أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم حجازين - سوء صناعة الدول














المزيد.....

سوء صناعة الدول


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 15:56
المحور: كتابات ساخرة
    


اعتاد التاريخ على نشأة الدول في مجراه بطريقة قريبة للفهم والمنطق، منذ أن ظهرت اول مؤسسة تطورت إلى دولة لاحقا في العالم، وكانت الدول تتشكل بفعل تغيرات اقتصادية اجتماعية جذرية اهمها ظهور الطبقات الاجتماعية، التي دفعت بالناس حينها لتطوير الادوات والمؤسسات التي يملكونها لادارة تجمعاتهم ومجتمعاتهم مما أفضى في نهاية الامر إلى تشكل الدولة، التي ما فتئت تتطور وتتغير حتى كانت تاخذ الشكل الملائم لتحقيق مصالح الطبقات والفئات الاجتماعية التي فرضت ارادتها على مجموع سكان تلك المنطقة والعلاقة مع التجمعات المجاورة او غير المجاورة والذي وضع مقدمات ركن السيادة والعلاقات الخارجية بين الدول.
لسوء حظ البعض كانت تجربة منطقتنا في تشكيل الدول سواء كانت كبيرة او صغيرة مشابهة للتوصيف اعلاه، مما جعل تقييم طريقة نشاة هذه الدولة او تلك إن جرت بطريقة سليمة ام لا وفقا للمؤرخين وعلماء السياسة والاجتماع خاضعا للعلم والمنطق. بالرغم من ان العلماء كانوا منفتحين على تجارب اخرى لنشوء الدول تغني المعرفة البشرية، حيث لا يرفض العلماء اليوم قبول وجود او ظهور صيغا او طرقا اخرى لتشكل الدول عدا ما هو ومعروف.
ولسوء حظ البعض ايضا انه لم يكتشف طرقا اخرى او جديدة لتشكل الدول عدا ما هو معروف إلا الطرق التي ارست لها دول الاستيطان العنصرية الجديدة في العالم الجديد الذي اكتشفه كرستوفر كولومبوس اوالمشروع العنصري الاستيطاني في فلسطين وكذلك في كل من استراليا ونيوزيلاندا على يد الانجلو-سكسون الذي تضاف إلى ماثرهم الكثيرة هذه المأثرة أيضا، واعذروني ان لم اذكر مناطق اخرى داستها الحضارة الغربية عدا ذلك نشير إلى دور الرجل الابيض في نشأة دول في امريكا اللاتينية بفعل الاستيطان ايضا اخذت طابع لاتيني مختلف عما اضافه الانجلو سكسون من جرائم إلى جانب جرائم التطهير العرقي والبشري الذي كانت دوما تقوم به ولا تزال جماعات بشرية متوحشة طوال مراحل التاريخ.
لسوء حظ هؤلاء ان طريقة وصيغة نشأ’ الدول من قديم الزمان في المنطقة العربية لم تخرج عن الصيغ التي اصبحت معروفة لنا من سومر وأشور وبابل في بلاد الرافدين وكذلك الدول والدول الموحدة في بلاد النيل واليمن بدولها المعروفة وكذلك في شمال افريقيا بالاضافة إلى الدول الاصغر التي وجدت في سوريا مكانا طبيعيا ملائما لها من دولة العمونيين والموأبيين إلى الدول الأرامية والكنعانية التي انتشرت في ربوع سوريا التاريخ والجغرافيا.
يحتاج تنشكل الدولة بعناصرها واركانها إلى عوامل اساسية، ارض بحدود تاريخية طبيعية فالدولة طبعا تنشأ على الارض بشكل طبيعي، وكذلك شعب واحد متجانس بحد ادنى لغة وثقافة مشتركة مترابط اقتصاديا مع ارضه وفيما بينه تتلاقح هذه العوامل فتتكون الدولة جنين في رحم التاريخ، الارض-الام، والشعب-الاب وتبزغ العوامل المهيئة لولادة الدولة، وبعد ذلك يمكن ان يقوم احدهم برسم خريطتها.
كثرة هي"الدول"التي رسمت خرائطها أولا ثم اوجدت في واقع لا يزال غير حقيقي، الام معروفة هي الاستعمار ومصالحه في المنطقة، وهي التي صاغت كل ما يحيط بهذه الدول في داخلها وخارجها اما الاب فلا وجود له، فمثل هذه الدول تولد دون تاريخ، فجأة تظهر ومن الضروري انها فجأة ستختفي،
منطقتنا كانت دوما مكان للدول الاصيلة ولكن قطع تاريخها: المنطقة ودولها بفعل العامل الخارجي. عندما وافقت اقوامها يوما وبفعل ضعفها على تسليم مقدراتها وارضها وحكمها لغريب جاءها تحت مسميات مغرية ولكنها مميتة، حكمها المغول والسلاجقة والايوبيين والمماليك والعثمانيين مدة الف عام . بعد ذلك صار اصحاب الباع الطويل في تدمير العالم وإفناء البشر يصنعون الدول، يرسمونها خرائط ويقيمونها في اليوم التالي. هكذا هم يسيؤون للتاريخ ومنطقه وقوانينه ويصنعون دولا ليست بدول.



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزعات الفاشية في سياسات دول الغرب
- لمواجهة مخططات كيري فلسطينيا
- باستطاعتنا افشال مشاريع كيري التي تنسف المشروع الوطني الفلسط ...
- ابراهيم حجازين -باحث وكاتب أردني، ناشط يساري وعامل في مجال ح ...
- من القبيلة إلى الدولة
- مخطط إعادة ترسم المنطقة العربية وأدواته
- الأردن في مرمى النار
- لا قرار برفع الاسعار الا من حكومة دستورية وموثوقة من الشعب ب ...
- الأردن: قانون الانتخابات وتداعياته
- لا ديمقراطية دون عدالة اجتماعية
- في محاولة فهم البيروقراطية الأردنية و الدور المتبقي لها
- الأزمة في الأردن إلى أين؟ وسبل الخروج منها
- الحق في الكرامة الإنسانية جوهر مطالب الثورات العربية
- شروط نتنياهو ومستقبل الأردن
- على هامش تقرير مجموعة التفكير الاستراتيجي لماذا نرفض الكونفد ...
- لماذا يجب علينا أن نرفض الكونفدرالية
- مفهوم وواقع الحريات الأكاديمية في الجامعات الأردنية
- بحثا عن القاعدة الاجتماعية: شذوذ النهج الليبرالي أضعف جهاز ا ...
- قراءة في برنامج الجبهة الوطنية للإصلاح في الأردن
- هل يحتاج الأردن لدخول مجلس التعاون الخليجي!


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم حجازين - سوء صناعة الدول