أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - الصورة والظل في المشهد السياسي اليمني















المزيد.....

الصورة والظل في المشهد السياسي اليمني


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 16:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الكثير من المراقبين والمتابعين للمشهد اليمني يدركون الجزء الاول في بعض مظاهره من خلال مسار الانتفاضة الشعبية ونزول الاحزاب والعسكر والقبيلة للسيطرة على الساحات والحشود الشعبية ثم هرولتهم جميعا بهدف قطع الطريق على التغيير (على الثورة) وكان لهم ما ارادو من خلال المبادرة البائسة التي روجت لها احزاب المشترك بغية فتات الحصص والغنيمة دون ادراكهم العميق بان من خطط لهذا المشهد الدرامي واختطاف الثورة والساحات هم رموز وشركاء وصناع الدولة الحاشدية من عام 78 وهم ثلاثة شركاء كافراد ومرجعيتهم في المؤسسات التي يمثلونها العسكر والقبيلة والحزب مع العلم ان بينهم صراعا خفيا حينا ومعلنا حينا اخر ولابأس في ان يجاهروا بصراعاتهم او يعتمدون تصفيات لبعضهم او لبعض حلفائهم وقد فعلوا ذلك مرارا ثم يقرروا الاستمرار في التحالف وفق اعادة ترتيب بتغيير حجم نصيب كل واحد فيهم اقتصاديا وموقعه سياسيا .
ومع دخول المبادرة حيز التنفيذ وقد كتبت من اول يوم انها لن تنجح ومصيرها الفشل لان مراكز القوى كانت تراهن على الوقت وجعل المجتمع ينشغل في وهم المبادرة ووهم انجازاتها خاصة وان المطبخ السياسي مع غباء قيادة المشترك (الجناح التديثي)هم من صمم خطة الحوار بفضفضات كلامية في الاسابيع الاولى ثم توزيعهم مجموعات لمناقشة قضايا في الدرجة الثانية من الاهمية وتغييب مقصود للقضية المركزية والاولى في الحوار وهي طبيعة النظام السياسي وشكل الدولة وحل القضية الجنوبية وعندما حان الوقت لاعلان نهاية الحوار لم يجد مبعوث العناية الاممية ومراكز القوى ما يعلنوه للمجتمع وهنا تزايدات الفوضى الامنية والعسكرية بغرض كونها ساتر دخاني لتمرير صفقات محددة وهنا يلتقي طموح تلك الاطراف مع حلفائها من الخارج .وعلى سبيل المثال احد الحلفاء قال لاهم طرف عسكري في فضفضة اولية انه لابد من اعادة انتخاب هادي لقترة رئاسية وكان رده قاطعا بالنفي واقترح تمديد لاشهر معدودة وهو يعلم ان التمديد امر خارج المبادرة والدستور مما يجعله محل عدم رضا شعبي ونخبوي ولتعميق الازمة بساتر دخاني اخر تم اصطناع مشكلة دماج للاستفادة منها في حسابات سياسية وهنا يتم عقد صفقات ومساومات مع الحوثيين في نفس الوقت تجرى صفقات ومساومات سرية مع قيادات الحراك .
ولان هادي قد اعتاد على الرئاسة/الحكم فهو من جانبه يحاول خلق مجموعة تحالفات تدعم استمراره في السلطة على مسارين الاول جنوبي يتم ترتيب وجوده مؤسسيا وعسكريا من اجل مشروعين خاص وعام (سنناقشهما في مقال لاحق) والثاني عام يتضمن اقرار استمرارية الوحدة بصورتها البسيطة او المركبة ضمن شبكة تحالفات جديدة وفقا لها يتم توزيع دوائر السلطة والمصالح الاقتصادية . فالرئيس له حوارات سرية جنوبا واخرى سرية شمالا وثالثة مع الحلفاء في عاصمتين رئيسيتين من الدول الراعية. ولان الرئيس غير ممسك بكل سلطاته وصلاحياته وان تحالفاته لاتزال غير قوية وبعضا من الحلفاء لايثقون به ولايثق بهم في هذا السياق كانت حادثة وزارة الدفاع ..
الجدير بالذكر ان المشهد السياسي اليمني بكل مظاهره لايقول الا النزر اليسير من الوقائع وان المسكوت عنه هو الاصل كما ان الحكومة والحوار شكل وصورة بل هما ظل لأصل يبقى بصورته وظله وهذا عكس كل طبائع الامور التي يكون الظل صورة باهتة للاصل الا في المشهد اليمني الظل هو الأصل والأصل هو ظل لاصل اخر . والمشهد برمته يعكس انزياحات لبعض التحالفات وللمنصات التي يقف عليها كل طرف ومع الاستقواء بالجيش المنقسم بين طرفين مدعومين بقواعد قبلية وحزبية هنا تتحرك موقف الحلفاء وفقا لطبيعة ترتيبات المشهد محليا ومصالح الخارج .
هنا تظهر جدلية الصورة والظل في مراكز القوى والنخب الحزبية . ففي بلادنا اعتاد العامة على تقييم حجم ودور بعض من مراكز القوى والقيادات القبلية والعسكرية وفقا لزاوية واحدة تظهرها المعايشة وفقا نمط تسلطي والاعلام الرسمي بتزييف الصور والحقائق . مع انه وبقليل من اعمال العقل (التفكير) سنكتشف ان هؤلاء اللي نعتبرهم صورة حقيقية ليسوا الا ظل لصورة اخرى ولأننا تعودنا على صورة الظل اعتبرناه حقيقة ومن هنا كانت الهالة والتفخيم في ادوارهم وقدراتهم .وهم اقل بكثير مما ساد الاعتقاد بهم . فهم لدى الخارج ليسوا الا اعوان وحلفاء مؤقتين ولدى السفارات ليسوا الا وكلاء . وبلغة البيزنس هم وكلاء محدودي الادوار في توزيع سلع ومشاريع لاتخدم اليمن بالضرورة . وهنا تظهر لنا الحقيقية ان بلادنا ليس فيها قادة وزعماء حقيقين حتى في اوساط الشباب والشابات والاكاديميين والصحفيين . هناك نفر منهم له حضور شخصي وفق جهوده العلمية والمعرفية او العملية ضمن انشطة اجتهد في صناعتها . ومع ذلك غالبيتهم يتم سحبه الى خانة الصور والظل ليكون ناطقا باسمها وواجهة تضفي عليها قدرا من المشروعية فيصبح بدوره صورة وظل من الدرجة الثانية . هنا نجد القادة والمفكرين والوجهاء الحقيقين حاضرين اجتماعيا وثقافيا دون اطرمؤسسية يسيطرون عليها او يحكمون من خلالها ..وعليه فمن كنا نعتبرهم مراكز قوى وذو اهمية سياسية وحزبية وقبلية ليسوا الا صورة وظل تعكس الاصل في وجوده الخارجي ..
في هذا السياق تتطابق رؤى العاصمة الاطلسية مع العاصمة الصحراوية في ترتيب مجالان انعكاس الصور والظل على واقع اليمن سياسيا واجتماعيا وحزبيا واحيانا اخرى تفترق في بعض الاجراءات والترتيبات ضمن اولويات للحلفاء ولاتشترط هذه التحالفات ان تكون في خدمة اليمن . و هذين الشهرين (ديسمبر ويناير ) باعتبارهما حاسمان للموقف النهائي لمجمل اللعبة السياسية وتحديد طبيعة الفريق المستمر لاكمال اللعبة في جزئها الثاني ابتداء من فبراير .هنا الاحتمالات مفتوحة دون سقف يحدها . لان المخرج النهائي سيظهر صور جديدة وضلال جديدة على اثرها يتم اعتماد نخب جديدة كزعامات للمرحلة الجديدة ايضا .
والكلمة الكبيرة للخارج الاقليمي والدولي في ترتيب تلك الصور المنعكسة كظل لاخرين .ومع اقتراب ذلك الموعد ستشهد اليمن احداث كبيرة تشكل خلفية لتثبيت حلول ومعالجات لاتخدم الشعب لكنها لصالح مراكز القوى وحلفائها بالمقام الاول لانهم يرون انفسهم مالكي اليمن وحكامها.
وللعلم في اليمن - في اطار الصورة والظل - كل اطار مجتمعي –كماهو كل فرد- يخفي نقيضه ويعبر عنه وفق ممكنات تبرزها انزياحات المشهد العام ... فالتدين يخفي التزاما بالثقافة القبلية والبداوة .والقبيلة تظهر رموز محددة وتخفي ديموجرافيا لايراد لها حضورا . والاحزاب تخفي قواعدها لصالح ديناصورات متحفية نسميها قيادات حزبية .والدولة تظهر ادواتها القمعية والجبائية وتغيب مؤسساتها والياتها القانونية .والجغرافيا الطبيعية لليمن تبختس في حجمها وقيمتها ودلالاتها لصالح تهويمات ايدولوجية وحسابات بنكية .ووفق كل هذا لاغرابة ان يكون المشهد السياسي في مجمله وتفاصيله عبثي يعيد انتاج عبثيته بصورة تراجيدية حينا وكوميدية حينا اخر ..؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سبتمبر الى فبراير ..الثورة متجددة
- اليمن بين ثورتين
- جماعة الاخوان ... فكرة تجاوزها التنظيم
- الجمهوريات العربية تبحث عن هوياتها
- نحو رؤية جديدة في السياسات الاقتصادية لدول الربيع العربي
- في اليمن ... بؤس الاحزاب والنخبة
- الربيع العربي يحدث أهتزازات في النظام السياسي الخليجي
- السعودية تجدد مملكتها
- مملكة السيد وجمهورية الشيخ ..صراع الزعامات داخل القبيلة الزي ...
- قطر في عين العاصفة السعودية
- الربيع العربي يبيع النظام الجمهوري ..
- المشهد السياسي اليمني ..تقدير موقف
- المخلص ... رمز الميثولوجيا السياسية في الفكر العربي
- في اليمن..الغباء السياسي والصدفة التاريخية
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
- برجوازية طفيلية وحكومات فاسدة ..؟
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
- اليسار الجديد.. رؤية نقدية


المزيد.....




- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!
- عواقب غير متوقعة للدغات البعوض
- أوكرانيا تعرض على إسرائيل المساعدة في -الحرب على المسيرات-
- أحزاب ألمانية: على الأوكرانيين العمل أو العودة من حيث أتوا
- أوربان: هنغاريا تؤيد إنهاء الصراع في أوكرانيا
- إعلام: كييف تضغط على واشنطن للسماح بتنفيذ ضربات -أتاكمس- في ...
- ترامب: بايدن المحتال سيجرنا إلى حرب عالمية ثالثة.. روسيا وا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - الصورة والظل في المشهد السياسي اليمني