|
القاعدة الذهبية استنبطت منها عدة قواعد
عبد الحكيم عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 18:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القاعدة الذهبية استنبطت منها عدة قواعد السلام عليكم ورحمة الله: القاعدة الذهبية: وهي القاعدة التي ارستها المسيحية لااتباعها والتي من خلالها اي من خلال هذه القاعدة تتيح لااتباع المسيحية رد الاعتداء عليهم وتم تسميتها بقاعدة التعامل بالمثل والتي اعتمدها المشرع اعتمادا على نصين الاول ورد في الانجيل النص الاول: فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم، لأن هذا هو الناموس/ الايه رقم12 الاصحاح السابع النص الثاني: غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً- (رسالة الرسول بطر الاولى الاصحاح الثالث الفقره 9 والنصين واضحين ولايحتاج الامر الى شرح او اعطائه معنى اخر نعم هناك في المسيحية نصوص تحث على عدم رد الاعتداء بأعتداء مماثل بل رد تسامحي ولكن هناك بشر يعتبرون التسامح ضعف ويتمادون اكثر والاسلام اقر قاعدة التعامل بالمثل ايضا واجاز للمسلم الدفاع عن نفسه كما ورد في الاية القرآنية بسم الله الرحمن الرحيم: وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وايضا ورد حث المسلم على التجاوز عن المعتدي وعدم الرد عليه وايضا التعامل معه تعامل تسامحي كما في قوله تعالى:وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ-;- ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وكما في قوله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين
ولكن كما اسلفت ان هناك من البشرمن يتصور ان عدم الرد على اعتداه هو ناتج عن ضعف المقابل وليس عن حسن خلق فيتمادى اكثر واكثر وهؤلاء من صنف(ناس تخاف ماتختشيش)
لذالك التشريعات السماوية فطنت لهذه الشرائح من البشر الذين لاينفع معهم لاالتسامح ولا المعروف وتركت الخيار لااتباعها باختيار اي من القاعدتين اعلاه وفضلت وأولت التسامح والعفو مكانة عظيمة يستحقها من يتعامل به ووصفتها بالخيار الاصعب ويعتبر القادر على تحمل تلك التجاوزات عليه (ألو حظ عظيم) واعتبرت صاحبه صاحب عزم اي من أولي العزم
واستنبط المشرع ولنقل بشكل ادق القادة قوانين وقواعد من القاعدة الاساسية وهي قاعدة التعامل بالمثل ورد الاعتداء بالاعتداء
القواعد المستنبطة من القاعدة الذهبية
1- الضربة الاستباقية:ووفق هذه القاعدة لاينتظر من المعتدي الاعتداء للرد عليه بل بمجرد وصول معلومات بان العدو يعد العدة للهجوم يتم مباغتته وفق هذه القاعدة لتفادي اقتراب العدو منهم
2- الضربة الوقائية: وهي ضربة للعدو وحتى لو لم ترد اخبار عن استعداده لشن اي هجوم والغرض منها اضعاف العدو وتحطيم قدراته لتمنعه مستقبلا من شن اي اعتداء
3- الهجوم خير وسيلة للدفاع: وهدفها الحفاظ على الدوله من اي اعتداء واتخاذ الهجوم طريقة فضلى لردع الاعتداء حتى لو لم يقع وهي تماثل قاعدة الضربة الوقائية
ووفق هذه القواعد اعلاه تم اعتماد وتشريع مايسمى اليوم بالحرب على الارهاب
هناك تسائل يفرض نفسه وفق هذه القواعد اعلاه تقع ضحايا من المدنين بشكل كبير فما هي وجهة نظر المشرع من سقوط ضحايا من المدنيين وكيف تم تبريرها واجازتها رغم ان الشرائع السماوية لم تجز ذالك وايضا لائحة حقوق الانسان لم تجز ذالك ايضا ورغم عدم الاجازة لااستهداف المدنين لادنيا ولا وضعيا لماذا لازال مستمرا استهداف المدنين ولماذا هناك لامبالاة في الضحايا الهائلة من المدنيين سواء من تنظيمات القاعدة او من الجهات الحكومية المحلية والاقليمية والدولية التي تعهدت وقادت حملات عسكرية للحرب على الارهاب
بالنسبة للتنظيمات الاسلامية المسلحة والتي تمثلها القاعدة وتفرعاتها
اعتمدت على الفتاوى المستنبطة طبعا التي استنبطها المشرع من الاية القرآنية بسم الله الرحمن الرحيم: ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) الاية واضحة وهي مقاتلة من لايحكم بما امر الله من الحكام المسلمين طيب الاخرين من المدنيين الذين ماحكموا بما امر الله ماهو ذنبهم حتى يتم استهادفهم ولصعوبة الوصول للحاكم ماذا استنبط المشرع من قاعد من هذه القاعدة 1- الراضى على حكم حاكم لايحكم بما امر الله فهو كافر مثله 2- الساكت على حاكمه الذي لم يحكم بما امره الله فهو كافر ايضا وفق هذا الاستنباط ليس هناك مبالاة بمن يقتل من المدنين فكلهم كفار واعتمادا على الاية القرأنية بسم الله الرحمن الرحيم: وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا / فلن يشعر وفق هذه الايه من يفجر وسط المدنين باي ذنب او اسى على من يقتل من النساء والاطفال فكلهم كفار واذا بقوا على قيد الحياة لن يلدوا الا امثالهم كفار وفجار,هناك تسائل ايضا لماذا لم يعتمد المشرع الاسلامي رد رسول الاسلام وهو نبيهم وقدوتهم وهم اتباعه عليه الصلاة والسلام عندما تعرض في رحلته الى الطائف الى اشد انواع الاعتداء فماذا دعى الله حينها ورغم ان الله ارسل جبريل عليه السلام كما في الحديث التالي:
ن عروة بن الزبير، أن عائشة رضي الله عنها حدثته أنها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ قال: (لقيت من قومكِ ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يالِيل بن عبد كُلاَل، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت ـ وأنا مهموم ـ على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقَرْنِ الثعالب ـ وهو المسمى بقَرْنِ المنازل ـ فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال، فسلم عليّ ثم قال: يا محمد، ذلك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ـ أي لفعلت، والأخشبان: هما جبلا مكة: أبو قُبَيْس والذي يقابله، وهو قُعَيْقِعَان ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئا)(
لماذا لايعتمدون دعاء النبي عليه الصلاة والسلام لااعلم (هذا السؤال يجيب عنه من شرع قتل المدنين لحاكم لم يحكم بما امره الله. اما بالنسبة لقادة الحرب على الارهاب فلهم ذات العقائد اعلاه فلا يحتلفون قيد انملة عن عقائد عناصر او قادة تنظيم القاعده
فهم يعتبرون المدنين الذين تواجد بينهم العناصر الارهابية 1- حواظن الارهاب: لذلك لن يشعروا باي اسى اوالم من قتال المدنين من الاطفال ومن النساء لانهم ان بقوا سيكنون مشاريع ارهابين 2- عدم نبذهم للعانصر الارهابية ماهو الا رضا منهم وبالتالي هم حالهم حال الارهابي وبنفس السعر فلن يشعر قادة الحرب على الارهاب ولا جيوشهم اي اسى او الم جراء مايقع من ضحايا من المدنين 3- الساكتين عن تغلغ العناصر الارهابين بينهم من المدنين معناه موافقة خجولة لوجود العناصر الارهابية بينهم وعليه فهم ارهابيون بالاستعاضه ويحق قتلهم وهذا رأي المؤيدن للارهاب في المدنين الذين يتواجد بينهم عناصر الارهاب
يرى المؤيدون أن هناك مبالغة في تقدير الخسائر البشرية بين صفوف المدنيين ويعتبرون المدنيين الذي يعيشون بالقرب من الإرهابيين من المتعاطفين معهم ويقومون على الأغلب بتقديم الدعم المعنوي أو المادي أو المعلوماتي أو يقدمون الملاذ الآمن للإرهابيين وبهذا فهم ليسوا محايدين تماما وحسب نظرية هذه الحرب لا مكان للحياد. فماهو الفرق بين فكر تنظيم القاعدة وبين فكر من يقوم بالحرب على الارهاب وتنتبق عليهم القاعدة الذهبية رقم3 الضربة الوقائية وتنتبق عليهم الاية(ربي لاتذر من الكافرين ديار) طبعا لايغركم بيانات الاعتذار التي يطلقها من قاد عمليات محاربة الارهاب وتم اعتبار من يقتل من المدنيين بالقتل الخطاء فالاعتذار لايكفي مالم يتم التوقف عن استهداف المدنين بحجة تواجد العناصر الارهابية بينهم : فعلى من يقود حملات الحرب على الارهاب ان يعتبر المدنين محتجزين بالقوة ورهان ومختطفين كما يحصل في عمليات اختطاف طائرة ما من شخص واحد او شخصين بقوة السلاح وتحت التهديد لااكثر من مئة راكب وايضا يجب على تنظيم القاعدة التوقف عن استهداف المدنين وعليم ان يتذكروا ان هناك من المسلمين مستضعفين لاحول لهم ولاقوة وان يتذكروا قول الله تعالى عن المستضعفين بسم الله الرحمن الرحيم: إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ( 98 ) فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا ( فمشكلتنا ليست في النص الديني الاساسي ولكن مشكلتنا مع التدخل البشري على النص الديني الاساس وعمليات الاجتهاد او الاستنباط التي تجري عليه من البشر فالمسلمين اليوم واقعين بين فكي الاسد من جهة تنظيم القاعدة ومن الجهة الاخرى الدول صاحبة مشروع الحرب على الارهاب ورغم النفقات الهائلة التي تبلغ ارقام خرافية من الدولارات ورغم الحشد الدولي من تاريخ11 سبتمبر 2001 لازلت وتيرة الارهاب تتصاعد وتتنامى والطايح بها المدنين الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ والحجة هي انهم ليسوا على الحياد فلا القاعدة راضية عنهم ولا المحاربين على الارهاب راضون عنهم
#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشكلة تكمن في الطباع البشرية ولا علاقة لها بالاديان السماو
...
-
حتى تكون حملات مناهضة الختان ناجحة وذات تأثير على ارض الواقع
-
اسباب التخلف كثيرة
-
لايمكنكَ ان تنسب العنصرية للاسلام سيد هشام العمراني
-
رد على المقالات السابقة واللاحقة للقطار سامي الذيب الموسومه(
...
-
مالك بارودي,دعك من عصر الرسالة وماتلاها وخاليك في مانعيشه ال
...
-
اغلب الحكومات توعز الى وزارات الدفاع فيها الى استحداث ,دائرة
...
-
الدافع المادي وحده لايكفي لجمع الحشود المقاتلة ولايكفي للغلب
...
-
ماهي الاسباب التي تدفعنا لنشتري من بائع ما سمك في الشط رد عل
...
-
وجود ابو بكر في الغار لن ينفع معه اي انكار-ردا على مقال سامي
...
-
عندما اقول انتن ايتها النسوة السبب والعله فعندي على ذالك ادل
...
-
ايد ما طرحت المهاجم العتيد الامل المشرق من حيث لايدري
-
فقرات من قوانين الاحوال الشخصية في بعض الدول العربية
-
الالتزام بماجاء به الاسلام امر شخصي بحت ولايفرض على احد عنوة
-
أَيتها ألنسوة ,المشكلة والاشكاية ليست معكنْ,ولكنْ معَ ألرجال
...
-
اصدق اقوالك ام اصدق افعالك/رد على قصيدة السندي نحبكم وأن كان
...
-
على أي نص أنجيلي اعتمد تشكيل المليشيات المسيحية في أفريقيا ا
...
-
تنتقدن وترفضن تغول الرجل على ألمرأه , وانتن اصل السبب والعله
-
الامل المشرق,سقطت في المطب الذي كنت تخشى السقوط فيه ياعبقري
-
إِليكُنَ بالأرقام والأحصائات والنسب لِمن يَدعِين أن الاسلام
...
المزيد.....
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
-
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا
...
-
الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة
...
-
سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم
...
-
كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|