أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العمشاني - العراق غابة يتفرج عليها المالكي














المزيد.....


العراق غابة يتفرج عليها المالكي


محمد العمشاني

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)
تحكي مدونات التاريخ، عن متعة الاقطاع الروس، قبل الثورة البلشفية عام 1917، بصيد البشر، وكذلك الامريكان الاوائل، يحصرون العبيد في أسيجة ويطلقون كلاب صيد مسعورة تنهشهم، وليس غريبا على ذاكرة التاريخ، حلبات الارمن الفظيعة، في ما يروي أصدقاؤنا الكرد، عن شيوخ عشائر "الجاف" الذين يتخذون من الفلاحين أهدافا لبنادقهم، من باب التسلية، في الـ "week and".
والحال تعيد نفسها.. الآن، في ظل انزواء حكومة نوري المالكي، خلف متاريس برجها العاجي، منيفا منعيا لا يقتحم، مسورا بالحراس المدربين، والكلاب فائقة التشمم، بينما الشعب، يتلظى بالسيارات الملغمة، ومظاهر التفخيخ.
وهو ذات الداء الذي أودى بالطاغية المقبور صدام حسين، بالتداعي من أبراج قصوره التي بناها من جوع الشعب، الى حفرة مهملة، آوت عزلته، على مشارف تكريت، بعد أن ضاقت عليه الأرض بماوسعت؛ لأنه عني بنفسه وأهمل الدولة.
وأظن حفرةً ما، على مشارف "طويريج" تنتظر المالكي... هذا المصير، متوقع له؛ لأنه عني بجماعته.. يسرقون ولا يحاسبون ويقتلون ويفلتون من العقاب.. يفتعل عداوات إقليمية، في وقت توجب خلاله مصلحة العراق، شيئا من توفيقية، وتهدئة، مع من نكره ومن نحب.. على حد سواء.
فهل انتخب العراقيون، إقطاعيا يقبلون سوطه؛ باعتبارهم شعبا يحب جلاده.. ليس بعيدا؛ ربما يعيدون الخطأ، بانتخاب اقطاعي، إذا تكررت له ولاية ثالثة، سيضع صدام حسين وراءه، لكن حفرة طويريج ستبقى امامه، مثلما لفظت حفرة تكريت صدام الى حبل المشنقة.
المشكلة يا أخوان، ليست في إعدام صدام، الذي يشكل قدرا بانتظار المالكي، إذا ورط الشعب بولاية ثالثة تجير البلاد والعباد له، انما في بنية مجتمع لا يحسن التخطيط لمستقبله، انطلاقا من الواقع، الذي يستثمر ثرواته الى أقصاها.
قيل ما فرعنك، قال لم أجد من يوقفني عند حد العقل، وتلك هي الحقيقة، التي يبعثها العراقيون، فيمن يتولى شؤون الحكم.. انهم عبيد السلطة، يبالغون بالرضوخ في طاعة الحاكم، حد الاستخذاء.
لكن كل ما قلته، عفى عنه الزمن، المفروض ان العالم الآن، بلغ حدا فائق الوعي، وتخلص من الاخطاء المتوارثة، المجتمعات تعيد تشكيل نفسها بموجب المستجدات، فهو لم يعد كما كان قبل اكتشاف الكهرباء وانطلاق التصنيع والثورة الفرنسية واكتشاف النفط في ارض العرب.. العالم يتمحور حول اخطائه، يحتويها متحولا من مستوى معاشي الى آخر.
لكن العراقيين، لا يجيدون التحول ولا التعامل مع الوفورات الممكنة، في حياتهم، من نفط وزجاج وفوسفات وماء وزراعة وسياحة و...
طبيعة العراقي، حولت نعم الله السابغة، نقمة، اذ قالت الكاهنة طريفة الخير : "من اراد كنوز الارزاق والدم المراق فليذهب للعراق".
(2)
العراقيون شعب ينشئ إقطاعا يتسلى بصيده في الـ "week and" وهذا ما أخشى ان يؤكدوه، بانتخاب من اهملهم ثماني سنوات، وتذكرهم قبل الانتخابات بأقل من شهرين، مثل صدام الذي صرف حصتين تموينيتين اثنتين، قبل سقوطه، والمالكي الان يعيد التجربة، خارجا من إنزوائه، في المنطقة الخضراء، ليسهم في إطفاء باقي العراق الذي تركه، منطقة حمراء طيلة دورتين مضتا، لكن أثرهما ما زال ينغص فرحتنا بسقوط صدام.
أليس كذلك؟ إذن لا تعثروا بحجر انتخاب الطاغية المالكي ثالثة، خلاف الدستور؛ لأنه مجرد ترشحه لدورة ثالثة، من دون منجز حقيقي، يعني تهافته على السلطة واقباله المحموم على مغرياتها، لا ينوي خدمة العراق؛ لأنه لو أراد خدمة (جا) ما إدخرها ثمانية اعوام واطلقها قبل الانتخابات بشهرين.
ولم يكتف بالاحجام عن تقديم الخدمات للشعب، بل افتعل أزمات، كي يتفضل على الشعب بحلها؛ فينتخبوه، ومع الوقت يتحول الاقتراع الى مهزلة، مثل استفتاءات صدام.
الا ترون ان كثرة المقارنة مع صدام تدل على انه قدوة للمالكي! أفبعد الحق الا الضلال؟ الذي يعيدنا عبيدا للحاكم المتسلط؛ نسترضيه بالطاعة إستزلاما، من دون ان نتماهى مع التحولات الكونية، التي يشهدها العالم، من ديكتاتوريات متعفنة الى ديمقراطيات متفتحة على النور والهواء.



#محمد_العمشاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على خطى سلفيه جمال وصدام المالكي يلوّح بصواريخ -ارض - ارض- ل ...
- الانبار تنزف في مغارة المالكي كف إرهابك عن شعبك ثم أقم مؤتمر ...
- ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم المالكي يغسل الفساد بدم الحسين
- صدام دمر ثلث الدولة والمالكي أجهز على الثلثين المتبقيين
- قلنا للمالكي ف -غلس- ونتمنى على علاوي الا...
- قسمة غرماء.. ليت علاوي ما زال جادا 11 عاما ولم ترتوِ شهوة ال ...
- الكهرباء لا تنقطع قبل الانتخابات بعدها يجف سريان التيار في ا ...


المزيد.....




- بشخصيتين.. دنيا سمير غانم -عايشة الدور- في رمضان
- لماذا لم يُبعد السجين الأردني في إسرائيل عمّار الحويطات إلى ...
- سوريا: تنصيب الشرع -الجولاني- رئيساً للمرحلة الانتقالية وحل ...
- تعيين أحمد الشرع رئيسا لسوريا في المرحلة الانتقالية
- تركيا تعلن مقتل 3 من مواطنيها بغارة إسرائيلية على الحدود الل ...
- إعلام مصري يبرز -لاءات- السيسي الحاسمة على مقترح ترامب
- إيطاليا تواجه اتهامات بالتنصل من التزاماتها الدولية بعد الإف ...
- الرئيس الألماني يحذر من ارتداد بلاده إلى -عصر مظلم-
- الدفاع الروسية: إسقاط 4 مسيرات أوكرانية فوق القرم وبيلغورود ...
- كينيدي جونيور: أنا داعم للسلامة والتقارير الإعلامية حول اللق ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العمشاني - العراق غابة يتفرج عليها المالكي