أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أغنية تحيا سوريا رسالة حب














المزيد.....


أغنية تحيا سوريا رسالة حب


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 12:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم أبك.. لم أبك من زمن طويل.. رغم عبوري بـمـآس طويلة مريرة.. عبر هذا القرن والقرن الماضي.. حتى عندما كنت طفلا أو فتى يافعا.. لأنني تربيت بمدرسة فرنسية في سوريا, يديرها رهبان فرنسيون ولبنانيون وسوريون.. ربونا على قساوة الحياة.. أكثر ألف مرة من الخدمة العسكرية الإجبارية, فيما بعد... ولي من تجارب هذه الحياة, دروس و دروس بالسياسة والمجتمع والإنسان.. كشاهد أو مشارك.. جعلتني أرى الأمور بروية وبعد وصبر وصمود... ولكن كل تجربتي لم تساعدني حتى هذه اللحظة على تحمل أو قبول هذا الـضـيـم والخراب والسواد والحزن الذي هيمن على بلدي... هذه السنوات الثلاثة التي مرت على بلد مولدي سوريا... وها هي السنة الرابعة.. وأجنحة الموت والخراب ما زالت فوق سمائها.. ولا أدري... متى أرى البحر.. وأرى زرقة السماء وصــفــائــها.....
بكيت لما سمعت على اليوتوب You tube هذه الأغنية التي أرسلتها لي من مدينة اللاذقية السورية الصديقة زنــوبــيــا.. وتدعى تحيا سوريا, تغنيها فرقة كورال من شابات وشبان سوريين, أسمها فرقة نحنا. ويكفي نقر " أغنية تحيا سوريا " على اليوتوب..حتى تسمعوها وتسمعوا كلماتها التي تنضب بالشجاعة والأمل والحياة وحب الوطن... وتدوم الأغنية أقل من خمس دقائق... مع صور مرفقة عن الدمار الناتج بعد ثلاثة سنوات من حرب على سوريا المنكوبة.. والأمل وصمود هؤلاء الشباب.. ومتابعتهم للغناء من أجل حبهم لهذا البلد... نعم.. نعم بكيت.. كما لم أبـك أبدا كل حياتي.. بكيت لأنني شعرت لأول مرة أن الأمل لم يــمــت.. رغم كل ما يبذل ــ إثما وإجراما واعتداء وغباء ــ لقتل هذا البلد.. ســوريـا التي خلقت أولى الأبجديات وأقدم الحضارات.. قبل خلق جميع الأديان!!!...
واليوم شباب بزهرة العمر, يجتمعون ويؤلفون كورال Chorale, ويجدون ستوديو تسجيل.. لتسجيل أغنية لوطنهم.. رغم الخطر.. رغم عتمة الأحداث.. وقلة الكهرباء.. يكتبون كلمات جماعية تصور أحاسيسهم.. رفضهم للحقد.. كرههم للحرب.. ويسجلون بكلمات بسيطة أغنية حب.. واسمهم نحنا (نــحــن.. باللغة العامية)... نعم أنتم يا أحبتي أصدق ما أنتج هذا الوطن من صفاء ونقاء ومحبة وصمود.. أنتم الوطنية بلا زيف.. ولا خطابات عنترية.. أنتم المستقبل.. قبل السلام وبعد السلام.. أنتم البديل الحقيقي الذي سوف يعيد بناء هذا البلد... لأنكم أصدق صـورة لكل آمال شوقنا وحاجتنا إلى الديمقراطية الحقيقية والحريات الإنسانية.. والتي لم نعرفها قطعا.. سوى بالخطابات الطنانة والوعود المعسولة.. والتي لم نعرف ولم نــر لها أية صورة واقعية.. ولا أية تجربة عابرة سريعة.. لا بمخابر الأحزاب والحكام... ولا يوما واحدا على أرض الواقع... ولا بصرخات ( تــكــبــيــر ).. التي حولت صورة الآلهة من دعوة محبة وسلام.. إلى عودة الإنسان إلى الحيوانية والوحشية والتلذذ بالسحل والقتل وتقطيع الجثث.. والموت.. وغاية الموت.. ولا أي شـيء أخـر...
يا شابات و شباب فرقة نــحــنــا.. أنتن.. أنتم المستقبل.. وأنتم الحياة.. أنتم الحياة التي لا تموت.. لأن جيناتها سليمة صحيحة.. بعيدا عن فيروسات السياسات المزورة والخطابات الطائفية الحاقدة المدمرة.. أنتم الحياة التي تتجدد, رغم الأعاصير وصواريخ الموت والهتافات التكبيرية التي تدعو إلى موت الآخر...
أنتم خلايا ناصعة جديدة من جينات الحياة الجديدة.. أنتم ســــوريــا الحقيقية التي لن تموت رغم كل أشباح الموات التي تحوم حولها كل المساءات وتنشر العتمة ولا شيء سوى العتمة... أنتم النور.. لأنكم الجمال والحقيقة السورية الخالدة والتي لا يمكن أن تموت لأنها تتجدد منكم وإليكم... ولأنكم نــحــنــا.. ولأنكم المستقبل.. ســوريـا سوف تحيا... نعم ســـوريـا سوف تحيا.. وإنني أحيا بكم وبهذا الأمل... أحبكم.. أحبك يا فرقة نحنا الثقافية... أحـبـكـم... كما أحب الشام وسوريا.. والحياة........
************
على الهامش :
رغم الأحداث.. ورغم التفجيرات الآثمة المجنونة داخل مدينة دمشق.. وحولها.. يقيم الفنان المعروف والأستاذ بكلية الفنون نـزار صــابــور, معارض متواصلة له ولفنانين سوريين, كما يقدم العديد من لوحاته ولوحات طلابه وأصدقائه من الفنانين السوريين الذين يصورون واقع الألم والنكبة والجراح والموت الذي يهيمن على البلد.. كما يصورون الحياة والأمل والغد والسلام.. يعني الحياة وسوريا الحقيقية... معارض تستحق الزيارة والتشجيع... حتى نثبت لأعداء الحياة والفن والجمال والكلمة الحرة... أن الحياة مستمرة... وأن ســوريـا سوف تــحــيــا...
وجــب الــتــنــويــه
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي... وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بذكرى محمد الماغوط
- كلمات تأييد إلى السيدة نانا جاورجيوس
- مقال...و تعليق...
- كلمات إضافية إلى السيد محمد حسين يونس
- وعن القمة العربية في الكويت...
- عودة إلى سوريا... وإلى أديب سوري.
- فورد.. روبينشتاين.. وكرامة العرب المفقودة...
- رد واقعي حزين
- إني أصوت للرئيس بوتين...
- خواطر... عن سهرة سورية بفرنسا...
- والذي ينطق بالحقيقة.. يعدم!!!...
- الراهبات.. والرهبان.. وجبهة النصرة...
- وعن داعش.. والجزية في سوريا.. وهامش آخر )Bis(
- داعش.. والجزية في سوريا.. وعلى الهامش...
- عودة إلى.. برنار هنري ليفي, لوران فابيوس وشركاهم
- طوبى لمن يبحث عن الحقيقة...
- محاولة تفسير.. لأصدقائي الغاضبين...
- السيدان أحمد الجربا وأردوغان
- كلمة لصديقي جاد بوز...
- كيري.. يقرع طبول الحرب من جديد...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أغنية تحيا سوريا رسالة حب