أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد هيهات - محنة القوارير مع فتنة التحرير














المزيد.....

محنة القوارير مع فتنة التحرير


أحمد هيهات

الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 21:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


محنة القوارير مع فتنة التحرير

«السويسريون يرفضون تولي المرأة مناصب قيادية في الشركات»« نصف الفتيات في السويد يتعرضن للتحرش الالكتروني»« المرأة رجل ناقص أو ذكر غير مكتمل ولا تصلح إلا للإنجاب»« نصف النساء المغربيات أميات»« المرأة منذورة فقط لخلط الخضر بالحساء وإعداد الطعام لفارسها»
هذه بعض العبارات التي تلخص منطق الصراع الذي يكتنف العلاقة بين الرجل والمرأة والذي أفرز توجها متزايدا ومتعاظما نحو نصرة المرأة بسبب إحساسها على مر العصور بالانحطاط والدونية والعجز والوقوف إلى جانبها في حربها الضروس ضد الرجل التي اندلعت واشتد أوارها وتطاير شررها إلى معظم المجتمعات المتخلفة المغلوبة المهووسة بالتزام دين الانقياد وإتباع نحلة الغالب إن لم تكن كلها فعملت على إعادة إنتاج المسار الطويل المرير الذي عرفته المجتمعات الغربية الغنية المستكبرة وقد حق لمجتمعات الغرب القوية أن تخوض هذه المعركة بسبب ما تعرضت له المرأة عبر أزمنة متطاولة من امتهان المرأة واستعبادها وعدم الاعتراف بكيانها وأهليتها والتداول حول اعتبارها إنسانا أصلا أو اعتبارها كائنا أخلاقيا ناقصا لنقصان عقله كما يرى الفيلسوف كانط محاباة لرأي القساوسة الذين ترددوا في إثبات الروح للمرأة , ويتجاوز ذلك الفيلسوف نيتشه عندما ينصح الرجال بعدم نسيان السوط عند الذهاب إلى النساء ,أو أرسطو الذي اعتبر أن المرأة قد خلقت لتكون محكومة لأنها في الأصل انحراف للطبيعة أفرز رجلا ممسوخا لم يكتمل تكوينه , وشوبنهاور الذي رأى المرأة شيئا بين الطفل والرجل تستعبدها اللحظة الراهنة وليس فيها أي استعداد للسمو الروحي وأنها كالحيوان لها شعر طويل وأفكار قصيرة .
من خلال المواقف السابقة يظهر أن المرأة لم تتجاوز كونها كما مهملا ويظهر الصراع القديم بين الرجل والمرأة بسبب الكراهية وعدم الأمان والخوف من الخيانة والغواية, والذي انتهى في العصور الحديثة إلى إعادة الاعتبار بشكل كبير إلى المرأة بعد إعادة الاعتبار إلى المجتمع بصفة عامة من خلال ثورات عنيفة كبيرة في مقدمتها الثورات الأمريكية والفرنسية والسوفياتية . مما يعني أن تحرير المرأة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تحرير الإنسان من كل أشكال الظلم والقهر والاستبداد, وتحرير الإنسان يعني تحرير المرأة مع الرجل لا تحريرها من الرجل ,وغير ذلك تلقف لحبل مدته قوى الاستكبار للمجتمعات المتخلفة عن إدراك الحرية والعلم والآلة لتشنق به نفسها ,وفصل تعسفي لما لا ينفصل أصلا .
كما أن المشاريع والمعارك النضالية والبرامج الثقافية والاجتماعية والسياسية التي تقودها حركات التحرر والتحرير ينبغي ألا تعمل في إطار استراتيجية عمل المرأة من أجل المرأة, وإنما عمل المرأة والرجل من أجل المجتمع بنظرة شمولية متكاملة متعالية عن الأنانية قادرة على نقد واقع اجتماعي مجهل مفقر موبوء نتيجة تراكمات تاريخية تعكس واقع الاستبداد والظلم الذي عانته الأمة والمجتمعات وما زالت تعانيه, فإذا أجلنا النظر وأرجعنا البصر هل نرى من شيء غير سعي الاستبداد بشكل مقنن وممنهج إلى إحداث انفصام بين الشأن العام للأمة والشأن الفردي الخاص, ووضع المرأة والمجتمع بين نار التغريب ورمضاء الانحطاط وبالموازاة مع ذلك مصادرة الوطن وخيراته ومقدراته وترك خزائنه قاعا صفصفا, وقهر الرجل والمرأة وتأسيس منظومة متكاملة للقهر والاستبداد وتهميش الشعوب.
وتشتيت الانتباه عن الوجه السياسي القبيح الكئيب المقيت أو تجميله أمام القوى الدولية التي تبارك ذلك حينا وأحيانا تتجاهله وتغض الطرف عنه من أجل ضمان استمرار الشعب في سبات انحطاطه واسترخائه في مستنقع بأساء الفقر وضراء الرذيلة وقد اهتدت الأنظمة الاستبدادية إلى عدة واجهات دعائية من أقواها العزف على وتر مظلومية المرأة المتجلية في المعاملة المهينة للمرأة البدوية والأمية والأجور البئيسة واستغلال الفتيات في المعامل والمصانع والتعدد التعسفي غير العادل وإكراه الفتيات على الزواج والبغاء والتحايل على نصيب النساء من الإرث مآس قديمة مقيمة ومآس طارئة مشئومة, وادعاء تحريرها وإعطائها حقوقها مع التغاضي عن كون ضياع حقوق المرأة في مجتمعاتنا من ضياع الحقوق كافة.
وقد كان النظام التونسي المخلوع رائد العالم الفقير المنهوب في هذا الباب فلوحظ تمكين المرأة من خلال تمكين ليلى الطرابلسي من رقبة الدولة التونسية فسيطرت على القرار السياسي والمالي ورعت الفساد وساهمت في قمع المعارضة وسحقها, كما ساهمت المرأة عبر باقي المؤسسات في تثبيت دعائم الاستبداد من خلال نموذج الشرطية التي صفعت الشاب التونسي المظلوم محمد البوعزيزي .
مما يعني أن حرية المرأة الحقيقية لن تتحقق إلا بحصول الوطن على حريته وإصلاح أحواله ومؤسساته لا مجرد إدماج المرأة في مجالات كانت حكرا على الرجال والمساواة في الأجور والخلاص من وصاية مجتمع الذكور فهذا لن يعين المجتمع على اجتياز مفاوز الدنيا وتجاوز محنة القوارير وهموم الأمة المتراكمة طبقا عن طبق. فلا بد أن يسعى الرجال والنساء معا إلى رتق ما انفتق من عرى المجتمع وأن يسألوا الأنظمة الظالمة المستبدة إلحافا للحصول على حرية الإنسان دون تمييز على أساس الجنس وليس يقعد بالمجتمع عن معالي الحرية والعدل والكرامة والإنصاف مثل التركيز على المشاكل الحضيضية وترك رأس المصائب وهو الظلم والفساد والاستبداد.

أحمد هيهات



#أحمد_هيهات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مسار-إصلاح -مثالي- للتعليم
- التعليم المغربي ورحلة البحث عن لغة
- التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(2)
- التعليم قضيتنا الاجتماعية الأولى(1)
- الانقلاب الحكومي وغزو جيوب المغاربة
- ثورة الانقلاب العسكري
- -حكومة قيصرية برداء بلشفي-


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد هيهات - محنة القوارير مع فتنة التحرير