عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 18:17
المحور:
الادب والفن
مُختارات .. من قِصَصِ الأنتخاباتِ .. القصيرةِ جداً .
( 1 )
قالَ لي : إنّهُ لنْ ينتَخِبَ ، ( كعادتهِ في مثل هذه المناسبات ) ، أيّ رَجُل .
وإنّهُ { سينتَخِبُ من بين النِساء ، من يعتقد أنها صاحبةُ أجملِ وجهٍ .. في هذا
" العراق العظيم " .
وجهٌ جميلٌ فقط .
هذا أفضلُ ما يمكنُ للديموقراطيّة أنْ تمنَحَكَ إيّاه ، في هذا البلد المُلَبَّدِ بالقُبْحْ .
وجهٌ جميلٌ فقط .
لا سيرة نضاليّة .. ولا تاريخ طويل في المعارضة ضد الدكتانوريّة .. ولا خدمة جهاديّة .. ولا حُسنُ سيرةٍ وسُلوكْ . }
وتابَعَ قائِلاً : { بِرَبِّكَ قُلْ لي .. كيف يُمكِنْ أنْ تكونُ المُرَشّحةُ جميلة ، أو تستطيع أنْ تبقى جميلة .. وقد سبَقَ لها ، وإنْ مَرّتْ بهذه المصائب كلّها.هذا غيرُ ممكن .
وجهٌ جميلٌ فقط .
أشعرُ وأنا انظُرُ إليهِ .. أنّهُ ينضحُ عِطْراً. ذلكَ العِطْر الذي أُحِبّه.
لا أريدُ شهادات .. ولاعائلات .. ولا برامج .. ولا سياسات .
أريدُ وجهاً جميلاً فقط . يقفُ وحدهُ وسطَ اللافتة ، دون زَوجٍ مُخيفٍ ، أو رئيس كُتلَةٍ يرفضُ أن يبتسِم . }
وقد سَبَقَ لصديقي ، وإنْ طبّقَ هذا " السلوك " الأنتخابيّ في الدورتينِ السابقتين .
صحيح أنّ الوجوه التي إختارها ، لمْ تَفُزْ أبداً . غيرَ إنّهُ متفائلٌ جدّاً هذه المَرّة .
قالَ لي قبلَ قليل ، وقدْ هدّهُ تَعَبُ التجوالِ بين اللآفتات :
{ إنّهُنَّ .. المُرَشَحاتُ اللواتي يَنْضَحْنَ عِطْراً .. ذلكَ العِطْر الذي أحبُّهْ .. لمْ يُعَلِّقْنَ كاملَ صُوَرَّهُنَّ بعد .
ولكنْ يبدو أنّ الحُلواتَ .. كثيراتٌ جدّاً ..
في هذه الحَمْلَةِ الأنتخابيّةِ " الفاتِنَة " . }
( 2 )
يبدو أنّ للبطّانِيّاتِ " الأنتخابيّةِ " .. رائحةٌ أخرى ،
غيرُ رائحةِ " البطّانيّةِ " التي نعرفُها جميعاً .
رائحةٌ شبيهةٌ برائِحةِ " الدَمِ في البطّانِيّةِ " .*
تلكَ الرائحةُ التي كُنّا نألَفُها .. لأنّ الآباءَ كانوا جُنوداً في جميعِ الحُروبِ .. التي لمْ تَكُنْ حُروبَ أيّ واحدٍ منهُم .. في يومٍ ما .
ونحنُ ، أطفالُ أولئكَ الجنود ،
يُريدونَ لنا .. أنْ نألَفَها الآن .
*{ أعتقدُ أنّ أحمد عبد الحسين ، هو اوّلُ من كتَبَ .. عن تلكَ الرائحة. }
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟