أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - اسمك إيه يا أم محمد؟














المزيد.....

اسمك إيه يا أم محمد؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 11:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


’ليس الرجلُ كالمرأةْ/ النساءُ يعرفن الزهرَ/ والرجالُ لا يفطنون إليه/ إلا بعدما يذوبُ بين أصابعِهم/ مُخلِّفًا طِيبَه/ فيقولُ واحدُهم:/ كانت هنا زهرة!/ اسمي محفورٌ على باب البيت؟/ ذاك لا يعني/ سوى أن اسمًا محفورٌ على بابْ!/ فكلُّ بيتٍ يحتاجُ إلى اسم رجلٍ/ حتى ولو كان شاعرًا/ لا يشغلُ من البيتِ/ سوى مقعدٍ واحدٍ
في ركنٍٍ معتم.”

***


"دخل شابٌّ لا يتجاوز 19 عامًا، إلى قاعة المحاضرة يتعثر في خطواته. وبارتباك شديد، راح يعتذر عن عدم حضور المحاضرة قائلا إن (اﻷ-;---;-----;---هل) في المستشفى؛ وإنه الابن الوحيد بالعاصمة، ويتعين عليه التواجد. 
-;---;-----;---لا أعرف ماذا كان عليَّ أن أقول، وهو يتحدث، إلى امرأة وليس رجلا، عن أمه واصفًا إياها بوصفٍ معتم، ومُكنيًّا عنها بالجمع المغلق والعام!! أفكر أنه ربما اختلق كذبة لزملائه أو أساتذته الرجال؛ حتى لا يأتي على ذكر (أمه) التي حملته مباهيةً الجميع ببطنها المنفوخ، ثم بملابسها المتسخة من قيئه ورائحة دفقه المتواصل! وأكاد أراها اﻵ-;---;-----;---ن تنظر لجاراتها المريضات على أسِرّة المستشفى بزهو حين يأتي لزيارتها قائلة: (هذا ابني الجامعيّ الذي ربيته بضوء عيني، ومائها، وبهذا الجسد المتهالك من حمله وتنشئته.)

-;---;-----;---لقد أُسقط في يدي. لم أكن أتخيل، مجرد تخيل، أن هذا اﻷ-;---;-----;---مر مستمرٌ حتى هذا الجيل. وأن الخجلَ من اﻷ-;---;-----;---م واﻷ-;---;-----;---خت والزوجة والمرأة بشكل عام، ينتقل بالوراثة أو بالعدوى الاجتماعية.
-;---;-----;--- ولا تزالُ الحال العربية الذكورية تُضفي على قلوبنا وعقولنا الكثير من الدهشة كل يوم برجعيتها وتخلفها وظلامها. 
-;---;-----;---فيا أمَّه المريضة التي يخجل من ذكرها، كلُّ عام وأنت بخير!”
بهذه الكلمات الجارحة هنأت الشاعرة العُمانية "د. فاطمة الشيدي" أمًّا مريضة لا تعرفها، ترقدُ الآن على فراش المرض في عيد الأم، في إحدى مشافي مسقط، العاصمة العُمانية. أمٌّ، مثل معظم الأمهات على طول الشريط العربي من المحيط للخليج، حملت جنينَها في أحشائها وهنًا على وهن، بحبٍّ وفرح وترقّب. حتى إذا ما جاءها بعد طول انتظار، باهت به العالم، وسهرت ليلةً في إثر ليلة، وحلّقت حوله نهارًا بعد نهار مثل نحلة في مملكة العسل والتعب تعلّم وتربي وتُطعم وتنظف حتى ينمو أمامها برعمةً فزهرة فشجرة مورقة. فإذا ما استوى أمامها شابًّا جميلا، راح يتنكّر لها، ويُخفي اسمَها عن أقرانه! وإذا ما "اضطر" اضطرارًا" أن يذكرها، نعتها بـ"البيت"، "الأهل"، "الجماعة"، متهربًا من ذكر النعت الحقيقي الأوحد: “الأم". وينطبق الكلام ذاتُه على "الشقيقة"، ورفيقة الدرب، "الزوجة" التي تكافح حتى تفي قروشه القليلة بإطعام أولاده، الذين سيعلمهم بدوره أن يخجلوا من أمهم، بمجرد أن يشبّوا عن الطوق!
أسألُ سيدة: “ما اسمك؟"، فتجيب: “أم محمد.” وحين ألحُّ في معرفة اسمها "هي"، تجيب على استحياء، وكأنني أود كشف عورتها، قائلة: “سميرة"! لماذا يا سميرة تتبرأين من اسمك، وتبحثين عن عكاز يحمل في طياته "اسم ذكر"، حتى ولو كان هذا الذكر هو ابنك الذي ما زال يتغوط في سرواله؟!
أسأل امرأة أخرى: “ما اسمك"؟ فتقول: “أم سيد". فأردف: “وكيف حال سيد؟" تسألني بدهشة: “سيد مين؟" فأجيب: “سيد ابنك!” فتضحك قائلة: “أنا معنديش عيال. سيد ده اسم أبويا، عشان عيب أقول اسمي.” لماذا عيب يا التي بلا اسم؟! أم تُراك نسيتِ اسمك؟
حين يقول لك أحدهم: “البيت عيان"، وهو يقصد أن زوجته مريضة، قل له: "فعلا، البيت عيان لأن جدرانه تضم أمثالك.” وإن سألتَ امرأةً عن اسمها فأجابت بـ "أم فلان"، لا تُكمل الحديثَ معها حتى تُفصح عن اسمها. أولا كي تساعدها على تذكر اسمها الحقيقي الذي ستُنادى به يوم القيامة، وثانيا، لأنك لا تتحدث مع أقنعة.


***
* من قصيدة "الشرفة"| ديوان "قارورة صمغ" | فاطمة ناعوت |دار "ميريت" 2007.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباليه... فوق كفّ مصر
- ابحثوا عن قاتل -ماري- الحقيقي.
- معندناش كتب خيالية
- مليون إنسان في بيتي
- رسالة إلى حابي
- الشاعرة اللبنانية زينب عساف تكتب عن ديوان الشاعرة المصرية فا ...
- وجدى الحكيم أيام زمان
- 13 مارس 1950
- أغلى سيارة في العالم
- أمي، و-أحمد رشدي-
- هنا كردستان
- القتل على العقيدة
- تُرى كيف يقرأ هؤلاء؟!
- متى يطمئن مرسي؟
- صولجان -نادر عباسي- المستبد
- الديكتاتور محمد صبحي
- المرأة بين عقيلة وفرحات
- حوار قديم مع فاطمة ناعوت 2006 | ناعوت: الشاعر راء لأنه لا يق ...
- الحبُّ قد أمر
- وجوه أجدادي


المزيد.....




- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - اسمك إيه يا أم محمد؟