أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - رئيس البلدية يغازل السيدة فيروز














المزيد.....

رئيس البلدية يغازل السيدة فيروز


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 07:47
المحور: كتابات ساخرة
    


تصوروا مجرد تصوّر دون تقمص فالأمر لايطاق , أن يكون أحدكم قابع في جزيرة وسط بحر الظلمات مساحتها بضعة أمتار تحيطه أسماك القرش والسعالي والغيلان , وعلى حين غرّة تظهر له حورية أسطورية تغني له كل صباح لتبدد غربته وتجعل مخيّلته الكونكريتية شلالاً من الأحلام , هكذا كان المشهد في نظري حين سمعت للمرة الأولى تلك الألحان , فأخيراً لاح صوت بريء من وسط مهرجان العويل والأقتتال , خرج عن نسق النحيب ليعيد النبض للحياة , أطل على غابة التوحش التي نقطن , ذلك السجن المهزوم الذي يسمونه جزافاً (حي النصر) بترانيم موسيقية مصدرها سيارات البلدية ومعها سيارات بائعي الغاز , لا أصدق أنها هي نفسها التي كانت تداهمنا يومياً فأطلقنا حينها على سائقيها أسم (وحوش الصباح) فكم من المرات قفزنا مذعورين تحت هدير نشازهم بمجرد سماعنا للمنبهات و أشيائهم الحديدية التي يضربونها لتصدر أصواتاً مرعبة تصم الآذان , كنا مع قدومها كالدجاج النائم حين يهاجَم من الذئاب , من محور الميمنة سيارة (الأزبال) ومن الميسرة (أبو الغاز) فلانملك أن نعترض مادمنا محشورين في مجتمع يرتضي الأستباحة وأمتهان الخصوصيات و يفخر بالزعيق ويتخذ من الغزو سبيلاً للحياة , كانت تلك السيارات في نظرنا لاتختلف عن المفخخات التي تقتل الناس وللسيارات عندنا مراتب وحكايات , ولكن , سبحانه مغيّر الأحوال فمع أشتداد الوطيس يتدخل القدر ليلطف كما عهده الدائم وقت المصائب والنائبات , فمنذ مدة بانت طلائع ظاهرة جديدة تسترعي الأنتباه , حين بدأ القائمون على سيارات البلدية (الحكومية) بأطلاق نغمات هادئة من مكبرات الصوت , قلدهم بعدها أصحاب سيارات الغاز (الأهلية) أولئك المرتدون للـ(جرّاويات) بوجوههم المكفهرّة غليظة السحنات , جعلتهم يتغيرون (في نظرنا) من غيلان الى حملان, , فمكبرات الصوت خاصتهم تطلق منذ فترة أنغاماً مشتقّة من أغاني فيروز , هل أستمع مدير البلدية لأغنيتها وهي تعاتب نظيره (نصري شمس الدين ) حين تقمص شخصية رئيس البلدية في الضيعة الخيالية , مؤكد هناك ربط في الموضوع , والمهم المكسب في حصولنا على وجبة لذيذة من غذاء الروح , فلكم أن تتصوروا كيف نبدأ يومنا ونحن نستيقظ على لحن أغنية (زعلي طوّل أنا ويّاك كثير كثير) , كثير علينا فعلاً فنحن في قعر عهود الظلام مابين مطرقة (الترهيب والأرهاب) وسندان (فساد الحكام ) , الله الله , كم هي بريئة تلك الألحان , أكسير أسعفنا به القدر على عادته في اللطف حين تحتدم الأبتلاءات , هبة من السماء تتحدى أصوات الأنفجارات و تبدد أزيز الرصاص , حين نسمعها يتبادرنا شعور لا أرادي أقرب للخدر أول بوادره تقليله الشد في الأعصاب ومعها العضلات , الا عضلة واحدة تبقى مشدودة , تلك التي تنقبض لتمنح وجوهنا بصيص الأبتسام , تعيد لنا بالتدريج تلك الأشياء التي يحتاجها المخلوق لتميّزه عن الجماد والحيوان وتجعل المرء للمرة الأولى يشعر بأنه أنسان , بل بأمكانه أن يذهب بعيداً ليتصور نفسه عصفور يحلق في جنة الأحلام .
مؤكد وراء تلك المكبرات المبرمجة واحد أو أكثر من الجنود المجهولين الذين يعملون بصمت ممن يملكون ذوقاً , سعوا من أجلها , ربما جلبوها جاهزة من دول أخرى , إن لم تكن فرضت عليهم في صفقة قسرية فالأمر غريب كونه خارج سياق مايجري من أحداث و لانبريء مدير البلدية الذي نشكره فقد عوضنا عن كل (اللاشيء) الذي قدمه أسلافه الأجلاء , ففي كل الأحوال نكون نحن المستفيدين , فالدنيا للحظات صارت أكثر هدوءاً وأقل توحشاً بعد أزالة الأحتقان من مركب التوحش لدينا نحن بنو العربان , مجرد أصوات يتم ترتيبها بأتقان تضفي تأثيراً غريباً على الوجدان , يسمونها (موسيقى) , حرّمها المدّعين حين أمتلكوا القرار , متناسين أنها من أبواب الوجوب لا الأحتياط , حلال زلال , فهي أولاً تطبيب وعلاج وفرض عين لدرء فساد الأرواح الذي صار عندنا أخطر وباء , فـإن بقيت هناك شبهة بشأنها بأمكاننا أن ننقلها من خانة الحرام الى الحلال بموجب الأباحة الألهية تحت طائلة الأضطرار ,ومن أكثر منّا بحاجة لذلك الأستثناء , ومن باب ثاني أن يجعلوها حقوقاً شرعية لكل أنسان فهي لغة التفاهم الوحيدة التي يجيدها كل الناس من شتى الأعراق والطوائف والبلدان , الموسيقى حق وغذاء وليس بعبعاً مثل مايسوقون لذلك ذوي المآرب من الجهلاء , فلم نسمع الى اليوم أن مات أحدهم على يد ملحن أو فنان , فمخرّب الكوكب معروف حتى من الأطفال , وفي الختام أستودعكم زوادة الروح عسى أن توصلنا معكم لفجر خال من القتل والتدمير وعبث الجهال .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واجبات مستحبات الله وكيلك كلاوات
- الخامط والمخموط والجاهل بينهما
- للكبار فقط
- الأبناء يرقصون الهجع والأمهات تحترق
- غزو العراق ونبوءة الشيطان الأجرب
- جفاف في جرف النداف
- يلّي نسيتونا يمته تذكرونا
- بهارات وملح لمؤتمر الأرهاب
- سطور في الكذب المقارن
- القشطيني ونقطة نظام
- ترقبوا ثورة النساء
- بخيرهم ما خيّرونا و بصخامهم عمّوا علينا
- أصدقاء أم خراعات خضرة بكروش
- أسطوانات الطغاة للفوز في الأنتخابات
- الحيتان الحيدرية والشبابيط الأعلامية
- حكاية قديمة عن الخرخاشات
- قوادة اليانكي وعهر زوجة الشيخ
- يوميات أهل الطرف : حلم زنوبه بالجنة
- عبود أجا من القصر شايل مكنزيّه
- تسريبات من غزوات البغال


المزيد.....




- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...
- فيديو.. -انتحاري- يقتحم المسرح خلال غناء سيرين عبد النور


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - رئيس البلدية يغازل السيدة فيروز