أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سجاد الوزان - الظلم والمظلومين نظرة عن كثب في مسيرة الإنسان















المزيد.....

الظلم والمظلومين نظرة عن كثب في مسيرة الإنسان


سجاد الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 15:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نص افتتاحي :
هناك موضوع أزلي وعلى مسار حركة التاريخ وصيرورته لعب دوراً أساسياً ومحركاً قوياً في الإنسان ودوره في حركة عجلة التاريخ إنه الظلم والمظلومين، وحيث كان من المفروض على الإنسانية أن تؤسس قواعد وبنا فوقية تكون مانعة لهذا العامل وتقديم النموذج الأفضل للحاضر، إلا إن ذلك وللآسف لم يتم إلى يومنا هذا، ومن الواضح إن هناك خلل قد حدث ومازال يحدث في التركيبة الفكرية والنفسية للإنسان في الماضي والحاضر، بحيث يقبل الظلم ويعيش به كوسام في بعض الأحيان، ويقبل جباه الظالمين في أحيان أخرى كثيرة .

نص الموضوع :
إن للظلم دلالة على وجود حق مسلوب من الإنسان على مر تلك المراحل والأزمنة التي وجد فيها الإنسان مظلوماً ومسلوب الحقوق الإرادية والفكرية والعقائدية، وبما فيها حق العيش الكريم .
ولكن نفس الظلم لا موضوعه هو دافعٌ كبير للحرية والثورة على القيود المفروضة، ولكن وفي نفس الوقت فأن الحرية ووجود أحرار لا تتحقق في كل وقت، وفي كل زمان ومكان، فقد يكون هناك رجل عظيم يسكن في بلاد جائعة لا تقوى على التفكير ينتج حرية عالمية وأحرار في كل مكان .
كما إن الظلم نفسه يزرع رهبة وخوف عميق عند المظلومين يمنعهم من أن يطالبوا بحقوقهم واسترداد كرامتهم المسلوبة، وذلك لأن سلطة الظالم تصنع إله مخيف في نفوس المظلومين، بل وقد تتعدى إلى عقولهم، فيكبل هذا الإله المصنوع لا المصطنع إرادتهم وعزمهم وتفكيرهم بما يحدث من حولهم .
كما ويلاحظ وجود ملازمة بين وجود الظالم وظهور المظلومين، وبين وجود المظلوم وظهور الظالم، ودائماً ما تكون السلطة العليا بيد الظالم، والعبودية والاستعباد للمظلومين، وفي إطار هذه المعادلة الواقعية المستوحاة من الواقع تبرز مشاكل البشرية ومشكلة إنسان التاريخ وإنسان الحاضر .
ويلاحظ أيضاً أنه بمجرد حصول وعي نسبي لدى المظلومين في فترة من الفترات والتي تعتبر فترة ذهبية للمظلومين وسوداء دموية للظالم، سترى الدمار قد حل في سلطة الظالم ودولته، فترى القتل والسرقة والاغتصاب والعنف والرذيلة والجهل وانعدام الأخلاق وغير ذلك متفشياً ظاهراً في المجتمع، وظهور هذه الحالات السلبية بمجرد حصول عملية الوعي، يعني إن هذا الوعي وعي وقتي مرحلي غير حقيقي لا يمكنه أن يحرر هؤلاء المظلومين رغم إنهم أنتفض على سلطة الحاكم الظالم، وذلك لأن هذا الوعي حصل لفرد أو مجموعة من الأفراد يندر كثرتهم، أو قد يكون لديهم وعي سابق يستغلون حالة المظلوم ودوره في إدارة هذه الثورة أو هذا التغيير على الأقل، ويستغلون أيضاً موضوع الظلم لإسقاط سلطة ظالمة والاستحواذ على هذه السلطة باسم المظلومين وعن طريقهم .
ولكن تبقى النتيجة مخزية وحزينة ومؤلمة وهو وجود (ظالم) ووجود (مظلومين)، ووجود عبيد هناك من هو متسلط عليهم، ووجود حر سلطوي، ولكن الفارق في كل مرحلة من مراحل وجود الإنسان المظلوم هو فارق في العناوين والأشكال وأسلوب التغيير، ولكن هل يمكن ملاحظ تغيير حقيقي في حياة المظلومين وفي عنوان الظلم، سنقول بحزن كلا ولن يحدث هذا مادام الإنسان مغلق ومحدود ومسلوب الإرادة .
والوعي الجمعي لا يمكن توليده لشعب من الشعوب أو لأمة من الأمم ما لم توجد حرية جمعية مجتمعية عند أفراد تلك الشعوب، والسبيل إلى ذلك نلخصه بعدة نقاط : -
1) تخليص الإنسان من سلطة التاريخ .
2) تخليص الإنسان من العبودية الوضعية وذلك بتحرير دواخله من أي سلطة تحكمه في مسيرته الوجودية .
3) إبراز الجانب التحرري للإنسان، لا الجانب الاستعبادي والخضوعي والتقديسي الأعمى للآخرين .
4) يجب تفهيم المظلومين بأننا سواء بالإنسانية، وإذا أهين فرد من أفراد الإنسانية، يعني قد أهين معنى الإنسانية جميعها وخصوصاً عندما يكون الأصل واحد .
5) يجب إخضاع الحاكم لقيود المظلومين ومتطلباتهم، لا لقيود السلطة الظالمة .
6) تفهيم المظلومين بالظلم الذي يمارس عليهم واستغلال لغة المظلومية لإشباع الفراغ المعرفي والفكري عندهم، وشحنهم بالفكر الحركي والوعي الصادق مع نفوسهم ومع متطلبات الأمة في هذه المرحلة .

ومما يقوله Nietzsche)) (إن الدولة هي الوحش الأكثر برودة من غيره، إنها تكذب ببرودة، وهذا هو الكذب الذي تتفوه به :
أنا الدولة، إني أنا الشعب إذن) .
لذا فالدولة العصرية تعتبر نفسها الأقوى، لذا ترى نفسها هي الممثل الوحيد للشعب الذي يعتبر العنصر الضعيف فيها، لذلك فغالباً ما تنتهي هذه الدول إما بالقمع أو بالانتحار لهاوية التاريخ، وقد تنتهي بعض الدول بإنتاج وتصدير مظلومين نتيجة غرورها بعنوان الدولة، متناسية النزول لحاجات مواطني الدولة ونزلائها الأصليين .
إذاً ماذا نحتاج نحن هنا في الوطن العربي :
هنا في العالم العربي نحتاج اليوم إلى شيء أكبر من المثقف كما يقول (علي حسن هذيلي)، ولا نعني بذلك رجل الدين، ولا العلماني، ولا الليبرالي، ولا الماركسي، ولا القومية، ولا الوثنية، وولا .....
إنما نحتاج إلى رجل يبرع في إنتاج المناهج التي تحول إلى فعل عملي تطبيقي يستند إلى ثنائية مجتمعية وإنسانية .
- كالدين مثلاً بوصفه شريعة عبادية يرغب بها الكثير من البشر، يستغلها صاحب المنهج دون أن يحاول إلغائها في منهجه .
- العقل بوصفه مستنبط الوجود، ويزاحم التشريع مع قضاياه، فيحاكم العقل الجميع وفق قوانينه المنطقية والمعرفية .
- العلوم بوصفها المحرك الكبير في عصر الحداثة والتقدم المعرفي والعلمي، وعدم التطاول على السعي لإلغائها من قبل المؤسسات الرجعية والتخلفية اللاعقلية أياً كانت .

الخلاصة :
الأحرار قلائل والمتحررون أقل، والظالم كبير بعين المظلوم وسلطته أكبر، وهذا العملاق الكبير دائماً ما يخيف هؤلاء القلائل، ودائماً ما يجبرهم على الرسوخ تحت ظلمه وقيوده واستعباده، وهم في الحقيقة أصل العالم وحركته ومسيرته من حيث لا يشعرون، وهم سبب وجود الدولة وهم سبب قوامها وبقائها، وهم من يدافعون عنها ويحمون زعمائها، إلا إنهم يسيرون وفق عقل القائد وبوعيه فقط وللآسف .
والمظلوم والقامع بالمظلومية سنوات عديدة يجب أن لا يعطى الحرية دفعة واحدة لأنه سيفرط بالاستخدام، وسيكون ظالماً جديداً ويولد مظلوماً جديداً آخر، وهذا ما حصل في العراق والوطن العربي .
الأمة التي كانت تعاني من الظلم على طول مسيرتها الوجودية، ادعوا فيها الأحرار إلى اعطائها أقراصاً من الحرية وعلى دفعات مرحلية معينة، لكي لا تصاب الأمة الواقعة تحت سوط الظلم بهوس الحرية المفرطة وزج المجتمع بفوضى عارمة لا يمكن مسكها ولا تحليل نتائجها وأسبابها .
فلكل قانون حد وحد قوة النابض وحرية حركته هو مقدار حد المرونة فقط، وما بعد حد المرونة ينقطع، وحد الحرية مدى مرونة وعي المظلوم والمجتمع الذي كان قامعاً تحت سلطة دكتاتورية، حيث يجب أن تكون حريته محدودة بحدود التحمل وبأطر وقوانين مفروضة .



#سجاد_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة مختصرة في واقع الأمة العربية
- الإشعاعات الذرية استعمالاتها ومخاطرها وطرق الوقاية منها
- قانون السببية وخلق العالم
- الوجود والعدم ( Being and Nothingness ) ج3
- قراءة في التعددية الفكرية وشرعية الاختلاف
- قراءة في كتاب بداية التفكير الديني والبعد الكوني لسجاد الوزا ...
- الوجود والعدم ( Being and Nothingness ) ج2
- الوجود والعدم ( Being and Nothingness ) ج1
- الثقافة البصرية بين التغييب والترهيب والاستعادة
- القدرة الكونية ( كتصور مفهوم وأزلية المادة ) The capacity of ...
- الهروب إلى الجحيم الإنساني ( الباطن يحترق )
- القدرة الكونية ( الصدفة وعلاقة المادة بالطاقة) The capacity ...
- القدرة الكونية ( مرجعها بين وجود المطلق ونسبية الموجود ) The ...
- موت الثقافة وانهزام المثقف ( العراق أنموذجاً )
- العقل العربي وتفكيك بنيته الفكرية (Arab mind and the dissoci ...
- العقل العربي وتفكيك بنيته الفكرية (Arab mind and the dissoci ...
- العقل العربي وتفكيك بنيته الفكرية (Arab mind and the dissoci ...
- نطالبكم بالنظر لما يجري في العراق والعالم العربي دمٌ ينزف، و ...
- العرب هوية جنسية : (Arabs sexual identity ) الأتهام وقبح الق ...
- الجريمة والعنف الاجتماعي (Crime and Social violence )


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سجاد الوزان - الظلم والمظلومين نظرة عن كثب في مسيرة الإنسان