حسين مالك الصرايرة
الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 21:46
المحور:
كتابات ساخرة
قدّمنا السّاعة ستّين دقيقة.. بعقاربها وكلّ زواحفها.. بنبضات القلب وشهقات النّفس.. لكن ترى.. هل هذا يكفي.. لنموت أسرع.. لا أعتقد ذلك.. نحن بحاجة إلى ساعة تعمل بمرجل..
تدور السّاعة أسرع لنتخلص من أنفسنا بشكل أسرع.. ليأتي الخميس دون أخطائه المكررة.. والجمعة بلا بركته المزعومة.. والأهم ألا يأتي الأحد.. وذلك يقتضي ألا نبدأ مجدداً.. ولا نعود للمربع الأول.. ولا نفاوض الحياة على نهاية الأسبوع.. ولا يكذب نيسان مرة أخرى.. ولا يتظاهر تشرين بالحبّ.. أتحدث عن ساعة محشوة في الحائط لا تتزحزح..
أرى أنه يجب علينا أن نقتلعها من رحم الجدار.. و"بيج بن" من "ويستمنستر".. أكلها الدّود ولم يدهن جذعها بـ"الشّيد".. و"غرينيتش" لم تعد تثمر.. إنها لعينة أيضاً..
ليس هذا فحسب.. أرى ساعاتنا تخنق المعصم.. ونشتريها بأغلى الأثمان.. ونتباهى بأكثرها صلابة ومتانة.. ودقة..!
كل هذا ليس بجديد على الإنسان.. أحمق منذ البداية.. يصنع لذاته قيوداً ويحاول أن يحميها.. وفي المقابل يكتب الأدب في التحرر منها.. هذا كائن مفصوم..
أنا بحاجة لساعة لا تحمل صيفاً وشتاءً أو اعتدالاً سياسيّاً بينهما.. أريد حياداً بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. أكون فيها عائماً على ضفّة الأحداث.. لا أعترض ولا أستنكر.. ولا أهتف بالموت لأحد ولا بحياته بالضرورة.. أريد تيْهاً لا يأخذني إلى سيناء.. ولا أرى قدّيساً يرشدني إلى الله.. حتى الرّمل المنهزم على مهل.. أريده أكثر رويّة.. أريد تيْهاً لا ينتهي.. ولا يحسب وخارج إطار اللباقة.. و..
عمّا أتحدث.. ألسنا كذلك.. "تائهون" ؟!
#حسين_مالك_الصرايرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟