين، وهذا لا يكفي، كما لا يجوز الاستمرار بالثقة بهذه القيادة وهذا النهج، وان العمل على ايجاد البديل الوطني والثوري القادر على حماية شعبنا وحقوقه، وايقاف عجلة التنازلات ايضا هي من مهمات القوى الحية والثورية، فالقيادة الفلسطينية التي لم تتعلم وتستخلص الدروس على مدار ربع قرن من عبثية هذه المفاوضات ومن حجم التنازلات المجانية التي قدمتها مراهنة على تسوية للقضية الفلسطينية، هذه القيادة غير جديرة بالاستمرار بموقعها، وغير امينة على الحقوق الفلسطينية، فهي لم تراجع حساباتها ولم تتعض من فشل المفاوضات، وان المفاوضات بالنسبة لها خيارا استراتيجية فالحياة ليست مفاوضات وانما الحياة مقاومة ونضال من اجل ان تسود العدالة والحرية، وان يمارس شعبنا حقه بالعودة الى ديارة التي شرد منها بالقوة، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة البديل للحفاظ على الثوابت الفلسطينية
- مؤتمر الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل تحديات ومه ...
- من يتحمل مسؤولية بيع مقرات الجمعيات الفلسطينية بالبرازيل؟
- لمصلحة مَن تعطيل الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل ...
- المطلوب جبهة رفض وتصدي لخطة كيري ونهج التسوية
- من اجل تطوير حركة التضامن البرازيلية مع النضال الفلسطيني
- بمناسبة مرور عام على المنتدى الاجتماعي العالمي – فلسطين حرة
- هذا تطبيع وليس سلام ما يحدث بالبرازيل
- مؤسسات الجالية الفلسطينية في البرازيل نحو بديل ملتزم بالثواب ...
- 17 اكتوبر عبر ودروس
- فلسطين بين مفاوض فاشل ومقاومة غائبة
- المفاوضات والحقوق الفلسطينية الى اين؟
- دعوة الجبهة الشعبية لمظاهرات ضد المفاوضات خطوة بالاتجاه الصح ...
- هل البرازيل كانت على ابواب انتفاضة عارمة وشاملة؟
- دراسة نقدية لواقع الجالية الفلسطينية ومؤسساتها بالبرازيل
- امن الكيان الصهيوني تبريرا للعدوان والتوسع والاستيطان
- في ذكرى النكسة: الخفايا الصهيونية من موضوع الدولتين
- غياب المشروع القومي العربي امام المشروع الصهيوني
- قيادة منظمة التحرير أفقدتها شرعيتها ووحدانية تمثيلها
- بذكرى النكبة ضرورة البديل واستنهاض الجماهير؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - هل فشلت المفاوضات؟ وماذا بعد؟