أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نفهم الايمان؟














المزيد.....

كيف نفهم الايمان؟


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 11:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:..............

يقول القرآن:( ربنا انا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا..)-آل عمران 193

أقول: المفهوم من هذه الآية يتعارض مع كلام علماء الدين من لزوم الايمان على اساس الدليل والحجة,فالآية صريحة في ان هؤلاء المؤمنين استجابوا لنداء الايمان بمجرد ان سمعوا مناديا يناديهم ويطلبهم منهم الايمان بالله دون مطالبته بالدليل والحجة.. هنا لابد من بيان معنى الايمان وهل انه عبارة عن التصديق بمجموعة من العقائد الدينية المقترنة بالحجة والدليل كما يقول علماء الكلام,وحينئذ تكون الاية ناقصة لانها لا تتضمن أية اشارة للمطالبة بالدليل.او ان الايمان عبارة عن سماع صوت الحق في القلب والانجذاب الروحي اليه كما يقول العرفاء,وهذا يعني ان كل شخص يتمتع بوحي باطني ويجد في نفسه دافعا نحو طلب الحق والكمال والخير ولكنه لا يجد الطريق له,وعمل الانبياء كان مجرد الاشارة للطريق مثل علامات المرور في الطرق العامة,فحينئذ تكون الآية صحيحة ولا تحتاج الى تأويل او تقدير,ويكون المعنى ان المؤمنين سمعوا النبي ينادينهم للايمان فكأنهم وجدوا ضالتهم ووجدوا ان هذا النداء يتوافق مع وجدانهم فسارعوا للايمان به..

ولتوضيح رأي العرفاء هذا ينبغي القول ان القضية الاساسية للاديان هي الايمان بالله لا وجود الله نفسه,اي ربط الانسان بالله لا اثبات وجود الله والمعاد والنبوة وما الى ذلك من معتقدات دينية,لأن المشركين -كما يصرح القرآن- كانوا يؤمنون بوجود الله ولكنهم يرتبطون روحيا مع الاصنام,ومن شأن الايمان بوجود قوة غيبية تمثل الحق المطلق والكمال المطلق اخراج الانسان من سجن الانا وكسر قيود الانانية والنفعية التي تكبل عقله وارادته الخيرة وتعيقه عن الحركة باتجاه الكمال المعنوي والاخلاقي والخروج الى رحاب الانسانية.. ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم ينفع هذا الايمان لدى المتدينين في ايصالهم الى الكمال الاخلاقي والمعنوي, اي لماذا لم يحقق هذا الايمان الغاية منه بحيث ادى الى اعراض الكثير من الناس وبخاصة المثقفين عنه؟

الحقيقة ان المسؤول الاول والاخير عن الظاهرة المحزنة هم علماء الاسلام ورجال الدين الذين حرفوا معنى الايمان من دعوة وجدانية الى الخير والانسانية والانعتاق من الذات الانانية, الى لزوم التصديق بمعتقدات ذهنية من وجود الله والآخرة والنبوة ومجموعة من الاحكام والتشريعات التي يجب الالتزام بها في حركة الحياة كشرط للنجاة من النار ودخول الجنة, وكان لهذا الانحراف تأثيره الخطير والمدمر في حياة المسلمين,لأن تحويل الايمان القلبي الى عقائد يفقد الانسان دافعه الوجداني نحو الكمال المعنوي وتكون العقائد الذهنية والاحكام الشرعية هي المحرك له بدل الوجدان,وبما ان الانا موجودة في الذهن فيسهل عليها اصطياد هذه العقائد والاحكام الدينية والاستيلاء عليها وتسخيرها لصالحها فلا يستطيع المرء بعدها سلوك الطريق نحو الله بل يتحول الدين الى سلاح فعال لتكريس الانا والانانية والنفعية في الفرد والمجتمع,وطبيعي عندما يشاهد المثقفون هذا الاستخدام البغيض للدين يتبرؤون منه ومن كل شئ يرتبط به بل يفقدون الانجذاب القلبي لله ويسلكون سبيل الالحاد لانهم تصوروا ان الله هو الاعتقاد بوجود الله في الذهن الذي يفتقد الى مبررات عقلية قوية لا سماع صوت الحق والحقيقة في القلب والانجذاب نحو الخير والانسانية في الوجدان.

ويترتب على ما تقدم من الانحراف في معنى الايمان عدة امور,أهمها:
1)ان الايمان بمعنى العقائد الذهنية بوجود الله والآخرة والنبوة والشريعة يسهل سرقتها من قبل الانا واستغلالها لصالحها كما تقدم,اما الايمان بمعنى الحب والانجذاب نحو الحق فهو أمر وجودي لا ذهني فلا تستطيع الانا السيطرة عليه واستغلاله.

2)ان الايمان بمعنى العقائد يدعو الانسان الى الحصرية في الحق وأن الحق يتمثل في هذه المعتقدات فقط وما عداها باطل,ويترتب على ذلك الطائفية والكراهية لاتباع الاديان والمذاهب الاخرى, اما الايمان بمعنى الانجذاب القلبي نحو الله فيفتح المجال للتعددية والقول بأن الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق.

3)التركيز على الطقوس والعبادات في التدين من النوع العقدي بينما يتم التركيز على الاخلاق في التدين الوجداني.
ويتفرع من هذه الامور مسائل عدة من شأنها ايجاد تغيير كلي في حياة الفرد.. فانظر ايها المؤمن مع من تقف, وأي طريق تسلك؟............. والرأي اليكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهو جوهر الدين؟
- كيف نعرف الحق؟
- كيف نفهم العرفان؟
- كيف نفهم الله؟
- كيف نفهم خطوات الشيطان؟
- کيف نفهم الشيطان؟
- كيف نفهم العقلانية؟
- كيف نفهم الوحي؟
- كيف نفهم العقل؟
- كيف نفهم الحب؟
- كيف نفهم موسى وفرعون؟
- كيف نفهم الموت؟
- كيف نعرف الحياة؟
- كيف نفهم الانسان؟
- كيف نفهم العالم؟
- لماذا نقد الدين؟
- من ثمارهم تعرفونهم !!
- هل الخلل في النظرية ام في التطبيق
- هل الله يريد لنا حكومة دينية ام مدنية؟
- عندما يتحول الدين الى ايديولوجيا


المزيد.....




- مفهوم الحرية الإسلامية تحت المجهر.. جدل متزايد وتحديات معاصر ...
- نزلها “من هنا” تردد قناة طيور الجنة بعد التحديث على القمر ال ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نفهم الايمان؟