أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله مهتدي - اليتم الحارق والبوح العاشق في رواية -الحلم لي- ل-حليمة زين العابدين-















المزيد.....

اليتم الحارق والبوح العاشق في رواية -الحلم لي- ل-حليمة زين العابدين-


عبد الله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 01:00
المحور: الادب والفن
    






اليتم الحارق والبوح العاشق
في رواية "الحلم لي" ل-حليمة زين العابدين-



"فلولا اشتعال النار، ما كانت الشمعة لتعرف لذة الاحتراق"
-"الحلم لي"-

(1)

تقول رواية "الحلم لي" للروائية المغربية المتميزة حليمة زين العابدين،على لسان صابر :
"......ولكل عشق طقسه وجذبته.."، وعشق حليمة زين العابدين هو البوح بكل طقوسه الغاوية.
وتقول الرواية على لسان حمدان : "...أنا لست مجذوبا أهدي بكلام المجانين..".لكن حليمة زين العابدين مجنونة تهدي بالكلام المثقل بالعشق والتوق والتيه.ويتابع حمدان في الرواية :"..مت وأنا أخيط أوراقي بقبضتي،لم يتمكنوا من نزعها مني،التصق كتابي بصدري،صار "أنا" ما خططت مذ أدركت أن الكتابة نار أوكلعبك بالنار..".غير أن حليمة زين العابدين لم تمت حتى في الحلم،مثل حمدان،بل عاشت لتكون الكتابة قدرها المغسول بالوجع،نارها المشتعلة على صفيح البوح.
بعد تراكم سردي هام،"هاجس العودة"،"قلاع الصمت"،ثم "على الجدار"،تكتب حليمة زين العابدين رواية "الحلم لي" كتابة عاشقة،كقراءاتها العاشقة لنصوص سردية أخرى،والكتابة العاشقة ينخرط فيها الجسد والروح بكامل صحوهما،ويكون ماء الحواس ودمها مداد حروفها ومجازاتها.
فالكتابة عند حليمة زين العابدين طقس عشقي بامتياز، لهذا جاءت رواية "الحلم لي" مثل القصيدة التي تنشر ضفائرها الفاتنة على امتداد صفحات البوح، مزدحمة بالجرح والتيه والأمل والوجع واليتم والحلم.
ورواية "الحلم لي" كما يتراءى في منطوق ومدلول عتبتها الأولى المكتوبة-العنوان-والمصورة-البحر-
تحيل على موضوعة "الحلم" ككائن مائي،يخترق الزمان والمكان،والأشخاص والأحداث،لكن حليمة زين العابدين من خلال هذه التيمة ،تساءل أعطابنا الكبرى،وطنا ومجتمعا،وتساءل تاريخا يضع أحلام ساكنيه في ثلاجة الموت.وهي بذلك تضع أفق انتظاراته في مرمى نيران بوحها،حيث الإنسان في قلب معادلة الحلم.
تقدم رواية "الحلم لي" نفسها مفتونة بجمالية خاصة،حيث تقتسم مع البحر أسراره،ومع الحلم غواياته،ومع القصيدة صهيلها.تراهن الروائية على هذه الجمالية العاشقة دون أن تترك الواقع في تجلياته الأكثر تعقيدا
ينفلت من نار أصابعها.هو سفر إذن نحو كتابة روائية تراهن على أسئلة جمعية تقاربها الكتابة وطرائقها، كما يطرحها الواقع كواقع صراعي لبناء الفردوس.كتابة روائية عاشقة تشتغل على مخيالها الإبداعي المتحفز،وتثقن فن امتلاك غواياتها.

(2)

حين تفتح كقارئ حذر رواية "الحلم لي"، وتبدأ في تصفح ورقاتها ورقة ورقة، تطالعك رائحة البحر ندية وطازجة، وأصوات الموج وهو يقذف رذاذه بعيدا، وتسمع شيئا فشيئا الماء وهو يضحك، والريح وهي تعزف أشواقها للرمل وللصدف المترامي على الشط.ثم ترى طلعات النوارس وهي تنشد للزرقة قصائدها ،حينها ،ستعرف أن حليمة زين العابدين تأخذك إلى عوالم مخيالها الفاتن،تتيه بك ،تجليك..وستتأكد حينها أنها بحارة من نوع خاص،تبحر لا كي تصطاد الكلمات في شباك البوح،بل لتجعلها تحلم،وتعشق,وترقص
وتهيم، بعدها، سيكون عليها أن تباغت قراءها-على حذرهم- كي تصطادهم في خيوط حكيها المتشابك.
في رواية "الحلم لي"،حديث عن البحر بعشق نادر،لكن الرواية ليست رواية بحر،فالبحر هو الحلم،والحلم هو البحر،فضاءان مفتوحان ،يمتحان من نفس الكينونة الأسطورية،إذ يتحقق البحر رمزيا في الحلم،ويتحقق الحلم واقعيا في البحر،ليصبح البحر والحلم موسيقى يانعة،قصيدة لا متناهية،سفر طافح بالدهشة.والبحر في الرواية فضاء رمزي لايقل إيحاء عن رمزية الحلم، فهو مثل القصيدة ،رحيل جميل،عبور عشقي نحو فضاء أرحب هو الحلم،هو الإنسان كما تصوغه أحلامه وهواجسه المتوجعة،
أما الحلم في الرواية،فهو أفق يسكن الإنسان في كل زمان ومكان،يراوده،يغويه،يشاكسه،يفتنه،يفضي به إلى سراديب الهلاك. أفق يتجاوز أسماء الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحداث، حيث يجدف الإنسان في عوالم مسكونة بالوجع واليتم.
إن الحلم في رواية "الحلم لي "، هو "البطل الإشكالي"، لأنه كائن منفلت، هارب، روح معمدة بالدم، وبالأشواق الحارقة، شجرة أناشيد متشابكة، كائن مارد ومتمرد في آن، يريد إسقاط حيطان القهر وجدران الخرس،كي يشيد وطن المواطنة والكرامة.هذا "البطل الإشكالي" الذي يمنحنا نفسه في رحلة عكسية،إذ تبدأ الرواية بحلم فردي سيعيشه علاء بالسجن مسترجعا سفره الأول مع خديجة حبيبته إلى بلد "قرية الصيادين"،هذا الحلم الذي سينتهي بكابوس-الخوف على خديجة من السقوط من السفينة أثناء عملية الصيد-وهو في عمقه قد تحقق من خلال موت خديجة بعد مخاض عسير نتج عنه إنجاب وردة.و"تنتهي" الرواية بحلم الأحرار-المشردين- بالثورة على نظام "بلد المدينة"،وبدأ رحلة العودة من البحر إلى وطن سرقه منهم صناع الموت،الوطن الذي ستغتصب فيه الطفلة وردة كرمز للغد المصادر.
لعبة الحلم والواقع في الرواية هي لعبة معقدة،لكن حليمة زين العابدين تجعل الحلم في هذه اللعبة يضيء الواقع والواقع يضيء الحلم،لهذا جاء محكيها الروائي يتداخل فيه الحلمي بالواقعي في تناغم وتآلف لا يبدعه سوى عارف بأحوال الكتابة وطرائقها.
و"الحلم لي" رواية ترهق القارئ بمنعرجات سردها وسراديبه الملتوية،بالأسئلة التي تتمفصل مع الحكي
الحارق، بالأحلام المسترسلة، وكأننا إزاء محكي لا مكتوب، نتلقفه طازجا من حليمة زين العابدين، وكأننا بها تقول :"تمهل أيها البوح ،لا تكتبني الآن،فأنا أحلم"قبل أن تكتب أحلامها على صفحات أرقها البياض،وعيون أنهكها الرماد.

(3)

رواية "الحلم لي" خلقت أمكنة فنية متخيلة ،أطرها الزمان وأضاءها،فالمكان في الرواية استعاري،والزمان حقيقي.المكان مؤطر بالزمان ومحتويه،والزمان هو الآن ،هو زمن الحراك الذي أنهى إحدى أشواطه لقوى النكوص،وفتح أشواطا أخرى للحلم.المكان ثلاث أمكنة/فضاءات،"بلد قرية الصيادين"،و"بلد الجبل"،ثم "بلد المدينة"،ثلاث فضاءات وثلاث ثورات،اثنتان أنجزتا رغم اختلاف أساليبهما،وثورة انتكست وسرقت،ففتحت للحلم مسالك أخرى.
والرواية تركز على فضاءين متقابلين ومتضادين، فضاء"بلد قرية الصيادين"وهو بلد الحلم والحب والموسيقى والشعر،حيث العم علاء،والخالة بهية،وصابر والبحر كفضاء حلمي،وأغاني "اديت بياف" و"جاك بريل"،وسمك الدرعي و"أصبع الخادم"......وقد يكون "بلد قرية الصيادين" هو روح الإنسان الحالمة،هو الحلم المفترض،هو ما ينبغي أن يكون.وفضاء "بلد المدينة"،كمكان موحش،رهيب،ليل جاثم على أنفاس ساكنيه،بلد"يعيش في تعاويذ أساطيره" بلغة الرواية.بلد القهر الاجتماعي والعسف السياسي والاعتقال والاغتصاب،بلد سيهجره المشردون ليعودوا إليه مسلحين بحلم بناء وطن لهم.


(4)

شخصيات رواية "الحلم لي"، هي شخصيات مثقفة، معقدة، مركبة، زمنها النفسي والاجتماعي هو زمن التوتر والصراع والحلم والثورة، وهي شخصيات تحمل مزاج البحر والتيه والعشق والسفر والجرح.
تتحدد ببعدها الثقافي الإيديولوجي، حيث تنتمي للشمس، للإنسان للشعر، للهامش، للمشردين، للهوس الدائم بالحلم.
هي شخصيات رئيسة :علاء والعم عامر وخديجة والخالة بهية وأصيل وحمدان ومجد ووردة...
وشخصيات ثانوية : صابروسهيلة وسارة و...
والملاحظ في الرواية هو حضور المرأة التي تبوأت مكانة هامة بين ثنايا المتن الروائي،حضور عددي ،وحضور على مستوى الأدوار التي تضطلع بها سواء كانت ضحية نظام القهر والتسلط مثل خديجة التي عانت مخاض ولادة عسير وسط الغابة لتنجب وردة الغد، خديجة التي ستستمد من عشقها ل-علاء -قوتها،لتتجاوز مخاضها الصعب ،وهي التي تناجي علاء بكلمات لاهبة :" سأستمر ياحبيبي،لن يكون هذا الوحل العالق بجسدي وسط الغابة كفني،ولا جوف الذئب قبري..سأصل الشط،سأضع جنيني على رمله النقي وأغسل جراحي بملحه.." ، أومثل وردة التي اغتصبت ب"بلد المدينة"،وكأنما يغتصب حلم جماعي بالحق في الحياة وفي غد أفضل،ومثل الخالة بهية التي صنعت خلية نحل نشيطة على أطراف"بلد قرية الصيادين" من أجل تأطير وتنظيم المشردين ووضع خبراتها في العلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي.
مساواة النوع التي تحققت في الفضاء الحلمي "بلد قرية الصيادين" ،حيث يتحقق الحب الحقيقي، انعكست إبداعيا على مستوى سمك الدرعي،من خلال ماجاء في الرواية :"لا تنثر الشبكة الآن، يا عامر،دع علاء وخديجة يتمليان هذا الحب الطبيعي البديع....انظر كيف تسير أنثى الدرعي بجانب الذكر.لاهي خلفه تدفع به ليصبح عظيما،ولا هي أمامه تعبد طريقه.."في نسف كلي ،وخلخلة إبداعية لمقولة "وراء كل رجل عظيم امرأة".
نجد شخصيات الرواية تتوزع كذلك على مستوى الأجيال،جيل الآباء/الماضي :العم عامر والأستاذ حمدان وأب وأم علاء،وصابر وبهية...وجيل الحاضر :علاء وخديجة وأصيل وسهيلة.....ثم جيل الغد :مجد ووردة وسارة...هذه الأجيال التي تجد لاحمها وصاهرها في الحلم الجماعي بوطن المواطنة والثورة ،ويلعب فيها دور الحاضن كل من عامر وحمدان وبهية.
إذا كانت الشخصيات المذكورة في الرواية بالاسم هي شخصيات ايجابية،فان الرواية تستحضر الشخصيات النقيض بلا أسماء،بلا ملامح،بلا ظلال،ولعل في ذلك رغبة من الكاتبة في القتل الرمزي لهؤلاء،الذين حضروا في الرواية بأوصاف نكرة، تعبر عن مضمونها مثل :"أصحاب وهم حماية السماء"،"حكام أرضعوا نهدي البلد أئمة الذهب والمذهب،وحكماء يحكى وكان وقال،يبيعون الاههم ولا يتنازلون عن كرسي السيادة...".
لابد من الإشارة إلى "بلاك"،الكلب الصديق والوفاء الراقي،ل"بلاك" حكاية خاصة في الرواية،صديق علاء وخديجة،يعيش مع العم عامر بالشاليه في "بلد قرية الصيادين".الرواية وفي بلاغة إبداعية باهرة ،ستقوم بأنسنة الكلب "بلاك"،و"حيونة"عبدة الدم وسالبي الحريات.ف"بلاك" هو الذي سيتقد وردة بكل ما تحمله من دلالات من موت محقق،بانقاد أمها خديجة حتى تضعها،لتموت بعد ذلك،و"بلاك" هو الذي لم يعد ينبش بذنبه فرحا كالعادة،لأنه أحس بلوعة الفقد،فماذا يمكن أن يقال عن مغتصب وردة؟عن نظام يغتصب المواطنة وحقوق الإنسان؟ويختصر المرأة في لباسها والرجل في اللحية والسبحة؟


(5)

البناء السردي في رواية "الحلم لي" لا يمشي في خط مستقيم، بل يورط القارئ في متاهات ومسالك ومنعرجات مليئة بالعشق واليتم والحلم والتيه.يعتمد هذا البناء على هيمنة الحوارفي مستوى خارجي حيث تعكس الشخصيات هواجسها وأفكارها وانشغالاتها.وفي مستوى داخلي يعكس التوتر النفسي والعاطفي، وإذا كان للشخصيات لغات بوح متعددة ،فان الحوار نفسه طال أجناسا أدبية متعددة،كالشعر والأسطورة والحكاية والأغنية.......
اللغة في الرواية هي لغة لاذعة،لغة شعر وانزياح،احتفال مدهش باللغة الشاعرية وبالقصيدة،والشعر في الرواية يحتفي به السرد ليدخله في مفاصله،يصبح جزءا من معماره ،يحاوره،يستدرجه،معا يصيغان نصا له طقوس غواياته.
في الرواية قوة وصف فاتنة ،لايثقنها سوى نحات بارع،يؤثث الأمكنة مثلما يؤثث الشحنات العاطفية للشخصيات ويسبر أغوارها الداخلية،وصف الشاليه،وصف النجع،وصف أدواة الصيد،وصف مشهد خروج علاء من السجن أوبطن الوحش أو المعتقل أومدرسة مختبر علوم الأحياء......وحليمة زين العابدين عارفة جيدة بكيمياء هذه اللحظات التي عاشتها وعايشتها،حيث بكت السماء مطرا يشبه مطر الحرية الذي تعانق تحت ظلاله علاء بأمه وأبيه في لحظات حميمية فارقة.

(6)

أين تبدأ قناعات حليمة زين العابدين ،وأين تنتهي،في رواية"الحلم لي"،التي تحبل بأسئلة حارقة لها علاقة بواقع متفسخ وبئيس؟
وهل من حقنا كقراء مفترضين ،أن نساءل أنفسنا هذا السؤال؟أم نكتفي فقط بقراءة الأثر الأدبي في انفصال عن صاحبته؟
في حين، أننا نعرف أن الكاتبة ذات منخرطة في هموم السؤال الجماعي، ومشتبكة مع هواجس الوطن وأوجاعه.فهل على الأقل انتصرت حليمة زين العابدين ل"وجهة نظرها"،حين اتخذ علاء موقفة بالقطع مع خط الهروب من "بلد المدينة"؟ ،حين اشتعل بداخله "هاجس العودة" إلى الوطن/الجحيم،من أجل خلق الوطن/الحلم؟أم هي قناعات جماعية ،خلاصات نقاشات جيل من اليسار ،أراد أن يعطي لوجوده معنى بعد الفشالات السابقة؟
وأليس علاء هو الضمير الصاحي في هذا اليسار المتعثر في خيباته،وهو القائل في الرواية :"الثورة اشتغال على الإنسان"؟.
ألا تراهن الرواية على الإنسان ؟على تغيير الإنسان من الداخل؟على تحول الإنسان من الداخل ليصنع تحول الخارج؟على يسار يجب أن يشتغل على الإنسان ومعه، لا أن يشتغل به؟
أليس "بلد قرية الصيادين"كفضاء للبحر وللحلم وللعشق،هو عمق هذا الإنسان القادر وحده على كنس دواخله وزرعها بمشاتل الحلم؟
علاء في لحظة صحو فارقة،سيرى أن لاجدوى من العمل مع المشردين خارج وطن سرق منهم؟
فهل هو نقد للفكر والممارسة المعتمدين على النخبة العالمة العارفة، في اتجاه تأسيس فعل ثقافي سياسي جديد؟هل هو تحريض على تجاوز نخبوية اليسار،على اعتبار أنها من المعضلات الرئيسة التي وسمت ممارسته السياسية،وعمقت أعطابه؟تجاوز الخطاب الأبوي ،والخطاب المراهق اللذين أدخلا هذا اليسار في متاهات الجدل العقيم ؟ألا تطرح الرواية إعادة النظر في استحضار البعد الثقافي في أي نضال سياسي يروم التأسيس لوطن المواطنة والحقوق؟

(7)

"الحلم لي"،هو حلم من؟
حلم وردة بالقصاص من عشاق السبحة والسيف الذين صادروا غدها،ويتموا أفراحها الآتية؟ أم حلم علاء وخديجة بالبحر والعشق والثورة؟أهو حلم العم عامر والخالة بهية بزمن آخر يتجدد فيه العشق؟ أم حلم مجد وسهيلة وسارة......؟أهو حلم المشردين بوطن يبدعونه من عرقهم ودماء نضالاتهم ؟أم حلم حليمة زين العابدين الذي ظلت تراوده لسنين طويلة؟
حليمة زين العابدين التي اعتصرت حروفها في رواية"الحلم لي" من زمن الحرقة والوجع،فجاء بوحها محكيا جريحا وعاشقا،لغة فاتنة،مقاطع عشق تصيب بالرعشة والخطف،ومفاصل حزن وشجن يتلقفها القارئ بحواسه وكأنه يعيش مراراتها،صور تعبيرية عميقة ،لغة انزياحية،حوارية ،وصفية،وشاعرية،لغة عشقية....
حليمة زين العابدين تكتب الحلم الفردي بصيغة الجمع،فتحتفي روايتها بالإنسان،آمالا وأحلاما وهواجس،فتأتي "الحلم لي" كمنجز روائي تكتبه الحواس،بكل استرجاعاتها،واستيهاماتها.ولعلها الكتابة الروائية التي تأتي في سيرة حليمة زين العابدين كطقس عشقي،تمارس فيه الكاتبة المبدعة استنشاق نسيمها الحلمي،وصهر غواياتها المثقلة بالجرح،وهي تمتح من بوح الحواس،وصمت البياض،وبلاغات الخيال والمجاز.
تبدأ الرواية بالرحلة صوب البحر،كفضاء حلمي،وتنتهي بالذهاب من البحر صوب "بلد المدينة" كفضاء واقعي على المشردين أن يحققوا فيه ثورة الأحرار،تنتهي الرواية لتبدأ من جديد،رواية أخرى،نصها غائب علينا كقراء،مفتوح على واقع صراعي ومتحول،حاضر في ذهن حليمة زين العابدين،وفي نص التاريخ، الذي وان مارس مكره علينا،لن يستطيع أن يمكر بكاتبة عاشقة تثقن صقل الكلام في فرن الغواية.



#عبد_الله_مهتدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تازمارة 234 أو حين يصبح للأمكنة ذاكرات مثقلة بالموت
- الطبل والعصيان
- عن-البلح المر- للمبدعة دامي عمر
- كأنا خجلا نواري الصمت بالهذيان
- حلم


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله مهتدي - اليتم الحارق والبوح العاشق في رواية -الحلم لي- ل-حليمة زين العابدين-