|
مُقاربات إنتخابية
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 14:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل من المعقول ، ان تقوم أي سُلطة حاكِمة ، بدفع المواطنين دفعاً ، الى " اليأس " من أية عملية إصلاح ؟ .. هل من الممكن ، أن تغرس فيهم ، الإقتناع ، ب لاجدوى مُحاولة التغيير ، هل تنجح السُلطات الحاكمة ، في تحويل الكتلة الكبيرة من الجمهور ، الى مُستسلِمين لِقَدَرِهم ، خانعين سلبيين ؟ . أعتقد ان السُلطة في أقليم كردستان ، عملتْ بصورةٍ مُمنهَجة ، في هذا الإتجاه .. أما ، ما مَدى نجاحها في مسعاها ، فأن نتائج إنتخابات 30/4/2014 ، ستُظهِر ذلك بوضوح : * عموماً هنالك ثلاثة فئات من الناخبين : الأولى / المنتمين لحزبَي السلطة ، أي المُستفيدين من الإمتيازات بصورةٍ من الصُور ، وهؤلاء حسب إعتقادي لايتجاوزون ال 10% من الناخبين ، فإذا سَمَيناهُم الذين " يلحسونَ مُباشرةً " ، فالفئة الثانية / يمكن إعتبارهم ، يلحسون الذين يلحسون مباشرةً ! ، أي البطانات والوسطاء وماسحي الأجواخ والعشائريين .. الخ ، وهذه الفئة قد تصل في أحسن الأحوال الى 30% من مجموع الناخبين . أي بمعنى أن حزبَي السُلطة في الأقليم ، يحصلون في الواقع على أصوات حوالي 40% من الناخبين . ولنأخُذ نتائج إنتخابات 21/9/2013 نموذجاً ، إذ حصل الحزبان ، على 56 مقعداً من مجموع 100 " عدا مقاعد الكوتات ال 11 " . فإذا كان إستحقاقهم " حسب نظريتي " ، 40 مقعداً فقط ، فأن المقاعد ال 16 الأخرى ، ناتجة عن التزوير والمخالفات بأنواعها ، حيث ان القوة والمال والهيئات المتنفذة والإدارة ، كُلها بيد الحزبَين . في حين ان أحزاب المعارضة الثلاث : التغيير / الإتحاد الإسلامي / الجماعة الإسلامية ، والاحزاب الأخرى حصلت على 44 مقعداً . رغم انها لاتمتلك إمكانيات مادية مُقارنة بحزبَي السلطة ، وليس تحت تصرفها أية قوات مُسلحة أو أمنية .. بل أنها عانتْ من المُحارَبة والتهميش والضغوطات ومحاولات سرقة أصواتها . أرى لو كانتْ إنتخابات 21/9 ، أكثر نزاهةً وشفافية ، لكانتْ النتائج معكوسة ! . * على أية حال .. قام الناخبون ( غير المؤيدين لحزبَي السُلطة ) في إنتخابات 21/9/2013 ، بواجبهم بصورةٍ جيدة الى حدٍ ما .. وكانوا يأملون ، ان تُشارك أحزاب المعارضة في الحكومة الجديدة ، وتقوم من خلالها بفرض إصلاحات حقيقية . لكن المماطلة الممنهجة من قِبَل حزبَي السلطة ، تدفع الناس الى التساؤل : هل حقاً ان الحزبَين مستعدان لتقاسُم السُلطة مع الآخرين ؟ .. بمعادلة بسيطة : خلال السنوات 2009 / 2013 .. كان الحزبان بما يمتلكان معاً من 62 مقعدا في البرلمان ، يحوزان على 100% من السلطة والمال . فهل من المعقول ان يتنازلا اليوم عن جزءٍ كبير من السلطة ، وهما يمتلكان 56 مقعداً ؟ .. ولا سيما بالنسبة الى الشريك الأكبر ، أي الحزب الديمقراطي الكردستاني .. ففي 2009 كان له 33 مقعداً ، بينما في إنتخابات 2013 ، حصل على 38 مقعداً لوحده .. فهل من السهل ، ان يتخلى عن قسمٍ من السلطة ( ففي الواقع ان الديمقراطي ، كان عملياً خلال السنوات الخمس الماضية ، يتصرف تصرُف " الأخ الأكبر " بالنسبة الى الإتحاد الوطني " حتى قبل ان يغيب الطالباني عن الساحة ! ) .. ولم تكن مفاصل من السُلطة ، مناصفة بينه وبين الإتحاد ، بل ان ملف النفط والغاز / العلاقات الخارجية / العلاقة مع بغداد .. كانتْ تحت يد الحزب الديمقراطي بشكلٍ شُبه كامل . * راوغَ الحزب الديمقراطي خلال الأشهُر الستة الماضية ، وإستطاع بتواطُؤ الإتحاد الوطني معه ، مُشاغلة الآخرين تدريجياً ، الى ان إقتربَ إستحقاق إنتخابات 30/4/2014 .. فأصبح أشبَهَ بالأمر الواقع ، أن يتأجل تشكيل الحكومة الى ما بعد الإنتخابات . المُراهنة الآن هي : إذا إستطاعتْ حركة التغيير / الإسلاميين / الأحزاب اليسارية ، الحصول على أغلبية مُريحة في مجلس محافظة السليمانية ، وكذلك على ما يُقارب نصف عدد أعضاء مجلس محافظة أربيل ، وحتى زيادة نسبتهم في مجلسَي محافظتَي دهوك وكركوك .. من جهة ، ومن جهةٍ أخرى ، الحصول على أكبر عددٍ ممكن من الأصوات في إنتخابات مجلس النواب العراقي .. فأن حِزبَي السُلطة ، في هذه الحالة ، لن يكون أمامها إلا الرضوخ الى شروط المعادلة الجديدة . ولكن هل ذلك ممكن الحدوث حقاً : - على التغيير والحزبَين الإسلاميَين ، ان يحافظوا على تماسُكهم ، لأن أي إنفراطٍ سيكون له نتائج في مصلحة الحزبَين الحاكمَين . - على الأحزاب الثلاثة أعلاه ، أن تُوّجِه ناخبيها المُفترضين ، أن لايستسلموا لليأس والقنوط ، وان يُشاركوا بصورةٍ واسعة في الإنتخابات . وان لا يتأثروا بالإغراءات المادية ، التي من المتوقع أن يُلجأ إليها في الأسابيع القادمة من قِبَل السُلطة ، إستغلالا لأزمة الرواتب . - ليس من المُستبعَد ، ان تُفتَعَل أحداث خطيرة في الأيام القادمة ، ولا سيما في السليمانية وكرميان ، وحتى في المناطق المتاخمة للحدود مع سوريا وغيرها ، هدفها إرباك الوضع الأمني ، والتخويف من التهديدات الخارجية .. بحيث تُطرح مسألة قانون الطوارئ وتأجيل الإنتخابات الى أجلٍ آخر ! . ينبغي التصدي لهذه الإحتمالات ، والتهيؤ مُسبقاً للتعامُل معها . ............................... ينبغي إستغلال الأزمة المالية الحالية ، من جهة ، ان حزبَي السُلطة الآن ، لاتستطيع أن تُقّدم الهدايا والحوافز والأموال " بنفس الدرجة التي كانت تقوم بها في السنوات الماضية " لل 30% من الذين يلحسون جماعة اللحس المُباشر أي ال 10% ! . بمعنى آخر ، ان ال 10% من الناخبين ، سيصوتون في كُل الأحوال لأولياء نعمتهم من الحزبَين الحاكمَين .. لكن لو تأثرتْ المصالح المادية لجُزءٍ من ال 30% .. فأنهم مُستعدون لتبديل ولاءهم .. أرى ان يُستهدَف هؤلاء بالذات ! . ينبغي أيضاً .. التركيز أكثر من السابق ، على مُراقبة جميع مراحل العملية الإنتخابية ، وفضح أي تزويرٍ مُحتمَل .. للحَد من التلاعُب في النتائج . أعتقد ، انه ليسَ أمامنا أمل .. غير المُشاركة بكثافة في الإنتخابات والتصويت لمن نرى فيهم النزاهة والإخلاص .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنتخابات المحلِية التركية .. والعراق
-
الشيوعي العراقي .. نزاهةٌ و تواضُع
-
الزَوْج والحَديقة
-
.. التسرُع يُؤدي الى الضِياع
-
ديمقراطيتنا الفريدة
-
نَوروزيات
-
لكَي تُحّقِق حلمكَ ، يجب أن تستيقِظ
-
- أبطال - الساحة السياسية اليوم
-
زيارة البارزاني الى ( وان ) ، بين مُؤيِدٍ ومُعارِض
-
أُذُن الحِمار
-
ماذا يفعلونَ في بغداد ؟
-
سيدتي .. لا أملكُ غير كلمات
-
إنتبهوا الى فَرق التوقيت
-
رُبَّ ضّارةٍ .. نافعة
-
إنترنيت يشتغل ب - الكباب - !
-
أحد أسباب أزمتنا المالية
-
- كِذبَة نيسان - والدعاية الإنتخابية
-
لا حَميرَ في أقليم كُردستان
-
أزمَة الرواتب في أقليم كردستان
-
قَبْلَ ... وبَعدَ
المزيد.....
-
ترامب: إسرائيل لن تكون في وضع جيد إذا استمعت إلى البيت الأبي
...
-
مصر.. توقعات بارتفاع التضخم بعد زيادة أسعار الوقود للمرة الث
...
-
-البريكس بلس- في ضيافة روسيا.. بين الأهداف والواقع ورغبات بو
...
-
حرب غزة: هل تسعى إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين من شمال القطا
...
-
حبس ليبي احتياطيا: ماذا نعرف عن خطة الهجوم على سفارة إسرائيل
...
-
الجيش الإسرائيلي يضرم النار بمراكز الإيواء في محيط المستشفى
...
-
بوتين: العلاقات بين روسيا والإمارات ترقى لمستوى الشراكة الاس
...
-
-حماس- تطالب بتحرك دولي عاجل ردا على تنفيذ إسرائيل -خطة الجن
...
-
مظاهرات في بروكسل تضامنا مع غزة ولبنان
-
الفصائل العراقية: سنواصل ضرب إسرائيل
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|