أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - إيهاب الشريف : ثلاثية الحزن والسخط والدهشة














المزيد.....

إيهاب الشريف : ثلاثية الحزن والسخط والدهشة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1253 - 2005 / 7 / 9 - 09:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا أحب كتابة المراثي أو الاستماع إليها .. وهذه السطور ليست مرثية للسفير إيهاب الشريف رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية فى العراق .. وإنما هى صرخة يمتزج فيها الحزن مع السخط والدهشة .
أما الحزن فهو على هذا الإنسان .. الزوج والأب ورب الأسرة .. الذى ترملت زوجته قبل الأوان وذاقت ابنتاه مرارة طعم اليتم وهما فى عمر الزهور .
والحزن فى حالة إيهاب الشريف ليس مجرد واحد من الأحزان الشخصية , والخاصة , وإنما هو حزن عام , لآن هذا الرجل الذى تم اختطافه وقتله بطريقة همجية إنما كان يمثلنا جميعا , فهو سفيرنا , أي سفير كل المصريين . وبالتالى فان الأذى الذى حل به إنما هو إساءة لنا كلنا , معارضين للحكومة أ و مؤيدين لها على حد سواء .
وأما السخط فهو على هؤلاء الإرهابيين الذين أعطوا لأنفسهم حقوقاً " إلهية " , فيوزعون الاتهامات كما يحلو لهم , ويقسمون خلق الله إلى كفار ومؤمنين على مزاجهم , ويمنحون صكوك الغفران لمن يشاءون ويمنعونها عمن لا يحبون . وما ورد فى بيانهم المعنون "الصارم البتار على سفير الكفار" كلام يبعث على الازدراء لأنه ينضح بالتعصب وضيق الأفق والكراهية للأديان الأخرى ناهيك عن خصامه المطلق مع ألف باء حقوق الإنسان . وهذه الممارسات الكريهة تضر المقاومة العراقية , كما تضر الإسلام , قبل أي أحد آخر .
ولهذا فان مثل هذه الأعمال الإرهابية العمياء تستحق الإدانة المطلقة . ولا يجب الخلط بينها وبين المقاومة الوطنية المشروعة للاحتلال الأمريكي فى بلاد الرافدين ولا يجب لمثل هذه الأعمال الجهولة ان تضعف تأييدنا لهذه المقاومة المشروعة وأهدافها الوطنية النبيلة .
وأما الدهشة فهى من تسرع وزارة الخارجية المصرية وإيفاد السفير إيهاب الشريف إلى بغداد , ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع العراق رغم انه لا يزال يرزح تحت نير الاحتلال . فهذه الخطوة السابقة لأوانها لم يكن من شأنها فقط وضع أحد كوادر الدبلوماسية المصرية فى مواجهة مخاطر جمة لم تكن خافية على أحد , واما كانت تنطوي أيضا على تراجع عن المواقف المبدئية التى أعلنتها الدولة المصرية وشجبت فيها الحرب العدوانية الأمريكية على العراق . فماذا حدث لكى تغير وزارة الخارجية المصرية موقفها وتكون فى مقدمة دول العالم التى تبعث بسفير لها إلى بغداد ( بعد الولايات المتحدة وإنجلترا بالطبع حيث هما الدولتان الغازيتان )؟
هل انتهى الاحتلال الأمريكي .. وقام نظام عراقى وطنى يحظى بإجماع العراقيين .. حتى نعترف به ونرسل إليه ببعثة دبلوماسية رفيعة المستوى ؟
أن شيئاً من ذلك لم يحدث .. ومع ذلك القينا بإيهاب الشريف فى قلب النار حتى دون ان نوفر لها مقومات ضمانة سلامته .
وبالله عليكم لا تقتلوا الرجل مرتين بالقول بأنه هو الذى خرج من منزله دون حراسة . بل أن دمه فى رقبة حكومة الجعفرى وقوات الاحتلال الأمريكية ومن قبلها جماعات الزرقاوى الإرهابية .
أن منظر السفير إيهاب الشريف وهو معصوب العينين , ويردد كلمات يمليها عليه أفراد عصابات إرهابية – تحت سمع وبصر حكومة الجعفرى وقوات الاحتلال الأمريكية – إساءة لمصر وكل المصريين , وهى ليست أمراً هيناً ولا يجب أن تمر بدون حساب .




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلوب حوار وطني حول مستقبل صحافة تبحث عن هوية الصحافة »القوم ...
- إنقاذ السفير المصري المختطف.. كيف؟!
- تقرير الأرقام القياسية للفساد يدق أجراس الخطر
- طوارئ.. في دارفور فقط
- الهموم الأكاديمية في حوار ساخن بالتليفزيون المصري
- »إبن الحداد« أطاح بــ »شاه إيران «الجديد
- مستقبل الصحافة.. أولي بالرعاية
- مصر والسودان
- نعم.. »ك« وريا.. وليست »س« وريا
- مبادرة هيكل
- الانتماء للوطن.. أهم من النوم في سرير الحكومة
- العالم يضبط البيت الأبيض متلبساً بالنصب علي القارة السوداء
- ! الأجانب يمتنعون
- مبادرة من أجل بناء الثقة.. المفقودة
- اعتذار.. لفنان محترم
- السياسة المصرية خرجت من غرفة الإنعاش.. وهذا هو المهم
- مبادرات علي الهواء
- !الحقونا : لماذا يبيع المصريون أعضاءهم؟
- لماذا نتفاوض مع أمريكا.. ولا نتحاور مع أنفسنا؟!
- مفاجآت من الوزن الثقيل فى استطلاع رأى رجال الأعمال


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - إيهاب الشريف : ثلاثية الحزن والسخط والدهشة