خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 21:34
المحور:
الادب والفن
أنا لا بلاد لي ،
أسكن وجعي وأبلل بدمعي مناديلي ،
وأرعى غنم الحزن وأشيعها بمواويلي ،
وأسقي أرضي الخضراء ،
بماء الغد وأحفر فيها ما شئت من جداول ،
فطوبى لمن لقي بلادا ،
وقال للعبودية يابطن النار هللي ،
وقال لسيد الظلام أنر سبيلك ،
فسبيلك هو سبيلي ،
أما أنا فلي طريق أشقها بأظافري ،
وأعبدها بدم أناميلي ،
زفتها أحمر ياليلي يا خليلي ،
يكفيني من العالم ، من كل هذا العالم ،
أن أهجس جميع تفاصيلي ،
وأسكن خيبات ظنوني ،
لعلي أمنحها دفء انسان جميل .
أنا لابلاد لي ،
وهذه الجغرافية الممزقة كقطعة رغيف ،
بين بني الأشراف والألطاف وةمحتد الأباطيل ،
ضعوا فوقها قليلا من المربى ،
لعلكم تبتلعونها بلا ألم ولو قليل ،
أنا الخنجر والطاعن وقاتل القتيل ،
ان شئتم ، فقد صار الضحية في بلادي ،
مجرم بالطبع والولادة سليلا عن سليل .
أنا الحلم الطازج القادم من داخلي ،
ولا يعنيني ان بادت قبيلة البغي كل القبائل ،
فالسيف اله ، والمال رب ، والمُلْك اله آخر ،
وأنا لابلاد لي ،
امشي فقيرا ، وأحط جسدي ،
أينما شاء أن يستضيفني سبيلي ،
يكفيني فنجان قهوة ،
ورشفة زقزقة البلابل ،
وقليلا من شعر يشبه لغة الأناجيل ،
كي أصلب كنبي عبراني ،
على جذع عربي باعو جذره لكل مقبل وسائل ،
فلا تنتظروا تنفيذ أمر الهكم ،
جزوا عنقي وعنق كل من عشق نور الجليل
هذه وصيتي زورها كما زورتم وجودي ،
هذه وصيتي مزقوها ان شئتم بعد رحيلي ،
فالريح لا تخون مقصدها وموعدها ،
لم تمت قوافل من رحلوا ،
ولن تموت وردة جيلي ،
يكفي أننا صرخنا بملء حناجرنا ،
فيا روضة الحلم ميلي أنى شئت ميلي ،
صدئت كل المناجل ،
ولم تتعب من النمو ملأى السنابل ،
سيخون الشمس ظل ما،
لكن الشمس أبدا لم تخن أرضا ،
عانقت كل السواحل .
4--4--14
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟