أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمروضي - هل دفعت الجماعات المتطرفة مسلمي سوريا إلى اعتناق المسيحية؟














المزيد.....


هل دفعت الجماعات المتطرفة مسلمي سوريا إلى اعتناق المسيحية؟


محمد الحمروضي

الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 09:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في الوقت الذي تشحن فيه السعودية جماعات التكفير والدماء من كل فج عميق وتفرغهم في سوريا ليعيثوا في أرضها فسادا، وتدعمُ فيه دويلة قطر وأمراء الدماء جماعات من "التتار الجدد" تحت مسميات وشعارات مختلفة اعتقادا منهم أنهم بذلك يثبتون "أهل السنة" و يعلون "كلمة الله" ويحدُّون من تغلغل "الروافض المجوس" ويحيون "فريضة الجهاد" إلى ماهنالك من عناوين يروجونها لشباب مستلب العقل مغسول الدماغ...،نسوا أن هناك أطرافا أخرى استطاعت كسب قلوب الكثير من السوريين بطرق ناعمة ودون إطلاق رصاصة واحدة أو قطف رأس أو جَلد ظهرِِ أو بَتر يدِِ أو سَبْيِ امرأة.

إنها بعثات الإغاثة التبشيرية والتي تشتغل في الظل وفي صمت دون جعجعة وذلك عن طريق اختراق مخيمات اللاجئين وتقديم المساعدات للمحتاجين وإطعام الجوعى وتسخير الممرضات لرعاية الجرحى والمسنين، فحسب مقال للكاتب الإيطالي "مَارْكُو تُوسَاتِي" فإن "منظمات إنجيلية" أمريكية قد أبلغت عن ظاهرة تشهدها مخيمات اللاجئين بالشتات تتمثل في "الإنفتاح المفاجئ" للسوريين المسلمين على الإنجيل، المقال منشور بموقع "فاتيكان إنسايدر" تحت عنوان "هل اعتناق السوريين للمسيحية بدافع من الإيمان أم الحاجة؟ Are conversions in Syria motivated by faith´-or-need? ما يظهر أن الأمر أصبح ظاهرة ولم يعد يخص حالات متفرقة.

وهذا إن دل على شئ فإنه يدل من جهة عن جنوح الإنسان الفطري للرحمة والليونة في التعامل، كما يظهر كذلك تذمر الكثير من السوريين وإحساسهم بظلم ذوي القربى من منسبي طائفتهم، مايدفعهم إلى اتخاد ردات فعل تاتي في الغالب على شكل انتقام معنوي من الذات ومن الجماعة بتحولهم إلى ملل أخرى بعد تأكدهم أن العنف وجز الرؤوس وأكل قلوب وأكباد القتلى تحت التكبير والبسملة لابد أن يكون تعبيرا صارخا عن دين همجي لايعتبر حرمة للإنسان حيا كان أو ميتا، وهذا لن يدفع إلا لنفور مزيد من السوريين المسلمين عن دينهم والإرتماء في أحضان من يعرف أكل القلوب دون أن يسيل دمها ، خاصة أن عددا من السوريين المهجََّرين يربطون معاناتهم وتيههم في الأقطار البعيدة بجحافل الجماعات الإرهابية المقتحمة لبلدهم والقادمة من بلدان لم يسمعوا عنها من قبل، حتى صار الشيشاني يقاتل إلى جانب الصومالي والمغربي إلى جانب السعودي والداغستاني واليمني إلى جانب الأفغاني في أرياف سوريا ومداشرها، مجتمعين كما تجتمع الذئاب على فريستها، ففي الوقت الذي يقتحم فيه مقاتلوا الجماعات المتطرفة المدعومة من طرف أمراء وملوك الخليج، قرى وأرياف سوريا تهجيرا لسكانها وأهاليها المسالمين تفتح فيه دول مثل السويد وبريطانيا وفرنسا أبوابها لاستقبالهم، فكيف يمكن إقناع المهجّر أنك تحمل له الخير وأنت تسببت له في ماساته؟

فأمام هذا المشهد المنفلت لم يعد أحد منا يسمع صوتا لشعارات البداية! فكيف خفت صوت الحرية وارتفعت حناجر القهر والتسلط؟ وأين توارت شعارات الكرامة وتقدمت مكانها أناشيد الموت والدماء؟ ألم يرتوي تجار الحروب بعد من فريستهم؟ حين قال أدونيس ذات يومِِ أن أي ثورة تخرج من المسجد ليست بثورة لأنها تحمل بين طياتها بذور حرب طائفية، اتهمه، حينها، كثيرون بمعاداة حراكهم السلمي، وهاهم اليوم يقفون متفرجين على "ثورة" آلت إلى حرب طائفية طاحنة راح ويروح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء ويهجّر فيها الملايين من السكان عن بيوتهم بعد أن كانوا آمنين متعايشيين بكل طوائفهم منذ آلاف السنين قبل أن يظهر على ساحتهم المخلوق الوهّابي الذي استطاع بغبائه المركب أن يدفع بسوريين كثر إلى التخلي عن الإسلام والتحول إلى المسيحية.



#محمد_الحمروضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل دفعت الجماعات المتطرفة مسلمي سوريا إلى اعتناق المسيحية؟


المزيد.....




- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...
- التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ« ...
- تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال ...
- الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا ...
- أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا ...
- العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
- بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
- عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمروضي - هل دفعت الجماعات المتطرفة مسلمي سوريا إلى اعتناق المسيحية؟